سيزا‭ ‬قاسم
سيزا‭ ‬قاسم


غراء‭ ‬مهنا.. الأستاذة‭ ‬والناقدة‭ ‬والباحثة‭ ..‬والإنسانة‭ ‬الودودة

أخبار الأدب

السبت، 24 فبراير 2024 - 04:25 م

سيزا‭ ‬قاسم‭ ‬أراها‭ ‬وما‭ ‬زلت‭ ‬أرى‭ ‬صورتها‭ ‬أمامى‭ ‬ودودة،‭ ‬مبتسمة،‭ ‬مرحبة‭ ‬ومحبة‭ ‬دائما‭. ‬عرفتها‭ ‬أستاذة‭ ‬فى‭ ‬المؤتمرات‭ ‬والندوات‭ ‬والمحافل‭ ‬العلمية،‭ ‬عرفتها‭ ‬من‭ ‬كتابتها‭ ‬ومؤلفاتها‭ ‬وخاصة‭ ‬ما‭ ‬كتبته‭ ‬عن‭ ‬السيموطيقا‭ ‬وتابعتها‭ ‬عن‭ ‬بعد،‭ ‬ولكن‭ ‬كان‭ ‬أول‭ ‬لقاء‭ ‬لنا‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬تحدثنا‭ ‬فيه‭ ‬فى‭ ‬أول‭ ‬مؤتمر‭ ‬للقسم‭ ‬وأول‭ ‬مشاركة‭ ‬لى‭ ‬ببحث،‭ ‬وكان‭ ‬عنوان‭ ‬المؤتمر‭ ‬«النص‭ ‬والسياق‮»‬‭ ‬وعنوان‭ ‬بحثى‭ ‬«القارئ‭ ‬والنص»‭. ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬وبعد‭ ‬إلقاء‭ ‬بحثى‭ ‬أثنت‭ ‬عليه‭ ‬وأبدت‭ ‬إعجابها‭ ‬به‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬شهادة‭ ‬أعتز‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬أستاذة‭ ‬كبيرة‭ ‬إلى‭ ‬باحثة‭ ‬فى‭ ‬بداية‭ ‬حياتها‭ ‬العلمية‭........ ‬وتوالت‭ ‬الأبحاث‭ ‬واستمر‭ ‬التشجيع‭ ‬والمساندة‭. ‬

وسنبدأ‭ ‬بالحديث‭ ‬عن‭ ‬علاقتى‭ ‬مع‭ ‬سيزا‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الشخصى‭ ‬ثم‭ ‬عن‭ ‬إسهاماتها‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬النقد‭ ‬الأدبى:‭ ‬
أولا:‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الشخصى:
كان‭ ‬أول‭ ‬لقاء‭ ‬خارج‭ ‬الجامعة‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الأبحاث‭ ‬فى‭ ‬جاليرى‭ ‬للفنون‭ ‬التشكيلية‭ ‬يديره‭ ‬ابنى‭ ‬حيث‭ ‬لبت‭ ‬دعوتى‭ ‬لرؤية‭ ‬أحد‭ ‬المعارض‭ ‬وجاءت‭ ‬مع‭ ‬زوجها‭ ‬وتحدثنا‭ ‬عن‭ ‬الفن‭ ‬واللوحات‭ ‬وحياتها‭ ‬الشخصية‭ ‬وكعادتها‭ ‬كانت‭ ‬ودودة‭ ‬مبتسمة‭ ‬ومحبة‭. ‬ومضت‭ ‬بنا‭ ‬الأعوام‭ ‬نلتقى‭ ‬أحيانا‭ ‬ونبعد‭ ‬أحيانا‭ ‬أخرى‭ ‬ولكن‭ ‬دائما‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬اللقاء‭ ‬بيننا‭ ‬بترحاب‭ ‬وحب‭ ‬وفرحة‭ ‬لهذا‭ ‬اللقاء‭.‬

اقرأ أيضاً| ‬سلمى‭ ‬مبارك.. السلسلة الذهبية

واقتربنا‭ ‬أكثر‭ ‬منذ‭ ‬عامين‭ ‬للإعداد‭ ‬لكتاب‭ ‬عن‭ ‬الأدب‭ ‬المقارن‭ ‬يشارك‭ ‬فيه‭ ‬معنا‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الزملاء‭ ‬والباحثين‭ ‬فى‭ ‬مجالات‭ ‬مختلفة،‭ ‬وكان‭ ‬اللقاء‭ ‬فى‭ ‬منزلها‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬صدور‭ ‬الكتاب‭ ‬وأهميته‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬لقائها‭ ‬والحديث‭ ‬معها‭ ‬حول‭ ‬الكتاب‭ ‬وغيره‭  ‬من‭ ‬قضايا‭. ‬

أما‭ ‬اللقاء‭ ‬الأخير‭ ‬فكان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الإجتماعى‭ ‬(الواتس‭ ‬آب)‭ ‬ننتبادل‭ ‬فيه‭ ‬الرسائل‭ ‬وما‭ ‬نريد‭ ‬مشاركته‭ ‬معا:‭ ‬أغنية،‭ ‬قطعة‭ ‬موسيقية،‭ ‬خبر‭ ‬أو‭ ‬حدث‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬(الفيس‭ ‬بوك)‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬تكتب‭ ‬مرات‭ ‬قليلة‭ ‬عن‭ ‬مقالة‭ ‬علمية‭ ‬أو‭ ‬شىء‭ ‬أعجبها‭ ‬أو‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬حدث‭ ‬ما،‭ ‬وكثيرا‭ ‬ما‭ ‬تكتب‭ ‬عن‭ ‬زوجها‭ ‬الراحل،‭ ‬تناجيه‭ ‬وتذكره‭ ‬بالخير‭ ‬وتتمنى‭ ‬اللحاق‭ ‬به‭ ‬وكنت‭ ‬أحترم‭ ‬هذه‭ ‬المشاعر‭ ‬الفياضة‭ ‬تجاهه‭ ‬ويؤلمنى‭ ‬شعورها‭ ‬بالوحدة‭ ‬والألم‭ ‬واليأس‭ ‬والحزن‭.‬

أما‭ ‬اللقاء‭ ‬الأخير‭ ‬هاتفيا‭ ‬فكان حين‭  ‬دعتنى‭ ‬للانضمام‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬أصدقائها‭ ‬فى‭ ‬منزلها‭ ‬ولكنى‭ ‬للأسف‭ ‬إعتذرت‭ ‬لارتباطى‭ ‬بمواعيد‭ ‬أخرى‭.‬

وبدأت‭ ‬صحتها‭ ‬تسوء‭ ‬وتتردد‭ ‬على‭ ‬المستشفى‭ ‬ونسأل‭ ‬عنها‭ ‬ولكنها‭ ‬فى‭ ‬مرضها‭ ‬الأخير‭ ‬لم‭ ‬تعطنا‭ ‬الفرصة‭ ‬للسؤال‭ ‬والوداع‭.‬

ثانيا:‭ ‬الناقدة‭ ‬والباحثة‭ ‬متعددة‭ ‬الاهتمامات‭ ‬والإسهامات:
اــ‭ ‬سيزا‭ ‬والسيموطيقا:‭ ‬هى‭ ‬رائدة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬ففى‭ ‬بداية‭ ‬كتابها‭ ‬القارئ‭ ‬والنص‭ ‬ـ‭ ‬العلاقة‭ ‬والدلالة‭ ‬(المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للثقافة‭ ‬2002)‭ ‬تطرح‭ ‬فى‭ ‬المدخل‭ ‬اسئلة‭ ‬هامة‭ ‬وهى:

‭ ‬كيف‭ ‬نستقبل‭ ‬اللغة؟‭ ‬وكيف‭ ‬يفهم‭ ‬البشر‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض؟‭ ‬وتجيب‭ ‬قائلة:«اللغة‭ ‬شأنها‭ ‬شأن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالكيان‭ ‬البشرى،‭ ‬لها‭ ‬جانب‭ ‬طبيعى‭ ‬بيولوجى‭ ‬معطى‭ ‬ولها‭ ‬جانب‭ ‬مكتسب‮» ‬‭ ‬لذا‭ ‬تبدأ‭ ‬سيزا‭ ‬فى‭ ‬الحديث‭ ‬حول‭ ‬تعاملنا‭ ‬مع‭ ‬اللغة‭ ‬فى‭ ‬المجال‭ ‬الإنسانى‭ ‬وتتطرق‭ ‬إلى‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الفهم‭ ‬والمعرفة‭. ‬ثم‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬السيموطيقا‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تعريف‭ ‬العلاقات‭ ‬التى‭ ‬يبدعها‭ ‬البشر‭ ‬وتصنيفها‭ ‬وتحليلها‭ ‬وهى‭ ‬المنهج‭ ‬الذى‭ ‬تسلكه‭ ‬لقراءة‭ ‬العلاقات‭ ‬والنصوص‭.‬

السؤال‭ ‬الثانى‭ ‬عن‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬القارئ‭ ‬والنص:‭ ‬وتشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القراءة‭ ‬عملية‭ ‬واعية‭ ‬تستلزم‭ ‬قدرا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬تدخل‭ ‬الوعى‭. ‬وهى‭ ‬عملية‭ ‬مركبة‭ ‬ذات‭ ‬مراحل‭ ‬ومستويات‭ ‬متعددة:
‭ ‬الإدراك‭ ‬
‬التعرف‭ ‬
‬الفهم‭ ‬
‬والتفسير‭ ‬
والكتاب‭ ‬يتناول‭ ‬سيموطيقا‭ ‬المكان‭ ‬والزمان‭ ‬والنص‭ ‬الموازى‭ ‬وهو‭ ‬جامع‭ ‬شامل‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬مراجع‭ ‬أجنبية‭ ‬فرنسية‭ ‬وإنجليزية‭ ‬وعربية‭ ‬وهو‭ ‬فى‭ ‬رأيى‭ ‬أفضل‭ ‬ما‭ ‬كتب‭ ‬عن‭ ‬السيموطيقا‭ ‬وعرف‭ ‬بها‭. ‬ولا‭ ‬ننسى‭ ‬إشرافها‭ ‬مع‭ ‬نصر‭ ‬أبو‭ ‬زيد‭ ‬على‭ ‬دراسات‭ ‬فى‭ ‬كتاب‭ ‬»مدخل‭ ‬إلى‭ ‬السيموطيقا‭ ‬ـ‭ ‬أنظمة‭ ‬العلاقات‭ ‬فى‭ ‬الأدب‭ ‬واللغة‭ ‬والثقافة‭ ‬(دار‭ ‬إلياس‭ ‬العصرية‭ ‬عام‭ ‬1986)‭. ‬

‭ ‬ب‭ ‬-‭ ‬الرواية:‭  ‬
فى‭ ‬كتابها‭» ‬بناء‭ ‬الرواية‭ ‬«‭ ‬مكتبة‭ ‬الأسرة‭ ‬)‭ ‬إبداع‭ ‬المرأة‭ ‬(‭ ‬2004‭ ‬تقدم‭ ‬دراسة‭ ‬مقارنة‭ ‬فى‭ ‬ثلاثية‭ ‬نجيب‭ ‬محفوظ‭ ‬وتهديه‭ ‬إلى‭ ‬سهير‭ ‬القلماوى،‭ ‬والمقارنة‭ ‬أو‭ ‬الأدب‭ ‬المقارن‭ ‬كان‭ ‬عند‭ ‬صدور‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب(‭ ‬(‭ ‬1978 ‭ ‬فرعا‭ ‬جديدا‭ ‬من‭ ‬فروع‭ ‬الدراسات‭ ‬الأدبية،‭ ‬اختلفت‭ ‬الدراسات‭ ‬والمدارس‭ ‬حوله‭ ‬وعلى‭ ‬مناهج‭ ‬دراسته‭. ‬لذا‭ ‬تعرض‭ ‬سيزا‭ ‬فى‭ ‬بداية‭ ‬كتابها‭ ‬المدارس‭ ‬المختلفة‭ ‬والنظريات‭ ‬لدراسة‭ ‬هذا‭ ‬الأدب،‭ ‬والكتاب‭ ‬يتضمن‭ ‬الزمكانية‭ ‬فى‭ ‬الرواية:‭ ‬بناء‭ ‬الزمان‭ ‬الروائى:‭ ‬أهميته‭ ‬وأنواعه‭ ‬من‭ ‬زمن‭ ‬طبيعى‭ ‬ونفسى‭ ‬وتجسيده‭ ‬فى‭ ‬النص‭ ‬وبناء‭ ‬المكان‭ ‬الروائى:‭ ‬أهميته‭ ‬ووصفه‭ ‬وذلك‭ ‬تطبيقا‭ ‬على‭ ‬ثلاثية‭ ‬نجيب‭ ‬محفوظ‭. ‬وتؤكد‭ ‬سيزا‭ ‬فى‭ ‬نهاية‭ ‬الكتاب‭ ‬أن‭ ‬إستخدام‭ ‬المقارنات‭ ‬ساعدها‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬العمل‭ ‬وتحليله‭ ‬مؤكدة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الأدب‭ ‬لا‭ ‬يخضع‭ ‬لمعايير‭ ‬ثابتة‭ ‬ومطلقة‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬تأتى‭ ‬أهمية‭ ‬الدراسات‭ ‬المقارنة‭.‬

‭  ‬ج‭ ‬-‭ ‬نقد‭ ‬الشعر:
فى‭ ‬العدد‭ ‬الحادى‭ ‬عشر‭ ‬1991‭ ‬لمجلة‭ ‬«ألف‮»‬‭ ‬وتحت‭ ‬عنوان‭ ‬التجريب‭ ‬الشعرى‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬منذ‭ ‬السبعينات‭ ‬حيث‭ ‬تتناول‭ ‬قصيدة‭ ‬«آية‭ ‬جيم‮»‬‭ ‬لحسن‭ ‬طلب‭ ‬(وكانت‭ ‬فى‭ ‬ديوان‭ ‬تحت‭ ‬الطبع‭ ‬فى‭ ‬الهيئة‭ ‬المصرية‭ ‬العامة‭ ‬للكتاب)‭ ‬تؤكد‭ ‬أنها‭ ‬أعجبتها:‭ ‬»‭ ‬لأنها‭ ‬تتحدى‭ ‬المعطيات‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها‭ ‬حول‭ ‬الشعر‭ ‬«‭ ‬ فتقول:‭ ‬»‭ ‬الشعر‭ ‬تعبير‭ ‬صادق‭ ‬عما‭ ‬يختلج‭ ‬فى‭ ‬نفس‭ ‬الشاعر،‭ ‬الشعر‭ ‬تشكيل‭ ‬جمالى‭ ‬للواقع،‭ ‬الشعر‭ ‬صياغة‭ ‬لغوية‭ ‬لتناقضات‭ ‬الواقع،‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬القصيدة‭ ‬تعيد‭ ‬طرح‭ ‬ماهية‭ ‬الشعر‭ ‬وماهية‭ ‬اللغة‭ ‬نفسها‭ ‬وأظن‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تجيب‭ ‬على‭ ‬الأسئلة‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬تطرحها‭ ‬». ‬كما‭ ‬تؤكد‭ ‬أنها‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬المفارقة:‭ ‬»‭ ‬والمفارقة‭ ‬فى‭ ‬رأيى‭ ‬هى‭ ‬روح‭ ‬العصر‭ ‬وقلما‭ ‬قابلت‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المفارقة‭ ‬فى‭ ‬نثر‭ ‬أو‭ ‬شعر‭. ‬والمفارقة‭ ‬تهدم‭ ‬وتبنى،‭ ‬تهدم‭ ‬القديم،‭ ‬تشحذ‭ ‬العقل‭ ‬والحس،‭ ‬تشتت‭ ‬المبالغة‭ ‬والمغالاة،‭ ‬تعرى‭ ‬الأشياء‭ ‬والنفوس،‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬أصل‭ ‬الأشياء،‭ ‬تطرح‭ ‬الأسئلة‭ ‬الأولى»،‭ ‬‭ ‬وتضيف‭ ‬سيزا‭ ‬قائلة‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬القصيدة:‭ ‬»‭ ‬أن‭ ‬بها‭ ‬شيئاً‭ ‬خفياً‭ ‬وهو‭ ‬شرط‭ ‬من‭ ‬شروط‭ ‬الحداثة‭ ‬وهو:‬‭ ‬التأمل‭ ‬فى‭ ‬ماهية‭ ‬اللغة‭ ‬فى‭ ‬مستوياتها‭ ‬المختلفة‭ ‬من‭ ‬علاقة‭ ‬الصوت‭ ‬بالدلالة‭ ‬وعلاقة‭ ‬العلامة‭ ‬بالشيء‭ ‬الذى‭ ‬تشير‭ ‬إليه،‭ ‬ماهية‭ ‬القصيدة‭ ‬بوصفها‭ ‬شبكة‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬العلاقات‭ ‬المختلفة‭ ‬وفى‭ ‬النهاية‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الشاعر‭ ‬والقصيدة»‭.‬

ولقد‭ ‬اخترنا‭ ‬هذه‭ ‬النماذج‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬سيزا‭ ‬قاسم‭ ‬للدلالة‭ ‬على‭ ‬اطلاعها‭ ‬المستمر‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ماهو‭ ‬جديد:‭ ‬السيموطيقا‭ ‬والأدب‭ ‬المقارن‭ ‬والشعر‭ ‬التجريبى‭ ‬(الذى‭ ‬بدأه‭ ‬عفيفى‭ ‬مطر)‭ ‬فى‭ ‬بدايتهم‭ ‬لتكون‭ ‬سباقة‭ ‬فى‭ ‬الدراسة‭ ‬والبحث‭ ‬والنقد‭.‬

ونلاحظ‭ ‬فى‭ ‬الأعمال‭ ‬التى‭ ‬اخترناها‭ ‬نماذج‭ ‬لأعمال‭ ‬سيزا‭ ‬النقدية‭ ‬فى‭ ‬السيموطيقا‭ ‬والرواية‭ ‬والشعر‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خيطا‭ ‬يجمعها‭ ‬وهوالتأمل‭ ‬حول‭ ‬ماهية‭ ‬اللغة‭ ‬وطبيعتها‭ ‬حيث‭ ‬تقول‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬التأمل‭ ‬أنه:‭ ‬«هم‭ ‬من‭ ‬هموم‭ ‬الفكر‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬أو‭ ‬فى‭ ‬الغرب،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الفكر‭ ‬الحداثى‭ ‬أدخل‭ ‬هذا‭ ‬التأمل‭ ‬فى‭ ‬نسيج‭ ‬الإبداع‭ ‬الفنى‭ ‬نفسه‭ ‬وأصبح‭ ‬هذا‭ ‬التأمل‭ ‬عنصرا‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬النص‭ ‬الفنى‭ ‬البنائية‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬النص‭ ‬نصا‭ ‬تشكيليا‭ ‬أو‭ ‬لغويا‭ ‬وهذه‭ ‬الخاصية‭ ‬تميز‭ ‬الفن‭ ‬الحديث»‭. ‬

رحم‭ ‬الله‭ ‬سيزا‭ ‬قاسم‭ ‬الأستاذة‭ ‬والناقدة‭ ‬والباحثة‭ ‬وقبل‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬الإنسانة‭ ‬الودودة‭ ‬المبتسمة‭ ‬والمرحبة‭ ‬دائما‭.‬

وأخيرا‭ ‬أرجو‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬النور‭ ‬الكتاب‭ ‬الذى‭ ‬اهتمت‭ ‬به‭ ‬وكرست‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬وقتها‭ ‬وجهدها‭ ‬مع‭ ‬الزميل‭ ‬طارق‭ ‬النعمان‭ ‬ومع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الزميلات‭ ‬ليكون‭ ‬آخر‭ ‬أعمالها‭ ‬وذكرى‭ ‬تذكرنا‭ ‬دائما‭ ‬بها‭. ‬

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة