الضحايا
الضحايا


التريللا الطائشة.. اغتالت فرحة الأب قبل عودته لزوجته وأولاده

أخبار الحوادث

الأحد، 25 فبراير 2024 - 12:55 م

الأسكندرية - محمد مجلي

 الفرق بين الحياة والموت ثواني معدودة وقرار غبي يتخذه سائق احمق متهور والنتيجة سقوط عشرات الضحايا الابرياء.

هذه هي القصة في معظم حوادث الطرق بما فيها الحادث الاخير بمنطقة العامرية عندما عجز السائق المتهورعن  السيطرة على عجلة القيادة فاصطدم بعدد من السيارات ليتسبب فى وفاة 15 شخصًا تصادف وجودهم داخل السيارات التي دهستها هذه السيارة الطائشة لتتحول بعدها حياة ذويهم وأقاربهم إلى حزن شديد وحسرة على فقدان أغلى ما لديهم وسط دعوات بأن يلهمهم الله عز وجل القدرة على الصبر والسلوان.

شهدت محافظة الإسكندرية حادثًا مأسويًا على طريق  «الإسكندرية – القاهرة» الصحراوي، وذلك بالقرب من المنطقة الحرة بمنطقة العامرية، غربي المحافظة، بعد أن دهست سيارة نقل تريللا كبيرة الحجم محملة ب « زلط سن» عددًا من السيارات بينها ميكروباص ، وأسفر عن مصرع 15 شخصًا، فيما أصيب 7 آخرين إثر حادث التصادم.

“تعددت الضحايا والسبب واحد»..تنطبق هذه المقولة على واقعة حادث الطريق الصحراوي بالإسكندرية، اذ تشير بعض الدراسات إلى أن 60 % من حوادث الطرق سببها سيارات النقل الثقيل «التريللا”.

احمد عبد العاطي وأحمد الأنصاري والطفل أحمد بغدادي وأيمن إبراهيم وعلى مصطفى والسيدة آمال ونجلها رجب، ضحايا جدد لقوا مصرعهم جميعا فى الحادث الأليم تاركين حكايات مؤلمة تثير الحزن وتخلف الحسرة والألم على فقدان أقرب الناس.

دفتر وفيات

دفتر وفيات حادث الطريق الصحراوي، كان يحوي حكايات مؤلمة ولقاءات باءت بالفشل لم تتحقق وفرحة لم تكتمل، بعد أن قضى عليها الحادث المأساوي الذي اغتال حكايات لم تكتمل لها النهاية.

أصغر الذين راحوا ضحية الحادث الأليم هو الطفل أحمد بغدادي صاحب السنوات الخمسة من عمره، والذي كان برفقة والدته ومات فى الحادث أثناء عودته بعد زيارة لأحد أقاربهم، ليترك الألم والحسرة والحزن الشديد على وجود أقاربه وأسرته.

تضمنت الحادثة واقعة مؤلمة بعد أن اغتالت عجلات القيادة الطائشة الشاب مصطفى رب الأسرة الذي وهبه الله زوجة و3 من الأبناء لكن ظروف الحياة القاسية دفعته للعمل بجنوب سيناء، اذ يسافر لمدة 50 يومًا قبل أن يعود للقاء أبنائه مدة قصيرة ثم يعود لاستكمال مهام عمله من أجل كسب لقمة العيش، وما أن جاء موعد عودته للإجازة وكعادته كان يحمل بعض الهدايا البسيطة والفرحة تعلو وجهه بعد أن تخطت السيارة بوابات الإسكندرية وسط فرحة الاشتياق لقرب رؤية أبنائه إلا أن الحادث الأليم قضى على تلك الفرحة وتلقى أبناؤه خبر وفاته بدلا من عودته.

العائل الوحيد

على محمد، عامل بأحد مصانع منطقة برج العرب الصناعية، هو العائل الوحيد الذي كان يتكفل بنفقات أسرته خاصة بعد أن أصاب المرض والده، فيقضى فى عمله ما يقرب من 12 ساعة تقريبا ثم يعود لأسرته الا أن الحادث الأليم بدد هذه الفرحة لتزداد مأساة ومعاناة الأسرة ويكتب لها عبئًا جديدًا على المعيشة محملين بألم فراق الابن الأكبر

السيدة آمال محمد ونجلها رجب، عريس كانا ضمن ضحايا الحادث الأليم الذي كان من المفترض أنه يجرى تجهيز الابن لفرحه لكنه لم يتمكن من استكمال فرحته وقضى على حلمه الحادث المأساوي.

يشار إلى أن الواقعة بدأت بتلقي اللواء خالد البروي، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الإسكندرية، إخطار من قسم شرطة العامرية يفيد بورود اشارة من إدارة شرطة النجدة، يفيد بوقوع حادث تصادم على الطريق الصحراوي بالقرب من كوبري الثروة السمكية والمنطقة الحرة بمنطقة العامرية، ووجود حالات وفاة وسقوط مصابين.

على الفور انتقلت الأجهزة الأمنية وضباط قسم شرطة العامرية ورجال وضباط مديرية أمن الإسكندرية، رفقة 11 سيارة إسعاف إلى موقع الحادث، فيما كشفت تحريات الأجهزة الأمنية أن المعاينة كشفت وقوع حادث تصادم بين عدة سيارات اذ دهست سيارة تريلا محملة ب» زلط سن» 5 سيارات بينهم ميكروباصين.

من جانبها وجهت الدكتورة غادة ندا، وكيل أول وزارة الصحة بالإسكندرية، بسرعة تجهيز المستشفيات بعد نقلهم بسيارات الإسعاف، مشيرة إلى أنه تقرر توزيع جثامين الموتى بداخل 3 مستشفيات وإيداعهم المشرحة الخاصة بكل مستشفى تحت تصرف النيابة العامة.

وأضافت وكيل الوزارة أنه تم إيداع 4 جثامين بمشرحة مستشفى القباري العام، و ايداع 6 ضحايا آخرين مشرحة مستشفى العجمي النموذجي، فيما تم إيداع 5 ضحايا آخرين بمشرحة مستشفى العامرية العام. وأوضحت الدكتورة غادة ندا، أنه تم توقيع الكشف الطبي على جميع المصابين وتبين أن إصاباتهم تراوحت بين ارتجاج فى المخ وكسور وكدمات متفرقة، مشيرة إلى أنه تم علاج جميع المصابين وخرجوا جميعا خلال 48 ساعة بعد استقرار حالتهم الطبية.

فقدان الهوية

حادث التصادم الصعب الذي وقع بمحافظة الإسكندرية، كان سببًا فى صعوبة التعرف على هوية جثامين الموتى بعد أن تسبب الحادث الأليم فى تشويه معالم  وذلك فى الوقت الذي توافد خلاله الأهالى على المستشفيات للتعرف على ذويهم وتسلمهم الجثمان تلو الآخر. أسفر الحادث عن اصابة كل من آية مصطفى أحمد، 25 سنة؛ من سكان منطقة الدخيلة غرب المحافظة، وتبين أنها مصابة باشتباه ما بعد الارتجاج ونزيف بالمخ، وإصابة محمود حلمي كامل، 37 عاما؛ من سكان مينا البصل، مصاب باشتباه نزيف بالبطن والصدر، كما أصيب ومحمود فتحي، 28 عاما بارتجاج، وأصيبت رقية عبد الله أحمد، 16 عاما، من برج العرب، مصابة باشتباه كسر بالكوع الأيمن.

كما أصيب كل من محمود عبد الرحيم، 64 عاما بالارتجاج واصابة محمد عبد الحميد كامل، 43 عاما، مقيم بالعامرية، مصاب بنزيف بالمخ والصدر، كما أصيبت منى رضوان كامل- 36 عاما بكدمات متعددة في أنحاء الجسد.

معاينة النيابة

وكان فريق من النيابة العامة بمحافظة الإسكندرية، انتقل الى موقع الحادث وأجريت المعاينة اللازمة وانتقل فريق آخر إلى المستشفيات الثلاث الأخرى لمناظرة جثامين المتوفين وسؤال الضحايا وأصدرت عدة قرارات تضمنت تشكيل لجنة فنية لمعاينة أثار الحادث وتحديد المسؤوليات، وندب خبراء الأدلة الجنائية لموقع الحادث ومعاينته ورفع آثاره. كما طلبت النيابة العامة التقارير الطبية وتذاكر العلاج الخاصة بالمصابين وطلبت سرعة إجراء تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة والتحفظ على الكاميرات بمحيط الحادث حال وجودها، واخيرًا التصريح بدفن جثامين الضحايا.

أصدرت النيابة العامة قرارًا يقضى بإلقاء القبض على سائق سيارة النقل الثقيل « التريلا» الذي تبين فيما بعد عودته إلى المنزل بعد وقوع الحادث الأليم وتم إلقاء القبض عليه وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وحبسه على ذمة التحقيق.

اقرأ  أيضا : "البحث عن مفقودين".. غرق معدية بمنشأة القناطر

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة