الثلاثاء، 05 مارس 2024 - 08:36 م

للرقم سبعة يقينا دلالة كبيرة عند الله سبحانه وتعالى. وقبل الدخول إلى تفاصيله، أؤكد أننى لم أفهم لهذا الرقم معنى سوى أنه يعنى التمام والاكتمال، والقدرة على خلق جديد. وكما ختمت الجزء السابق من هذا التدبر بعدد حروف آدم وحواء باللغتين العربية واللاتينية، وكذلك عدد حروف سماء وأرض باللغتين العربية واللاتينية. فالمعنى الأوضح هو أن جمع آدم وحواء وكذلك امرأة ورجل يعنى القدرة على التناسل، وبالتالى استمرار الحياة والناس. فالأرض بدون السماء ما كان يمكن أن تكون قادرة على الحياة، فماء السماء على الأرض هو الذى يحقق الإنبات الذى يوفر أسباب الحياة للنبات والحيوان وبالتالى الإنسان. وتخيلوا الأرض «متجلدة»، هل كان يمكن للكون أن يحيا ويتطور. 

وفى التفاصيل، نجد القرآن الكريم يعدد المخلوقات بترتيب الورود، فهى سبع سموات، وسبعة أيام، وسبع سنابل، وسبع بقرات، وسبع سنين، وسبعة أبواب لجهنم، وسبعا من المثانى، وسبعة فتية فى الكهف، وسبع طرائق، وسبعة أبحر، وسبع أراضين، وسبع ليالٍ. 

وذُكر الرقم سبعة فى القرآن الكريم على عدة أوجه، فقد ذُكر لفظ (سبع) 18 مرة، وذُكر لفظ (سبعاً) مرتين، وذُكرت (سبعة) 4 مرات، ومجموع عدد مرات الذكر هذه 24 مرة. ولعله بذلك أكثر الأرقام ذكراً فى القرآن بعد الرقم واحد . 

﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ «44 الإسراء».

﴿قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ «86 المؤمنون». 

﴿الَّذِى خَلَقَ لَكُم مَّا فِى الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ «29 البقرة».

﴿مثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِى كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ «261 البقرة».

﴿وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ﴾ «155 الأعراف». 

﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ «80 التوبة».

﴿وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّى أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِى فِى رُؤْيَاى إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ﴾ «43 يوسف». 

﴿يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِى سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّى أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ «46 يوسف».

﴿قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِى سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ﴾ «47 يوسف».

﴿ثُمَّ يَأْتِى مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تُحْصِنُونَ﴾ «48 يوسف». 

﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِى وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴿87 الحجر﴾.

﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ﴾ «17 المؤمنون».

﴿فقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِى يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِى كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ «12 فصلت». 

﴿اللَّهُ الَّذِى خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾ «12 الطلاق».

﴿الَّذِى خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِى خَلْقِ الرَّحْمَـنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ﴾ «3 الملك».

﴿سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ﴾ «7 الحاقة». 

﴿ثُمَّ فِى سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ﴾ «32 الحاقة».

﴿أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا﴾ «15 نوح».

﴿وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا﴾ «12 النبإ». 

وإذا كان خلق الكون قد اكتمل فى ستة أيام، فهل يمكن تصور شيء آخر سوى إطلاق روح الله فى اليوم السابع «يوم الاستواء على العرش» كى تتفاعل كل مكونات الكون وتنتج ما خُلقت من أجله لاستمرار الحياة من هواء وماء؟. ولماذا فاتحة الكتاب من سبع آيات؟. ولماذا تتكون الشهادة من سبع كلمات (لا إله إلا الله محمد رسول الله)؟. ولماذا عدد آيات الأذان للدعوة إلى الصلاة سبعة ؟ .ولماذا هم سبعة الذين يظلهم الله بظله يوم القيامة ؟. ولماذا عدد الجمرات التى يرمى بها الحجيج الشيطان سبعة. 

وفى نهاية عام 2006، صدر كتاب «إشراقات الرقم 7 فى القرآن الكريم» عن لجنة جائزة دبى الدولية للباحث السورى عبد الدائم الكحيل. وقال الكحيل إنه استغرق 10 سنوات من الدراسة المنهجية القائمة على أساس علمى، وتبين أن القرآن الكريم يحوى منظومة رقمية تعتمد على الرقم 7 ومضاعفاته» . وأوضح أننا إذا قمنا بدراسة أى آية من خلال إحصاء عدد حروفها وكلماتها ورقم هذه الآية وموقعها فى السورة سنجد أن هذه الأرقام هى طريقة رياضية محددة تشكل عددا محددا من مضاعفات الرقم 7 دائما. وقال الكحيل إن «الفائدة من خلاصة هذا البحث أن هذا النظام الرقمى بمثابة إثبات مادى على أن الذى خلق السموات والأرض هو الذى أنزل القرآن وأودع فى كل آية عجائب تتجلى فى كل عصر بما يتناسب مع علوم ذلك العصر. وقال إن الرقم 7 ذُكر 27 مرة فى القرآن مشيرا إلى أنه «أول رقم ذكره الله فى القرآن من بين كل الأرقام». 

وأضاف: عندما عددتُ السور من سورة البقرة إلى سورة النبأ (أى من السورة التى ذُكر فيها الرقم سبعة لأول مرة وحتى السورة التى ذُكر فيها الرقم سبعة لآخر مرة) وجدتُ بالضبط 77 سورة، وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة.

ويقول: بعدّ الآيات من الآية الأولى أى من قوله تعالى: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ «البقرة: 29» إلى قوله تعالى: ﴿وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً﴾ «النبأ: 12» كانت المفاجأة الثانية أننى وجدتُ عدد الآيات بالضبط 5649 آية وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة فهو يساوى 7 فى 807 .

فى الأسبوع المقبل بمشيئة الله إن كان فى العمر بقية ، نواصل البحث فى أسرار الرقم 7 فى العلوم الطبيعية وفى مظاهر الحياة.