الإثنين، 11 مارس 2024 - 10:07 ص

تنتظر موسم دراما رمضان 2024 برهانات عدة قد توحي بمشهد أكثر ثراء من حيث الأداء التمثيلي هكذا اشعر ربما من واقع تحدي كثير من نجومها باقتحام شخصيات جديدة بها مساحات عريضة للإبداع، ومناطق فكرية جديدة تعيد اكتشاف ذواتهم، وإلى أين وصلوا؟ وماذا يريدون أن تكون ملامح سنوات ظهورهم
المقبلة ؟
من هؤلاء نجم حفزتني صورته الأولى بالعمل لمشاهدته، ورأيت في عينيه نداء للجماهير مليئ بالثقة، وبأن هناك شيء بعد به هو كريم
عبد العزيز في المسلسل الملحمي "الحشاشين". الذي يشير عنوانه بأننا سنعيش عالم مختلف نعود فيه إلى الوراء، في واحدة من أظلم الفترات في التاريخ الإنساني لإلقاء الضوء على الطائفة التي أرعبت العالم في القرن الحادي عشر الميلادي بقيادة حسن الصباح تلك الشخصية الثرية درامياً، والتي يجسدها كريم، ويرتدي فيها
عباءة "شيخ الجبل" و"سيد قلعة الموت وقائد "الحشاشين".

 أنا عايز الرعب يملأ القلوب.. وعايز كل من يعترض على دعوتنا يقتل بأبشع الطرق".. هكذا كشف البرومو الدعائي لمسلسل "الحشاشين" ملامح شخصية حسن الصباح"، الذي كانت له أحلام في أن يكون تحت يديه جيوش يحركها كما يشاء لخدمة مصالحه في الحكم في بلاد فارس فبدأ في تكوين جماعة عرفت بـ "الفدائيين ضم داخلها مجموعة من أعتى الرجال الذين لا يهابون الموت من أجل تحقيق أغراضه السياسية، وقال لهم أن من مات هو "فدائي" ومصيره الجنة وفقا
المذهبه.

وبدأ بمساعدة رجاله في سلسلة كبيرة من الاغتيالات ضد عدد من الشخصيات الهامة لخدمة أهدافه، وهو ما زرع الخوف في النفوس ما بين الحكام والأمراء، وكان بذرة الجماعات الإرهابية التي تقوم بعمليات اغتيال تحت ستار الدين لخدمة أهداف سياسية.

 التحدي الكبير الذي يخوضه كريم وتنتظر أجوائه يكمن في رهانه على تعاونه للمرة الأولى مع الكاتب عبد الرحيم كمال، والذي يعرف جيدا طريق النجاح، وكيف يلتف الجمهور حوله، ويتأثر بشخصياته وأفكاره.. نعم أنا من عشاقه، هكذا قال كريم واقول أنا أيضا.

لدي إحساس أيضا بأن المخرج بيتر ميمي سيفاجئنا بمنطقة أخرى في أسلوبه الإخراجي بتلك التجربة، من حيث تقنيات الصورة وأداء الممثلين وفي مقدمتهم كريم الذي يقدم الأول مرة شخصية تطوف حول الشر، كما أنه بات يبدع في تجسيد الشخصيات الحقيقية التي لجأ إليها مؤخرا مثل حسن الصباح، وتتذكر معا الاختيار حيث جسد كريم عبد العزيز شخصية الضابط زكريا "يونس" الذي ألقى الضوء على بطولات رجال الشرطة المصرية خلال فترة تعتبر من أصعب الفترات في تاريخ مصر الحديث والمواجهات التي خاضوها في القضاء على جماعة "الإخوان" الإرهابية، وكبرة والجن وجسد كريم عبد العزيز شخصية الطبيب المصري أحمد عبد الحي كيرة الذي انضم بشكل سري إلى جماعة من الفدائيين تقاوم الاحتلال الإنجليزي، شخصية حقيقية بالفعل الطالب شاب في كلية الطب لعب
دور في مقاومة الاحتلال البريطاني منذ ثورة 1919 وحتى منتصف العشرينات، وكذلك "الزيبق" قدم شخصية حقيقية حيث أن أحداث المسلسل مأخوذ من ملفات المخابرات العامة المصرية

عن شخص تم تجنيده من قبل جهاز المخابرات المصري للكشف عن عملاء "الموساد" في أوروبا. ومن إثارة العقل في "الحشاشين" إلى إنعاش القلب والروح بحالة من البهجة مع النجم يحيى الفخراني الذي انتظر عودته الدرامية الأعيش معه حالة حياة يتجدد دمائها ويتلاشى الإحساس بالوحدة بين أرجائها.. ويطل الفخراني في مسلسله عتبات البهجة، وهو يؤمن بأن الدراما التليفزيونية بطبعها مختلفة عن السينماء وأهم ما فيها أنها مناسبة لتجميع البشر على مشاعر الصدق والحب والتسامح نعم، انتظر أن اتعلم دروسا جديدة من شخصية بهجت الأنصاري في قيمة الوفاء والترابط والتسامح حيث يكاد عقدي ينفرط من الإندماج مع حياة صعبة وزمن قاسي. 

يعظم الفخراني دائما من قيمة الترابط مع عالمك، ولا تسمح له أن يؤلمك، وأعتقد أن المسلسل الجديد كونه عن رواية الأديب الكبير إبراهيم عبد المجيد وسيناريو وحوار ومعالجة درامية للدكتور مدحت العدل، وإخراج مجدي أبو عميرة سيكون علامة فارقة في دراما العام. الشخصية التي سنعيش معها لوكيل وزارة على المعاش يحارب كل ماهو سلبي يواجه في الحياة... وهو أحمد الذي يشعر بالوحدة بعد رحيل زوجته لكنه يلتف حول أحفاده الذين يتولى تربيتهم ويتنقل في إطار فلسفي بين الأجيال والثقافات في إطار إنساني عصري.

اتذكر يتربى في عزو" و"جحا المصري" أنني عشت معهما نفس الحالة وقدمهما الفخراني مع مجدي أبو عميرة، تلك الكيمياء قطعا ستلمسها ونستمتع بها، سيحاول نشر الطاقة الإيجابية بين المتفرجين وكأنه أمير الطمأنينة والبهجة