الإثنين، 26 فبراير 2024 - 07:24 م

ميزة التدفقات الدولارية فى مشروع تطوير رأس الحكمة، أنها علاج سريع يسهم بشكل فعال فى تخفيف الاختناقات الحادة، ويحدث انفراجة كبيرة فى الإفراج الجمركى عن السلع خصوصاً الغذائية والدواء، وهى الأكثر أهمية.
وعلى المدى الطويل يضمن المشروع العملاق ثورة فى التطوير العمرانى، وخلق منطقة جذب سياحية عالمية، تحقق عائدات سياحية غير مسبوقة، خصوصاً أن الطرف الإماراتى يجيد جداً إنشاء وتسويق مثل هذه المشروعات.
تطوير رأس الحكمة قاطرة تشد الساحل الشمالى كله إلى الاستثمار الصحيح، بعد أن تحول إلى حدائق من الأسمنت، يتم استخدامها شهرين أو ثلاثة طوال العام، وبعد ذلك يتحول إلى مدن للأشباح.
فعندما أنشأ الإسكندر الأكبر الإسكندرية قبل الميلاد بنحو أكثر من ثلاثمائة سنة، جعلها مدينة عامرة طوال العام، وتنعم بمختلف الأنشطة وتحظى بمكانة مرموقة على البحر المتوسط، بعكس قرى الساحل الشمالى التى استنزفت المليارات الطائلة.
الفلسفة الحديثة للدولة المصرية هى إنشاء مدن متكاملة المشروعات والخدمات لجذب السكان وتوفير فرص عمل طوال العام والاستفادة القصوى من الموارد الاقتصادية، ويسير تطوير رأس الحكمة على هذا المنوال، وفقاً لأعلى معدلات إنشاء المدن السياحية على مستوى العالم.
والخير يأتى بالخير فى مشروعات أخرى مماثلة باستثمارات عربية كبيرة فى عدد من المناطق الواعدة، لتضخ عملات أجنبية كثيرة تقضى تماماً على الأزمة التى نشأت فى السنة الأخيرة، ومصر تمتلك كنوزاً طبيعية حان وقت استثمارها.
وبدخول مشروع تطوير رأس الحكمة مراحل التنفيذ، تنتهى الضربة الأولى للاتجار فى الدولار، وتوابعه من الأزمات الخانقة.. وأما الضربة القاضية الثانية فهى استكمال الإصلاحات الاقتصادية، لتكون حزمة متكاملة عنوانها «نهاية عصر الأزمات».
آن الأوان لإعادة فحص جداول الواردات المصرية، وتنقيتها مما هو غير ضرورى، وعدم إنفاق دولار واحد إلا فى الأغراض الضرورية، والتركيز فى الفترة الأولى على السلع التى تمس حياة الناس، وتجعلهم يشعرون بالتحسن الاقتصادى.
أما مدخرات المصريين فى الخارج فستعود إلى سابق عهدها كلما حدث استقرار فى سوق الدولار، ومكافحة الشائعات الضارة التى تهز الثقة فى الاقتصاد المصرى، وتؤدى إلى اتجاه التحويلات بعيداً عن الجهاز المصرفى.
وندعو الله أن تهدأ الأوضاع فى غزة والبحر الأحمر، لتعود التدفقات الكبيرة من قناة السويس، وتنتعش السياحة من جديد وتحقق معدلات قياسية.
الخلاصة أن مشروع تطوير رأس الحكمة هو الخطوة الأولى، التى يجب أن تتبعها خطوات أخرى للقضاء التام على الأزمات الأخيرة.