‬منى‭ ‬الشيمى
‬منى‭ ‬الشيمى


منى‭ ‬الشيمي:‬ الأدب‭ ‬التسجيلي‭ ‬لم‭ ‬يأخذ‭ ‬مكانه‭ ‬بعد‭ ‬في ‬مصر

أخبار الأدب

السبت، 09 مارس 2024 - 02:19 م

نجحت‭ ‬الكاتبة‭ ‬منى‭ ‬الشيمى‭ ‬فى‭ ‬فرض‭ ‬اسمها‭ ‬كواحدة‭ ‬من‭ ‬المبدعات‭ ‬القلائل‭ ‬المخلصات‭ ‬للكتابة‭. ‬تنوعت‭ ‬أعمالها‭ ‬بين‭ ‬القصة‭ ‬والرواية،‭ ‬فلها‭ ‬ثلاث‭ ‬مجموعات‭ ‬قصصية‭ ‬وخمس‭ ‬روايات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬سلسلة‭ ‬كتب‭ ‬وثائقية‭ ‬للأطفال‭ ‬عن‭ ‬مصر‭ ‬القديمة،‭ ‬وفى‭ ‬روايتها‭ ‬الجديدة‭ ‬» يوسف‭ ‬كمال‭ ‬فى‭ ‬رواية‭ ‬أخرى»‭ ‬تنتقى‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬حافلة‭ ‬بالأحداث‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر،‭ ‬لتنسج‭ ‬بعناية‭ ‬خيوط‭ ‬عمل‭ ‬بديع‭.‬
حول‭ ‬روايتها‭ ‬الأحدث،‭ ‬والأسباب‭ ‬التى‭ ‬دفعتها‭ ‬لاختيار‭ ‬شخصية‭ ‬الأمير‭ ‬يوسف‭ ‬كمال‭ ‬تحديداً،‭ ‬وروايتها‭ ‬القادمة‭ ‬عن‭ ‬الصعيد،‭ ‬ورأيها‭ ‬فى‭ ‬مصطلح‭ ‬«الأدب‭ ‬النسوي»‭ ‬كان‭ ‬لنا‭ ‬معها‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭..‬

لماذا‭ ‬اخترت‭ ‬شخصية‭ ‬"يوسف‭ ‬كمال"‭ ‬تحديدا‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬شخصيات‭ ‬أخرى‭ ‬فى‭ ‬الأسرة‭ ‬المالكة‭ ‬أكثر‭ ‬ثراء‭ ‬بالتفاصيل؟
كان‭ ‬يوسف‭ ‬كمال‭ ‬«أفندينا»‭ ‬نجع‭ ‬حمادي،‭ ‬مسقط‭ ‬رأسي،‭ ‬والمدينة‭ ‬التى‭ ‬عشت‭ ‬فيها‭ ‬43‭ ‬عاما‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬أنتقل‭ ‬إلى‭ ‬الغردقة‭ ‬ومنها‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة‭. ‬يتواجد‭ ‬هذا‭ ‬الأمير‭ ‬بقوة‭ ‬فى‭ ‬الذاكرة‭ ‬الجمعية،‭ ‬تكرار‭ ‬حكاياته‭ ‬فى‭ ‬أمسيات‭ ‬السمر‭ ‬حول‭ ‬مناقد‭ ‬الفحم‭ ‬فى‭ ‬الشتاء،‭ ‬ونور‭ ‬القمر‭ ‬ونسمات‭ ‬الليل‭ ‬فى‭ ‬الصيف،‭ ‬عبر‭ ‬الأجيال‭ ‬المتتابعة،‭ ‬أدى‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬الأسطرة‭.

اقرأ أيضاً | مصطفى عبيد: أكتب التاريخ الجاف بلغة الأدب الجذابة|حوار

‬والأسطورة‭ ‬كما‭ ‬يعرفها‭ ‬الباحثون،‭ ‬هى‭ ‬قصة‭ ‬يظل‭ ‬جزء‭ ‬منها‭ ‬ثابتا،‭ ‬أما‭ ‬الجزء‭ ‬الآخر‭ ‬فيتغير‭ ‬مع‭ ‬تغير‭ ‬الظرف‭ ‬السياسى‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬وثقافة‭ ‬من‭ ‬يحكيها،‭ ‬وأشياء‭ ‬أخرى‭. ‬سيرة‭ ‬يوسف‭ ‬كمال‭ ‬هى‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬سيرة‭ ‬نجع‭ ‬حمادي،‭ ‬وأحد‭ ‬الأبواب‭ ‬للدخول‭ ‬إلى‭ ‬سيرة‭ ‬مصر‭. ‬البحث‭ ‬عنه‭ ‬الآن،‭ ‬بشكل‭ ‬ما،‭ ‬كان‭ ‬بحثا‭ ‬عما‭ ‬آلت‭ ‬إليه‭ ‬مصر‭ ‬أيضا‭. ‬

خلاف‭ ‬شغفى‭ ‬لفض‭ ‬سر‭ ‬فترة‭ ‬الملكية‭ ‬بطريقتى‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬كتب‭ ‬التاريخ‭ ‬الرسمي،‭ ‬تحديدا‭ ‬ما‭ ‬تقاطع‭ ‬من‭ ‬فترة‭ ‬الملكية‭ ‬مع‭ ‬بدء‭ ‬الحياة‭ ‬العصرية‭ ‬-كما‭ ‬أطلق‭ ‬عليها-‭ ‬بداية‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭. ‬تناول‭ ‬الحياة‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬كان‭ ‬أشبه‭ ‬بالتقاء‭ ‬البحرين،‭ ‬البحران‭ ‬هنا‭ ‬هما:‭ ‬حياة‭ ‬القصور‭ ‬من‭ ‬أمراء‭ ‬وجوار‭ ‬وأغوات،‭ ‬وحياة‭ ‬المنفتحين‭ ‬على‭ ‬الثقافة‭ ‬والفنون،‭ ‬تلك‭ ‬الأجيال‭ ‬التى‭ ‬تعلمت‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬المبتعثين‭ ‬الأول،‭ ‬من‭ ‬أرسلهم‭ ‬الباشا‭ ‬محمد‭ ‬على‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا،‭ ‬هذه‭ ‬لحظة‭ ‬فارقة‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬المجتمع‭ ‬المصري‭.‬

لاحظت‭ ‬حيادك‭ ‬التام‭ ‬فى‭ ‬سرد‭ ‬الأحداث‭.. ‬هل‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬المؤلف‭ ‬أن‭ ‬ينحاز‭ ‬إلى‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬معينة؟
لأصارحك‭ ‬هنا؛‭ ‬بدأت‭ ‬رحلة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬يوسف‭ ‬كمال‭ ‬برغبة‭ ‬صادقة‭ ‬فى‭ ‬إنصافه‭. ‬ذكرت‭ ‬فى‭ ‬سيرته‭ ‬ما‭ ‬يشاع‭ ‬عنه-‭ ‬فى‭ ‬نجع‭ ‬حمادي-‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يقيم‭ ‬كرنفالات‭ ‬للعمد‭ ‬والمشايخ،‭ ‬يضع‭ ‬خدمه‭ ‬عملات‭ ‬فى‭ ‬أطباق‭ ‬ممتلئة‭ ‬بالدقيق،‭ ‬ثم‭ ‬يطلب‭ ‬منهم‭ ‬البحث‭ ‬عنها‭ ‬بأنوفهم‭ ‬أمام‭ ‬ضيوفه‭ ‬الأجانب،‭ ‬وأنه‭ ‬عربيد،‭ ‬أحب‭ ‬فتاة‭ ‬من‭ ‬الغجر:‭ ‬وداد،‭ ‬رفضته‭ ‬فجن‭ ‬جنونه‭.‬ حتى‭ ‬ألف‭ ‬الناس‭ ‬هناك‭ ‬له‭ ‬الأغاني،‭ ‬وأشهرها:‭ ‬«على‭ ‬حسب‭ ‬وداد‭ ‬قلبي»‭. ‬مع‭ ‬البحث،‭ ‬وجدت‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأغنية‭ ‬من‭ ‬التراث‭ ‬المصرى‭ ‬قبل‭ ‬يوسف‭ ‬كمال‭ ‬بزمن‭ ‬طويل،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬محمد‭ ‬أفندى‭ ‬العربي،‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬مطربى‭ ‬الفن‭ ‬البلدي،‭ ‬كان‭ ‬يغنيها‭ ‬فى‭ ‬الشوادر‭ ‬منذ‭ ‬مطلع‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬وسجلها‭ ‬للتوثيق‭ ‬ضمن‭ ‬اسطوانات‭ ‬مؤتمر‭ ‬الموسيقى‭ ‬العربى‭ ‬الأول،‭ ‬بعناية‭ ‬الملك‭ ‬فؤاد‭ ‬1932‭. ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬أشيع‭ ‬عنه‭ ‬مصدره‭ ‬الصحفي:‭ ‬«جليل‭ ‬البنداري»،‭ ‬وكان‭ ‬تخديما‭ ‬لنظام‭ ‬جديد‭ ‬بعد‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬الملكية‭. ‬

يحدث‭ ‬هذا‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬مكان‭ ‬وزمان‭. ‬لكننى‭ ‬مع‭ ‬مواصلة‭ ‬البحث‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬الوثائق‭ ‬والمصادر،‭ ‬تشكلت‭ ‬الرؤية‭ ‬التى‭ ‬بنيت‭ ‬على‭ ‬السيرة‭. ‬فأخلصت‭ ‬لها‭. ‬وأجدنى‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬قول‭ ‬إنه‭ ‬ليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ما‭ ‬توصلت‭ ‬إليه‭ ‬حقيقياً،‭ ‬لهذا‭ ‬أسميت‭ ‬السيرة:‭ ‬«فى‭ ‬رواية‭ ‬أخرى»‭. ‬للمتلقى‭ ‬مطلق‭ ‬الحرية‭ ‬فى‭ ‬قبولها‭ ‬أو‭ ‬رفضها،‭ ‬الأهم‭ ‬بالنسبة‭ ‬لى‭ ‬هو‭ ‬أنها‭ ‬منطقية‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬قدمته‭ ‬من‭ ‬وثائق‭.‬

لم‭ ‬أكره‭ ‬يوسف‭ ‬كمال‭ ‬أو‭ ‬أحبه،‭ ‬فى‭ ‬البداية‭ ‬شعرت‭ ‬أنه‭ ‬يهرب‭ ‬مني،‭ ‬لا‭ ‬يريدنى‭ ‬أن‭ ‬أصل‭ ‬إليه!‭ ‬كنت‭ ‬مندهشة،‭ ‬إحساس‭ ‬الاختناق‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يفارقني،‭ ‬كأنه‭ ‬يطوق‭ ‬رقبتى‭ ‬بيديه‭. ‬فى‭ ‬لحظة‭ ‬استسلم‭.. ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬شعرت‭ ‬به‭.‬

هل‭ ‬أضفتِ‭ ‬شخصيات‭ ‬من‭ ‬خيالك‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الشخصيات‭ ‬الحقيقية؟
لم‭ ‬أختلق‭ ‬شخصيات‭ ‬داخل‭ ‬هذا‭ ‬العمل،‭ ‬باستثناء‭ ‬الشخصيات‭ ‬الديكور‭ ‬كما‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬بورخيس‭. ‬ثمة‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬حكى‭ ‬الحدث‭ ‬نفسه‭ ‬فى‭ ‬مصداقيته،‭ ‬وطريقة‭ ‬حدوثه،‭ ‬ليس‭ ‬ثمة‭ ‬أهمية-‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي-‭ ‬بين‭ ‬أن‭ ‬تأتى‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة‭ ‬بالقطار،‭ ‬أو‭ ‬بالطائرة،‭ ‬الأهم‭ ‬أنك‭ ‬جئت‭ ‬القاهرة‭. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الفرق‭. ‬يوسف‭ ‬كمال‭ ‬تبرع‭ ‬لبناء‭ ‬مستشفى‭ ‬عائم‭ ‬لجرحى‭ ‬الإنجليز‭ ‬أثناء‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الأولى،‭ ‬هذه‭ ‬حقيقة،‭ ‬هل‭ ‬ذهب‭ ‬بنفسه‭ ‬ليقدمه؟‭ ‬أم‭ ‬أرسل‭ ‬سكرتيره؟‭ ‬كان‭ ‬الأهم‭ ‬هو‭ ‬لماذا؟

دائما‭ ‬عندما‭ ‬تكتب‭ ‬المرأة‭ ‬إبداعا‭ ‬يكون‭ ‬الحضور‭ ‬الأنثوى‭ ‬فيه‭ ‬أكبر‭ ‬لكن‭ ‬روايتك‭ ‬ليست‭ ‬كذلك‭ ‬ما‭ ‬السبب؟
لم‭ ‬أتعمد‭ ‬هذا،‭ ‬الموضوع‭ ‬حتم‭ ‬الحالة‭ ‬برمتها‭. ‬قيل‭ ‬لى‭ ‬ذلك‭ ‬بعد‭ ‬رواية‭ ‬«وطن‭ ‬الجيب‭ ‬الخلفي»،‭ ‬كان‭ ‬البطل‭ ‬رجلا،‭ ‬والموضوع:‭ ‬سرقة‭ ‬الآثار‭ ‬المصرية‭ ‬وتزييف‭ ‬التاريخ،‭ ‬المعادل‭ ‬لفكرة‭ ‬روايتى‭ ‬كان‭ ‬حياة‭ ‬يهود‭ ‬جزيرة‭ ‬إلفنتين/‭ ‬أسوان،‭ ‬فى‭ ‬القرن‭ ‬الخامس‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد‭. ‬وفى‭ ‬سيرة‭ ‬يوسف‭ ‬كمال،‭ ‬كانت‭ ‬الحالة‭ ‬نفسها‭. ‬إن‭ ‬كنت‭ ‬ترى‭ ‬هذا،‭ ‬فلعلى‭ ‬بها‭ ‬أقنع‭ ‬النقاد‭ ‬بقدرة‭ ‬المرأة‭ ‬على‭ ‬الكتابة‭ ‬فى‭ ‬أمور‭ ‬أخرى‭ ‬غير‭ ‬العواطف‭ ‬وقهر‭ ‬المجتمع‭ ‬لها،‭ ‬وطلاء‭ ‬الأظافر،‭ ‬الموضوعات‭ ‬التى‭ ‬يقولون‭ ‬إن‭ ‬الكاتبة/‭ ‬المرأة‭ ‬لا‭ ‬تخرج‭ ‬عنها‭.‬

هل‭ ‬تؤمنين‭ ‬بمصطلح‭ ‬"الأدب‭ ‬النسوي"؟
أنا‭ ‬ممن‭ ‬يؤمنون‭ ‬أن‭ ‬ممارسة‭ ‬الأدب‭ ‬فى‭ ‬حد‭ ‬ذاتها‭ ‬فعل‭ ‬ثورى‭ ‬ينفى‭ ‬نظرية‭ ‬التجنيس‭. ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬لست‭ ‬بالتعنت‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬يجعلنى‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬سمات‭ ‬تميز‭ ‬أدب‭ ‬الأنثى،‭ ‬لكن‭ ‬داخل‭ ‬الإطار‭ ‬الإنسانى‭ ‬العام‭. ‬وكثير‭ ‬ما‭ ‬نجح‭ ‬الكاتب‭ ‬الرجل‭ ‬فى‭ ‬تقديم‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬أنثوية،‭ ‬والعكس‭ ‬صحيح‭. ‬الحقيقة‭ ‬لا‭ ‬أعطى‭ ‬أولوية‭ ‬كثيرا‭ ‬لهذه‭ ‬المصطلحات‭ ‬الجدلية‭.‬

لماذا‭ ‬لا‭ ‬تحقق‭ ‬الكاتبات‭ ‬الشعبية‭ ‬التى‭ ‬يحققها‭ ‬الكتّاب‭ ‬الرجال‭ ‬رغم‭ ‬أنهم‭ ‬نفس‭ ‬المستوى‭ ‬تقريبا؟
فى‭ ‬هذه‭ ‬الآونة،‭ ‬يقع‭ ‬عبء‭ ‬تدبير‭ ‬أمور‭ ‬الحياة‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬المرأة،‭ ‬خارج‭ ‬البيت‭ ‬وداخله،‭ ‬فكيف‭ ‬تريدونها‭ ‬أن‭ ‬تبدع‭ ‬بالكم‭ ‬والكيف‭ ‬نفسه؟‭ ‬يكفيها‭ ‬الحمل‭ ‬والولادة،‭ ‬الرضاعة‭.. ‬دورة‭ ‬الهرمونات‭ ‬التى‭ ‬تقلب‭ ‬مزاجها‭ ‬وصحتها‭ ‬رأسا‭ ‬على‭ ‬عقب‭ ‬مرتين‭ ‬فى‭ ‬الشهر‭ ‬الواحد‭. ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬حققه‭ ‬الكثيرات‭ ‬منهن-‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الظروف-‭ ‬يجعل‭ ‬الأمر‭ ‬متوازنا‭.‬

ألا‭ ‬ترين‭ ‬أن‭ ‬الجزء‭ ‬التوثيقى‭ ‬به‭ ‬استطراد‭ ‬بعض‭ ‬الشيء؟
صحيح،‭ ‬وكنت‭ ‬متعمدة،‭ ‬بالقياس‭ ‬إلى‭ ‬نفسي،‭ ‬أحب‭ ‬الأجزاء‭ ‬الوثائقية‭ ‬فيما‭ ‬أقرأ،‭ ‬أوليها‭ ‬جل‭ ‬اهتمامي‭. ‬سيرة‭ ‬يوسف‭ ‬كمال‭ ‬ليست‭ ‬العمل‭ ‬الذى‭ ‬يشد‭ ‬قاعدة‭ ‬عريضة‭ ‬من‭ ‬القراء‭. ‬بل‭ ‬لمن‭ ‬يحبون‭ ‬التاريخ‭ ‬أولا،‭ ‬والتوثيق‭ ‬والتسجيل‭ ‬ثانيا‭. ‬هؤلاء‭ ‬لن‭ ‬يجدوا‭ ‬الجزء‭ ‬التوثيقى‭ ‬فى‭ ‬العمل‭ ‬مملا‭. ‬ربما‭ ‬الأدب‭ ‬التسجيلى‭ ‬لم‭ ‬يأخذ‭ ‬مكانه‭ ‬بعد‭ ‬فى‭ ‬مصر‭. ‬الجزء‭ ‬المحكى‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬يوسف‭ ‬كمال‭ ‬تسجيلي،‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬صياغتى‭ ‬الروائية‭ ‬له،‭ ‬رحلة‭ ‬بحثى‭ ‬فى‭ ‬ذاتها‭ ‬توثيق‭ ‬وتسجيل‭.  ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ثمة‭ ‬مهرب،‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أريد‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بالممتع‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الوثائقي،‭ ‬حتى‭ ‬إذا‭ ‬أصبح‭ ‬العمل‭ ‬ثقيلا،‭ ‬هذا‭ ‬اختياري‭.‬

كم‭ ‬استغرقت‭ ‬فى‭ ‬البحث‭ ‬قبل‭ ‬اكتمال‭ ‬صورة‭ ‬العمل‭ ‬النهائية؟
اتخذت‭ ‬قرار‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬يوسف‭ ‬كمال‭ ‬فى‭ ‬بداية‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬سار‭ ‬الأمر‭ ‬بين‭ ‬جد‭ ‬وكسل،‭ ‬حتى‭ ‬أتممت‭ ‬معظم‭ ‬الملفات‭ ‬المتعلقة‭ ‬به‭ ‬فى‭ ‬2021.

الكتابة‭ ‬لم‭ ‬تستغرق‭ ‬وقتا‭..‬
ما‭ ‬رأيك‭ ‬فى‭ ‬ظاهرة‭ ‬البيست‭ ‬سيللر؟‭ ‬وهل‭ ‬تعبّر‭ ‬عن‭ ‬التواجد‭ ‬الحقيقى‭ ‬للكتاب؟
ربما‭ ‬لن‭ ‬تصدق،‭ ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬أقرأ‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الروايات،‭ ‬أهتم‭ ‬بالتاريخ‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬صوره،‭ ‬وليس‭ ‬التاريخ‭ ‬السياسى‭ ‬فقط،‭ ‬عالم‭ ‬الحيوان،‭ ‬ولا‭ ‬أتابع‭ ‬الحركة‭ ‬الأدبية‭ ‬إلا‭ ‬قليلا‭. ‬أنا‭ ‬ممن‭ ‬يطلقون‭ ‬عليهم‭ ‬كاتبة‭ ‬من‭ ‬منازلهم،‭ ‬لهذا‭ ‬لا‭ ‬يعنينى‭ ‬البيست‭ ‬سيلر،‭ ‬أو‭ ‬الجماهيرية،‭ ‬وليس‭ ‬لى‭ ‬رأى‭ ‬فيهما،‭ ‬وإن‭ ‬كنت‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬أستمتع‭ ‬بهما‭. ‬الأكثر‭ ‬سحرا‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬هو‭ ‬وقت‭ ‬الكتابة،‭ ‬لا‭ ‬يوازيها‭ ‬إلا‭ ‬لحظة‭ ‬الفوز،‭ ‬وارتفاع‭ ‬الدوبامين‭.‬

أنت‭ ‬صائدة‭ ‬جوائز‭.. ‬لماذا‭ ‬ينجح‭ ‬دون‭ ‬كتّاب‭ ‬دون‭ ‬آخرين‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظرك؟
لم‭ ‬أتعمد‭ ‬صيد‭ ‬الجوائز،‭ ‬لهذا‭ ‬افترض‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬الجيد‭ ‬يفوز،‭ ‬ولا‭ ‬أستبعد‭ ‬وجود‭ ‬أسباب‭ ‬أخرى،‭ ‬لم‭ ‬تخطر‭ ‬على‭ ‬بالي،‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬فوز‭ ‬أعمال‭ ‬ضعيفة‭ ‬أو‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬أخرى‭ ‬شاركت‭. ‬نحن‭ ‬فى‭ ‬عصر‭ ‬انهيار‭ ‬قيمى‭ ‬وثقافى‭ ‬وأخلاقي‭... ‬إلخ‭. ‬والأكثر‭ ‬رعبا‭ ‬أن‭ ‬الثقافة‭ ‬تم‭ ‬تسليعها‭.. ‬مع‭ ‬التكريس‭ ‬للتفاهة‭.‬

ما‭ ‬مشروعك‭ ‬الإبداعى‭ ‬القادم؟
أكتب‭ ‬رواية‭ ‬عن‭ ‬قرية‭ ‬فى‭ ‬الصعيد‭.. ‬لكننى‭ ‬بطيئة،‭ ‬مثل‭ ‬ألبير‭ ‬قصيري،‭ ‬أكتب‭ ‬جملة‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬أحذفها‭ ‬فى‭ ‬اليوم‭ ‬التالي،‭ ‬أقوم‭ ‬بتعديلها‭.‬

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة