صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


يستقطب الشباب .. تطبيق كارثى على الإنترنت يهدد الأداب العامة والأسرة

أخبار الحوادث

السبت، 09 مارس 2024 - 01:04 م

محمد‭ ‬عطية

  تناولنا مرارًا وتكرارًا بالكلمة والصورة عن سوء استخدام البعض منا للتكنولوجيا؛ ففي حقيقة الأمر في الوقت الذى يحاول العالم كله استخدام التكنولوجيا في كل ما هو مفيد للبشرية في الطب والكيمياء والفضاء والتعليم والمعرفة والتطلع للعالم الآخر، وعلى النقيض من ذلك تمامًا نفاجأ بمن يستغل التطور التكنولوجي في ارتكاب الجرائم والاعمال المنافية للآداب؛ فبدلًا من التواصل من أجل ثقافة وتبادل المنافع والعلم أصبح التواصل الآن من أجل الدعارة وتسهيل العثور على الساقطات، وهذا ما رأيناه من خلال تطبيق اكتشفناه يشبه تطبيقات النقل الذكى؛ لتسهيل التعارف والتواصل بين الزبائن والساقطات؛المثير أنه بمجرد دخولك ستجد اقرب فتاة من موقعك تنتظر أن تطلبها ليبدأ بعدها الشات الخبيث والاتفاق على المقابل، تفاصيل أكثر سوف نسردها لكم في سطور التحقيق التالي.

رغم أن البغاء معروف على مر الزمان ورغم أن الشرطة بالمرصاد لكل ما هو يخالف النظام العام والآداب العامة، إلا أن البعض مازال يستحدث طرقا جديدة مستغلا منصات التواصل الاجتماعي ظنا منهم أنهم سيكونون بمأمن من الملاحقة الأمنية؛ فرأينا من خلال ذلك استغلال هؤلاء السوشيال ميديا في ارتكاب الجرائم المنافية للآداب والدعارة بشكل سريع، حيث حلت ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي والتطبيقات وبدلاً من شكلها التقليدي والمتمثل في التواصل بين الناس تحول بعضها الى اوكار للأعمال المنافية للآداب واستقطاب فتيات الليل من الشوارع للشقق المشبوهة لممارسة الدعارة مقابل أجر مادي، بل أصبح حاليًا الاستغناء عن دور القوادة في بعض الاحيان وعمل الفتاة بمفردها للفوز بالزبون والمكسب المادي وحدها، بل وفي بعض الاحيان يلجأ بعض القوادين لاستخدام التكنولوجيا فرأيناهم يعلنون عن الفتيات على بعض التطبيقات.

مواعدة

تطبيق «y» خير مثال؛ في الظاهر يبدو أنه تطبيق مخصص للمواعدة والتعارف مثله مثل العديد من تطبيقات المواعدة الأخرى لكن في الخفاء يعرض فتيات لقضاء سهرة حمراء بمقابل، للأسف هذه التطبيقات أو الجروبات انتشرت فى الفترة الماضية بقوة وبدأت اعلاناته تتنشر على مواقع السوشيال ميديا وبين الشباب بل وعرف بشكل كبير فى عالم الدعارة الخبيث لتسهيله التعارف والتواصل بين الزبائن والساقطات وبه العديد من المستخدمين؛ فيتوفر التطبيق بشكل مجانى على هواتف أندرويد وآيفون، ويمكن لأى شخص تحميله ببساطة من متاجر التطبيقات من خلال عدد من الخطوات البسيطة، وفور تثبيته يُنشئ المستخدم ملفًا شخصيًا يتضمن اسمه وجنسه وصور وفيديوهات له، وعدد من المعلومات الشخصية الضئيلة ونبذه عنك، وداخل التطبيق ستجد الفتيات على كل شكل ولون، كما يعطيك التطبيق العديد من الخيارات للتواصل مع مستخدمى التطبيق مثل المكالمات الصوتية والدردشة بالإضافة إلى مكالمات الفيديو التى تسهل من رؤية الطرف الآخر، بالإضافة إلى الميزة الأهم فى التطبيق والتي تميزه عن باقي التطبيقات والتى تشكل خطرًا كبيرًا؛ وهى استخدام الموقع حتى يعثر الشخص على أقرب فتاة لدى منزل من يطلبها، ثم يتحدث معها ويتم الاتفاق على كل شيء وفي النهاية تأتي إليك في الميعاد المتفق عليه وكأنه أحد تطبيقات سيارات النقل الذكى.

سرعان ما بحثنا داخل ذلك التطبيق فكنا امام مفاجآت بل لنقل صدمات؛ وجدنا العديد من الفتيات وراغبي المتعة الحرام متواجدين على التطبيق بكل جرأة وبجاحة يروجون لأنفسهم بل ستجد الكثير من الفتيات يتصلن بك فيديو أو يرسلن لك العديد من الرسائل لو بحاجة لقضاء ليلة حمراء معهن؛ فداخل التطبيق ستجد بعض الفيديوهات لفتيات وهن يرقصن أو يغنين أو يمارسن حياتهن بشكل فاضح، فحقيقة الأمر كنا أمام صدمة كبيرة فكل شيء مباح على هذا التطبيق كما وجدنا سهولة في الاختيار بداخله، كل ما على الشخص هو شحن «نفحة» هكذا يطلقون عليها، من المال كي تتمكن من فعل ما تريده داخل التطبيق سواء الدردشة أو مكالمة فيديو أو استقطاب أقرب فتاة لمنزلك!

القانون

وبالتواصل مع إسلام محمد المحامي بدأ حديثه قائلًا: الدعارة الإلكترونية قنابل موقوتة تصيب أخلاقيات المجتمع وسلوكياته، فهي جريمة تندرج تحت مسمى «الفعل الفاضح»، لأنها وإن كانت تحدث بشكل غير مباشر عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها لا تختلف في مكنونها عن الدعارة المتعارف عليها داخل المجتمع المصري، الاصل أن كل شخص حر فى ممارسة حياته سواء الجنسية أوالشخصية دون علانية بما لا يؤذى الآخرين ويهز كيان وقيم المجتمع وما عكس ذلك يشكل جريمة، وبصدور قانون جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018 جرم المشرع تلك الظاهرة تحت بند انتهاك قيم ومبادئ المجتمع الأسرية، ويمكن القول بوجه عام أن التحريض على ممارسة الرذيلة والفجور والفسق عبر وسائل التواصل الاجتماعى مجرم فى القانون المصرى بمقتضى ثلاثة قوانين، الأول قانون العقوبات والثانى قانون مكافحة الدعارة والثالث قانون جرائم تقنية المعلومات، ويلاحظ أن هناك خطورة على من يشارك أو يعيد بث هذه المعلومات إذ قد يقع تحت طائلة القانون بمجرد ضغط زر الجهاز فمن الناحية الأولى احتاط المشرع منذ زمن فى قانون مكافحة الدعارة ووضع شبكة من التجريم التحوطى التى تمنع أفراد المجتمع من الانزلاق فى الخطيئة ووفقًا لقانون مكافحة الدعارة رقم 10 لسنة 1961 عاقب المشرع كل من حرض غيره على ممارسة الرذيلة أو الفجور أو المساعدة عليهما أو تسهيلها لشخص ذكر أو أنثى، ولقد نص القانون فى الفقرة الأولى من المادة الأولى منه على أن كل من حرض شخصا ذكرًا كان أو أنثى على ارتكاب الفجور أو الدعارة أو ساعده على ذلك أو سهله له وكذلك كل من استخدمه أو استدرجه أو أغواه بقصد ارتكاب الفجور أو الدعارة؛ يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على ثلاث سنوات وبغرامة من مائة جنيه إلى ثلاثمائة جنيه، وكان مفاد نص الفقرة الأولى من المادة الأولى سالفة البيان أن الجرائم المنصوص عليها فيها لا تقوم إلا فى حق من يحرض غيره على ممارسة الفحشاء مع الناس بغير تمييز أو يسهل له هذا الفعل أو يساعده عليه، فلا تقوم الجريمة إذا وقع الفعل من المحرض بغية ممارسته هو الفحشاء مع المحرض، أما من ناحية ثانية فإن قانون العقوبات رغم قدمه إلا أنه حوى نصوصًا يمكن أن تلاحق تلك الظاهرة، فالمادة 269 مكرر عقوبات تعاقب كل من حرض المارة على الفسق بإشارات أو أقوال فى أى مكان مطروق وهو ما ينطبق على البث المشار عليه باصطياد عوام الناس المارين على شبكة التواصل الاجتماعى بحسبانها مكان مطروق، والمادة 278 من ذات القانون؛ تعاقب كل من يرتكب فعلا مخلا بالحياء علنًا بأحد طرق العلانية المنصوص عليها فى المادة 171 ومن ضمنها الإذاعة وهو ما ينطبق على البث من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، أما من الناحية الثالثة فنصت المادة 25 من قانون جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018 على أن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر، وبغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه ولا تجاوز مائة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من اعتدى على أى من المبادئ أو القيم الأسرية فى المجتمع المصرى.

اقرأ  أيضا : القبض على مسئولى محطة بث تلفزيوني لبث القنوات المشفره بدون ترخيص

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة