زيارة المقابر
زيارة المقابر


ملتوت وفايش وبسكويت.. زيارة المقابر أبرز الاحتفالات بالنصف من شعبان في قنا

أبو المعارف الحفناوي

السبت، 24 فبراير 2024 - 06:38 م

يحتفل الآلاف من أبناء قنا، بليلة النصف من شعبان، بمظاهر مختلفة،  وان كانت يطغوا عليها الاحتفال باللية الختامية بمولد سيدي عبدالرحيم القناوي، إلا أن أهالي القرى وخاصة السيدات، ما زالوا يمارسون طقوسهم، في الاحتفالات بالنصف من شعبان بزيارة المقابر ، وتوزيع الملتوت والفايش والبسكويت والفاكهة رحمة على الميت.

اقرأ أيضا| بمرتبات مجزية.. محافظة قنا توفر 27  فرصة عمل للشباب بالمنطقة الحرة بقفط 

يشد أهالي القرى الرحال إلى المقابر، ومعهم أمتعتهم، الممتلئة بالمأكولات والمشروبات،  ويمكثون بالساعات هناك، حتى يجن الليل هناك ، أو ربما يبقون هناك حتى صباح اليوم التالي، ويحتفلون بذلك باسم " طلعة النص الكبير " ، ويطلق البعض على هذا اليوم بالعيد،  الذي لا بد وأن يطهون فيه اللحوم أو الفراخ.

هنا في قرى قنا عادة قديمة، ولازالت يحتفى بها حتى الآن فى يوم النصف من شعبان من كل عام، ألا وهى زيارة المقابر، وعلى الرغم من أن هذه الزيارة لا يشترط فيها الإرتباط بيوم معين إلا أن البعض جعلها عادة مقدسة من كل عام ليس هذا فقط، وإنما جعل قدسية هذا اليوم تتمثل فى الإحتفال به يوم بأكمله.

ولقد جرت العادة فى ذلك اليوم، أن يتوافد المواطنون من القرى منذ الصباح الباكر، إلى مقابر موتاهم محملين بكل " مالذ وطاب" من الأطعمة والمخبوزات وأجود أنواع الفاكهة لتوزيعها على الفقراء والمساكين فى المقابر تحت مسمى " رحمة للميت "، وعلى الرغم أنها عادة عفا عليها الزمن إلا أنها مازالت باقية، وعتيقة نظرًا لتمسك الأهالى وخاصة أهالى الصعيد بعاداتهم وتقاليدهم .

 ومن أشهر أنواع المخبوزات التى يأخذها الأهالى فى ذلك اليوم هى مايطلق عليه البعض " قرص " والبعض الآخر يطلق عليه " ملتوت " و" الكعك " و" الفايش" والذى تقوم السيدات بصناعته خصيصا لهذا اليوم، بالإضافة إلى أشهى أنواع المأكولات والذى يخصص لأهل الموتى لقضاء اليوم من غذاء وعشاء وأحيانا المبيت وإن كانت قد تلاشت هذه العادة مؤخرا.

 تبدأ مراسم ذلك اليوم بإستئجار السيارات الخاصة لكل عائلة بالإتفاق مسبقا مع السائقين حتى يكاد موقف السيارات خالى تماما من المواصلات فى ذلك اليوم وبعد سلامة الوصول إلى المقابر،غالبا تبدأ السيدات فى البكاء الشديد والصراخ وكلمات أخرى اعتادوا عليها مثل " سايبنى لمين ياغالى ، وما كانش ليا غيرك فى الدنيا ، وأنا اتبهدلت من بعدك " وغير ذلك من الكلمات التى تعبر عن حزنهم الشديد على وفاة ذويهم مع وضع التراب والرمال على رؤوسهم ويستمر ذلك لثوان أو دقائق وأحيانا لساعات وبعدها توزيع الرحمة على الأطفال والفقراء .

المثير للدهشة أن المقابر فى ذلك اليوم، تصبح أشبه بمكان للنـزهة والإحتفال والفضفضة لدى الكثيرمن الشباب الذين أصبحوا يصطحبون أصدقائهم من كل مكان للنزهة فى المقابر، وكأنه أشبه بيوم الإحتفال بشم النسيم.

 كما تقوم السيدات فى ذلك اليوم بإعداد وطهى أشهى المأكولات والحلويات لتقديمها لذويهم ويستمـر الإحتفال فى ذلك اليوم لساعات متأخرة من الليل.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة