الاحتفال بيوم الشهيد
الاحتفال بيوم الشهيد


مع بداية مارس.. يوم الشهيد بطولات وتضحيات

مروة فهمي

الجمعة، 01 مارس 2024 - 01:27 م

مع حلول شهر مارس تهل علينا نسمات الربيع الدافئة بعد ليالي الشتاء قارصة البرودة.. ومثلما يبعث الهواء الدافئ بالطمأنية في النفوس.. فإن تضحيات الشهداء تبعث للوطن وأهله بأحاسيس الأمن والأمان وتروي قصصم دروسا للأبناء عن التضحية والفداء.

يعكس الاحتفال بيوم الشهيد والذي يوافق 9 مارس من كل عام اعتزاز الوطن بأبنائه، ويجسد أسمى معانى العطاء والروح الوطنية المخلصة لجنود مصر الأوفياء، وتستعيد فيه مصر بطولات وأمجاد أبطالها وتحيي أرواح شهدائها الذين قدموا حياتهم هدية فداء للوطن.

تحتفل مصر في التاسع من مارس من كل عام بيوم الشهيد في ذكرى استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة، أثناء حرب الاستنزاف تكريما له ولكل شهداء الوطن، وتعبيرا عن التقدير والإجلال للشهداء ولأسرهم.

اقرأ أيضا: البرلمان العربي: تحية وفاء للشهداء الذين قدموا حياتهم وأرواحهم من أجل فلسطين

متي بدأ الاحتفال بيوم الشهيد؟

بعد انتصار حرب أكتوبر تم اختيار يوم 9 مارس ليكون يوما للشهيد، تخليدا لذكرى رحيل رئيس أركان حرب الجيش الفريق أول عبد المنعم رياض، الذي استشهد في عام 1969، حينما توجه للجبهة أثناء حرب الاستنزاف ليتابع بنفسه نتائج قتال اليوم السابق، وليكون بين أبناء قواته المسلحة في فترة جديدة تتسم بطابع قتالي عنيف ومستمر لاستنزاف العدو.

وأثناء مروره على القوات في الخطوط الأمامية شمال الإسماعيلية، أصيب إصابة قاتلة بنيران مدفعية العدو أثناء الاشتباك بالنيران وفارق الحياة خلال نقله إلى مستشفى الإسماعيلية، و ضرب أروع مثال للتضحية، رغم كونه رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة في ذلك الوقت، إلا أنه كان دائماً في الصفوف الأمامية، تأكيدا على تلاحم القائد مع جنوده في الميدان.


من هو الشهيد عبد المنعم رياض؟

ولد الفريق بد المنعم رياض في 22 أكتوبر عام 1919 بقرية سبرباي، إحدى ضواحي مدينة طنطا، والده القائم مقام محمد رياض قائد بلوكات طلبة الكلية الحربية، وله 5 أشقاء وشقيقات، وتنقل بين عدة مدارس مع تنقل والده المستمر، فحصل على الشهادة الابتدائية من مدرسة الرمل، والتحق بمدرسة الخديوي إسماعيل الثانوية، حيث مثلها في اللجنة التنفيذية لطلاب المدارس التي ضمت أيضا جمال عبد الناصر، ونظمت اللجنة المظاهرات ضد الاستعمار، وحصل على البكالوريا في عام 1936.

أنهي دراسته في الكلية الحربية عام 1938 في نفس دفعة جمال عبد الناصر، وأجاد عدة لغات الانجليزية، والفرنسية، والألمانية والروسية، ونال شهادة الماجستير في العلوم العسكرية عام 1944، وأوفد إلى بريطانيا للدراسة في مدرسة المدفعية المضادة للطائرات في "ماتوبير"، ثم مدرسة فن المدفعية "بلاركهيل" البريطانية عام 1945، وسافر في بعثة إلي الاتحاد السوفيتي في ابريل عام 1958، لإتمام دوره في الأكاديمية العسكرية العليا، وحصل على تقدير امتياز ولقب "الجنرال الذهبي"، لانبهار القادة الروس بتفكيره وقدراته العسكرية، أتم دراسته في أكاديمية ناصر العسكرية العليا عام 1966، ورقي إلي رتبة الفريق في مايو عام 1967.

عمل بسلاح المدفعية المضادة للطائرات، ثم بالفرقة الخاصة لها، عين مدرسا بمدرسة المدفعية ثم كبير المعلمين بها، تولي قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات وهو لايزال برتبة المقدم، نائب رئيس شعبة العمليات عام 1962، وشارك في الحرب العالمية الثانية بين عامي 1941 و 1942، وحرب 1948، عمل لمدة عام في إدارة العمليات والخطط بالقاهرة، وكان ضابط الاتصال بينها وبين قيادة الميدان في فلسطين، ولدوره منح وسام الجدارة الذهبي في عام 1951، وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة ونوط الجدارة الذهبية ووسام الأرز الوطني بدرجة ضابط كبير من لبنان، ووسام الكوكب الأردني طبقة أولى، ووسام نجمة الشرق، وواجه العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956 وحربي 1967 والاستنزاف.

استدعاه الرئيس جمال عبد الناصر عقب نكسة 1967 للعمل رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة وبنائها مع الفريق محمد فوزي وزير الحربية، وأشرف علي الخطة المصرية لتدمير 60% من تحصينات خط بارليف في حرب الاستنزاف وتحول من خط دفاعي إلي نقطة إنذار مبكر وأشرف علي تنفيذها بنفسه، انطلقت النيران علي طول خط الجبهة في 8 مارس 1969.

وتكبد الإسرائيليين الخسائر وتدمر جزء من مواقع خط بارليف، استشهد في 9 مارس 1969 أثناء تفقده نتائج المعركة، زار الموقع رقم 6 وانهالت عليه نيران العدو فجأة وسط جنوده واستمرت المعركة نحو ساعة ونصف، وأصابته شظية فتوفي متأثرا بجراحه ونعاه الرئيس جمال عبد الناصر، ومنحه رتبة الفريق أول ونجمة الشرف العسكرية التي تعتبر أكبر وسام عسكري في مصر، واعتبر يوم 9 مارس من كل عام هو يومه تخليدا لذكراه وسماه "يوم الشهيد"، وسمى ميدان عبد المنعم رياض بالقاهرة نسبة له كنصب تذكاري، وكذلك نفق عبد المنعم رياض بالإسكندرية.

يوم الشهيد .. بطولات وتضحيات

في يوم الشهيد تحرص وزارة الدفاع، كعادتها كل عام على التذكير بتضحيات الشهداء وبطولاتهم عبر فيديوهات قصيرة لتنشيط الذاكرة الوطنية، تتضمن ذكريات وحكايات موثقة.

ذاكرة حية .. لأمة أبية

في دماء الشهداء الطاهرة، يكمن سر العقيدة العسكرية للقوات المسلحة المصرية "النصر أو الشهادة"، وتواصل المؤسسة العسكرية تأكيد الدور الوطني من الماضي إلى الحاضر عبر ترسيخ المثل والقدوة، والتعبير عن المبادئ والقيم والأخلاقيات برجالها وقادتها في كل المواقف.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة