محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

إدعاءات.. وأكاذيب

محمد بركات

الثلاثاء، 05 مارس 2024 - 06:05 م

المشاهد والأحداث والوقائع الدموية الجارية على مرأى ومسمع من العالم كله، طوال المائة والخمسين يوماً دون توقف، فى ظل العدوان الإجرامى واللاإنسانى الذى تشنه إسرائيل على قطاع غزة، كانت ولاتزال وستظل مثيرة لموجات قاسية ومتواصلة من الألم العميق والغضب العارم، لدى كل البشر فى المنطقة والعالم.

وليس الألم والغضب فقط هما الشعور الذى استولى على النفوس والوجدان لكل البشر، تجاه جرائم القتل والدمار اللامحدود، التى تمارسها قوات الاحتلال ضد الأطفال والنساء والشيوخ من أبناء الشعب الفلسطينى،...، بل صاحب ذلك وتلازم معه موجات عارمة من الصدمة الممزوجة بالاستنكار والرفض، لحالة العجز الدولى الفاضح عن التدخل الايجابى والفاعل لوقف العدوان والمجازر وتوقف إطلاق النار.

وتلك الحالة من الصدمة والاستنكار تعود فى حقيقتها وواقعها، إلى ما كشف عنه المشهد الجارى من الكذب والخداع، هذا حدث على الرغم من أنها ظلت طوال الأعوام الماضىة منذ منتصف القرن الماضى وحتى اليوم، تمارس الكذب العلنى وتدعى أنها المدافع الأول عن حقوق الانسان فى كل مكان، وأنها الراعى الأول لحقوق وحريات الشعوب فى تقرير مصيرها.

ولكن للأسف.. ثبت بالدليل الحى مخالفة هذه الإدعاءات للحقيقة، طوال المائة والخمسين يوماً التى استغرقها العدوان، حيث كانت آلة الحرب والقتل والدمار الإسرائيلية تمارس عملها الإجرامى، فى هدم المنازل والمنشآت على رؤوس أهلها، وتقوم بتدمير كل صور الحياة فى القطاع، دون أن تتحرك هذه الدول الكبرى، التى صدعت رؤوسنا والعالم كله بدفاعها الوهمى عن حقوق الإنسان والحريات الإنسانية.

وطوال الشهور الخمسة الماضية وقفت هذه الدول والقوى الكبرى وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية موقف المتفرج، بل المؤيد والمبارك للعدوان ولجرائم الإبادة الجماعية التى ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى فى غزة.

ورأينا هذه القوى الكبرى تتبارى وتتسابق فى إعلانها عن حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، دون خجل بل فى صفاقة وتبجح،...، ولم نسمع من أحد منهم كلمة واحدة عن حق الفلسطينيين فى الحياة وحقهم فى تقرير المصير وإقامة دولتهم الحرة المستقلة،...، بل على العكس من ذلك رأينا الولايات المتحدة والتابعين لها، يرفضون كل المحاولات الجارية لوقف إطلاق النار، واستصدار قرار من مجلس الأمن بوقف القتال،...، «حقاً إن لم تستح فافعل ماشئت».
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة