وزير الدفاع الإيطالي جيدو كروسيتو
وزير الدفاع الإيطالي جيدو كروسيتو


صراع دبلوماسي .. حرب كلامية بين ايطاليا وفرنسا وبولندا في حلف شمال الأطلسي

سامح فواز

الإثنين، 11 مارس 2024 - 10:36 م

قال وزير الدفاع الإيطالي جيدو كروسيتو لصحيفة لا ستامبا في مقابلة نشرت يوم الأحد إن فرنسا وبولندا ليس لهما الحق في التحدث باسم جميع أعضاء الناتو عندما يتعلق الأمر بنشر قوات في أوكرانيا، مضيفا أن هذه الخطوة لن تؤدي إلا إلى التصعيد والإضرار بالجهود الدبلوماسية لإنهاء الأعمال العدائية بين موسكو وكييف.

وكان الوزير يعلق على التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي، حيث أعرب كل منهما عن إمكانية إرسال قوات من حلف شمال الأطلسي لمساعدة كييف.

وفي الأسبوع الماضي، قال الرئيس الفرنسي إن الغرب "لا يمكنه استبعاد" إمكانية نشر قوات الناتو في أوكرانيا، وأثارت تعليقاته موجة من النفي من جانب كبار المسؤولين في الدول الأعضاء، بما في ذلك المملكة المتحدة وجمهورية التشيك وفنلندا والسويد، الذين أصروا على عدم وجود مثل هذه الخطط لديهم.

وكانت بولندا قالت في البداية إنها لن ترسل أي قوات إلى أوكرانيا.

ويوم الجمعة، صرح سيكورسكي أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تتطلب "تصعيدًا غير متكافئ" من جانب الغرب، مضيفًا أن "وجود قوات الناتو في أوكرانيا ليس أمرًا مستبعدًا".

وقد أكد ماكرون مرارا وتكرارا أنه متمسك بتصريحاته، إذ قال هذا الأسبوع إنه "لا توجد حدود" لخيارات الغرب في دعم كييف.

وقال كروسيتو عن التطورات: "يمكن لفرنسا وبولندا أن تتحدثا عن نفسيهما ليس نيابة عن الناتو".

وذكر أيضًا أن طرح هذه الحجج الآن "لا معنى له"، محذرا من أن أي نشر محتمل لقوات الناتو في أوكرانيا "يعني اتخاذ خطوة نحو تصعيد أحادي الجانب من شأنه أن يعيق الطريق إلى الدبلوماسية".

ووفقاً لكروسيتو، يجب على داعمي كييف الغربيين التركيز على الدبلوماسية، حيث أنهم يكافحون من أجل مواكبة قدرة الإنتاج العسكري الروسية.

وقال وزير الدفاع إن موسكو "أكثر تجهيزا ومرونة من حلف شمال الأطلسي" عندما يتعلق الأمر بالإنتاج العسكري، مضيفا أن "الغرب اكتشف أن لديه قدرة إنتاجية أقل بكثير من روسيا".

وأشار الوزير إلى أن الناتو تمكن من زيادة قدرته على إنتاج الذخيرة بشكل طفيف خلال العام منذ أن وعد بتزويد كييف بمليون قذيفة مدفعية، لكنها لا تزال أقل من قدرة روسيا.

وقال كروسيتو إنه في ظل هذه الظروف، يجب على الغرب "تقديم كل الدعم الممكن لكييف"، لكنه يفكر في المساعدة بطريقة أخرى، مضيفا أنه يتعين على الدول الغربية "تفعيل القنوات الدبلوماسية".

وفي وقت سابق، دعا البابا فرانسيس كييف إلى "التحلي بالشجاعة" للدخول في محادثات مع موسكو لإنقاذ الأرواح بدلاً من السماح باستمرار إراقة الدماء.

وقال أيضًا إنه لا يوجد نقص في الدول والجهات الفاعلة الدولية، بما في ذلك هو نفسه، الذين يرغبون في العمل كوسطاء في هذا الصدد.

وقالت موسكو مرارا إنها مستعدة لإجراء محادثات مع كييف في أي لحظة، طالما أخذ الواقع على الأرض في الاعتبار.

انسحبت كييف من مفاوضات إسطنبول مع روسيا في ربيع عام 2022، وقدمت منذ ذلك الحين “خطة سلام” تطالب بانسحاب القوات الروسية من جميع الأراضي التي تدعي أوكرانيا أنها تابعة لها قبل أن تبدأ أي محادثات، وقد رفضت روسيا هذه المطالب ووصفتها بأنها "سخيفة".


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة