الضحايا
الضحايا


بسبب حادثة .. رحلة طلاب العلم انتهت بمأساة

أخبار الحوادث

الأحد، 03 مارس 2024 - 01:48 م

الشرقية‭: ‬إسلام‭ ‬عبدالخالق

سيظل الموت هو الشيء الوحيد الأصدق في حياة البشر؛ يُفرق بعضهم ويجمع بين آخرين وكأنه الحقيقة الأكثر وضوحًا في رحلة الدنيا، بيد أن ما جرى صبيحة يوم الأربعاء الماضي نهاية الأسبوع المنصرم كان مهيبًا بحق، إذ تحولت رحلة طلاب وطالبات في إحدى الجامعات الخاصة إلى وبالٍ عليهم بعدما صعدت أرواح بعضهم إلى بارئها وتبقى الباقون يُعانون من إصابات حتمًا ستظل آثارها بدايةً في أرواحهم قبل أجسادهم حتى حين، بعدما اصطدمت الحافلة التي تُقلهم إلى محراب علمهم بسيارة نقل ثقيل «تريلا» لتتخضب أرضية الطريق بالدماء وتتكسر أضلع وأقدام وأيدي أغلب الناجون من الحادث الذي باتت كلمة "مروعة" هي الوصف الأقرب لما جرى وقتذاك على طريق جنيفة 1 أعلى الطريق الإقليمي في المنطقة الواقعة على حدود مدينة العاشر من رمضان في محافظة الشرقية.

                     أتوبيس الرحلة

الطلاب والطالبات من ضحايا ومصابو الحادث جميعهم من أبناء محافظة الشرقية، كانت رحلتهم اليومية المعتادة إلى الجامعة لتلقي العلم هادئة كعادة كل مرة، بيد أن دقات التاسعة صباح الأربعاء الماضي، دقت لتُعلن معها تبدل الأمور بصورة نهائية؛ إذ اصطدمت الحافلة التي تُقلهم بـ «تريلا»، ما أسفر عن وفاة خمسة طلاب بينهم سائق الحافلة (الأتوبيس) التي كانوا يستقلونها، فيما أصيب 10 آخرين منهم بإصابات بالغة تنوعت ما بين كدمات وجروح وسحجات وكسور طالت أنحاء متفرقة من أجساد المصابين.

الحادث الذي أفادت المعاينة الأولية بوقوعه جراء محاولة التخطي، كان مروعًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ إذ تصادم الأتوبيس الذي كان على متنه الطلاب والطالبات بسيارة نقل ثقيل «تريلا»، إذ أشارت الصور الأولى للحادث إلى أن حافلة الطلاب على ما يبدو لم يستطع قائدها تفادي الـ«تريلا» لتصطدم مقدمة الحافلة بنهاية الجانب الأيسر من السيارة النقل، ما دفع بعض مقاعد الحافلة إلى الخروج وركابها خارج الحافلة بفعل قوة الدفع الرهيبة التي أحدثها الحادث.

مقاعد الحافلة تطايرت بعضًا منها خارجها لتستقر على يمين باب الحافلة، وفوق المقاعد كان عدد من الضحايا قد فارق بعضهم الحياة فيما تجمدت أعين الباقين وهم يشاهدون الموت قريبًا منهم إلى أدنى المسافات جراء الحادث.

هرعت عربات الإسعاف إلى موقع الحادث بعد نحو ست دقائق من تلقي البلاغ، وهناك تأكدت وفاة أربعة من الطلاب (طالبين وطالبتين) بالإضافة إلى سائق الحافلة التي كانت تقلهم، فيما نقلت عربات الإسعاف عشرة مصابين إلى مستشفى العاشر من رمضان الجامعي لتلقي الإسعافات الطبية والعلاج اللازم قبل ان تتوفى الطالبة بسنت.

المصابون العشرة كانت بينهم شقيقتان، إحداهما تُدعى «بسنت» الطالبة في الجامعة التي كانت تقصدها الحافلة، وشقيقتها «روان» التي كانت رفقة شقيقتها لأجل حضور تكريم الأولى في الجامعة، بيد أن الموت فرق بينهما بعدما اختطف روح الأولى بعد سويعات من وصولها المستشفى في حالة متأخرة بفعل ما تعرضت له من إصابات خطيرة، فيما بقيت الثانية بين يدي الأطباء لا تقو على تحمل فاجعة موت أختها ولا تقدر على دفع آلام إصابات الحادث التي ضربت جسدها في الساق اليمنى فكسرتها، وما بين هذا وذاك نُقل جثمان «بسنت» إلى ثلاجة حفظ الموتى في المستشفى على بُعد خطوات من شقيقتها التي كانت تُجاهد لاحتمال ما لا يُحتمل بموت أقرب الناس لها.

قائمة مصابي الحادث ضمت كلًا من: «دعاء السيد السيد محمد» 21 سنة، مقيمة في قرية الطيبة أم رماد بمركز الزقازيق، أصيبت باشتباه كسر في الساق اليمنى وسحجات وكدمات، و«محمد ابراهيم عبدالحميد» 20 سنة، مقيم في قرية الطيبة أم رماد بمركز الزقازيق، أصيب باشتباه نزيف في البطن وسحجات وكدمات، و«روان السيد محمد عطية» 21 سنة، مقيمة في منطقة الحسينية بمركز الزقازيق، أصيبت باشتباه كسر في الساق اليمنى، و«محمد نصر أحمد محمد» 21 سنة، أصيب بتهتك في العين اليمنى وسحجات وكدمات، و«أحمد عبدالحميد علي» 22 سنة، مقيم في قرية الطيبة أم رماد بمركز الزقازيق، أصيب بكسر في الساق اليسرى، و«بسنت السيد محمد عطية» 21 سنة، أصيبت بكسر مفتوح في الفخذ الأيسر واشتباه نزيف في المخ وتوفيت متأثرة بإصاباتها، و«أحمد خيري حامد محمد» 18 سنة، مقيم في مدينة القنايات، أصيب بكسر في الحوض والفخذ الأيمن وسحجات وكدمات، و«محمد عصام عليوة» 21 سنة، مقيم في مركز ديرب نجم، أصيب بجرح في الوجه وسحجات وكدمات، و«عبدالعزيز محمد عبدالعزيز» 19 سنة، مقيم في قرية الطيبة أم رماد بمركز الزقازيق، أصيب باشتباه نزيف في المخ وكسر الفخذ الأيمن وكسر مفتوح، و«زياد طلعت فتحي علي» 19 سنة، مقيم في مركز الزقازيق، أصيب بجرح في الرأس.

بوفاة «بسنت» ارتفع عدد الضحايا جراء الحادث لتضم قائمة الوفيات كلًا من: «محمد إبراهيم أحمد إبراهيم» 23 سنة، طالب في كلية الهندسة ومقيم في مركز ديرب نجم، و«محمد حمادة عبدالفتاح أحمد» 22 سنة، طالب في كلية الصيدلة ومقيم في قرية طيبة أم رماد بمركز الزقازيق، و«آلاء أشرف» 21 سنة، طالبة ومقيمة بمركز الزقازيق، و«مريم صلاح نصر عيسوي الطحان» طالبة ومقيمة في قرية الطيبة أم رماد بمركز الزقازيق، و«بسنت السيد محمد عطية» 24 سنة، طالبة ومقيمة في منطقة الحسينية بمركز الزقازيق، بالإضافة إلى سائق الأتوبيس الذي كان يقل الطلاب في طريقهم إلى الجامعة.

أحزان فى الشرقية

بعد ساعات من الحادث تخطت نصف اليوم، وفي مشهد جنائزي مهيب، شيع أهالي محافظة الشرقية جنازات الطلاب المتوفين، إذ اصطف الآلاف عشية يوم الحادث في الساحات الموجودة أمام المساجد الكبرى في قرى الطلاب المتوفين لتشييع جثامينهم عقب الصلاة عليها، وودعهم الأهالي بكل ما في الحزن من آلام، يبكون شبابهم ويحوقلون وهم يدعون ربهم أن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.

داخل مستشفيات جامعة الزقازيق القابعة وسط عاصمة المحافظة كان العدد الأكبر من المصابين التسعة هناك بعدما تبين سوء حالاتهم؛ إذ جرى تحويل خمسة من المصابين إلى مستشفيات الجامعة لتلقي الرعاية الطبية اللازمة لحالاتهم الحرجة، وبعد ساعات من وقوع الحادث حضر الدكتور ممدوح غراب محافظة الشرقية، لأجل زيارة المصابين والاطمئنان عليهم، حيث رافقه أثناء الزيارة الدكتور وليد ندا المدير التنفيذي لمستشفيات جامعة الزقازيق، والدكتور أحمد عناني عميد كلية الطب البشري في جامعة الزقازيق ورئيس مجلس إدارة المستشفيات.

محافظ الشرقية إطلعّ بنفسه على التقارير الطبية الخاصة بالمصابين، قبل أن يؤكد على مرافقوه من قيادات مستشفيات جامعة الزقازيق والفرق الطبية بتوفير كافة أوجه الرعاية الصحية والعلاجية اللازمة للمصابين وعدم مغادرتهم المستشفى إلا بعد تحسن حالتهم الصحية وتماثلهم للشفاء.

وقبل أن يُغادر المستشفى أصدر محافظ الشرقية تعليماته لوكيل وزارة التضامن الاجتماعي بسرعة إنهاء إجراءات صرف الإعانات العاجلة لأسر الضحايا والمصابين طبقًا للوائح والقوانين المنظمة في هذا الشأن، قبل أن يعرب عن خالص تعازيه ومواساته لأسر ضحايا الحادث داعيًا المولى عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين. 

والنيابة لا تزال تحقق في الحادث.

اقرأ  أيضا : مصرع شاب في حادث تصادم سيارة ملاكي ودراجة نارية بشبرا الخيمة

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة