صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


أجمل أيام المصريين| وحدة وطنية حتى في «الصيام»

آخر ساعة

الثلاثاء، 12 مارس 2024 - 08:57 م

■ كتب: مروة أنور

أجواء روحانية تجمع المسلمين والمسيحيين في وقت واحد، وتأتي تحت شعار "الصيام لله والمحبة للجميع"، فقد تزامن موعد أول أيام شهر رمضان (الإثنين الماضي 11 مارس) مع موعد بداية الصوم الكبير في الكنيسة، فبخلاف أن الصوم عبادة روحية تجمع بين المحبة والترابط وروحانيات التعبد في وقت واحد، فإن صيام الإخوة الأقباط جاء بالخير والبشرى، وذلك لانخفاض أسعار اللحوم والدواجن والبيض بما يصب في صالح المسلمين خلال شهر رمضان.. وفي هذا التحقيق نتعرف على مظاهر احتفال المسيحيين ببداية الصوم الكبير، وكذلك مظاهر مشاركة المسيحيين للمسلمين أثناء الصيام، ومدى تأثير صيام المسحيين على أسعار بعض السلع خصوصًا اللحوم.

يقول الأب مينا بولس بالكنيسة الأرثوذكسية، هناك مظاهر لاحتفال المسيحيين باليوم الأول في الصيام الكبير، وهذا العام ستكون المناسبة دينية ووطنية، حيث إنها تجمع المسلمين والمسيحيين على الإيمان والتقرب لله، ليتشارك الجميع في التعبد والخشوع والابتعاد عن المعاصي عن طريق الصوم والصلاة، كما سيتشارك مع بعضهم البعض المراسم الاحتفالية وتوقيت الإفطار على مائدة واحدة تجمع المسلم والمسيحي في ترابط ورحمة.

ويوضح: الصيام الكبير له أحكام، يبدأ بعد فترة انقطاع تستمر من الساعة 12 بعد منتصف الليل حتى اليوم التالي عند غروب الشمس أو بعد الانتهاء من صلاة القداس الإلهي يتم تناول الطعام النباتي كالبقوليات والنشويات والثمار والخضراوات والفاكهة، حيث كان آباؤنا نباتيين مثل أبونا آدم وأمنا حواء ونوح وأولاده ودانيال النبي وأصحابه.

◄ اقرأ أيضًا | بتوصل الطعام لبيوت المسنين.. أهالي دسوق يقيمون مائدة الرحمن للعام العاشر| فيديو‎

ويضيف: قبل أن يتزامن الصيام الكبير مع شهر رمضان، كان المسيحيون والمسلمون يتشاركون في جميع العادات والطقوس بشهر رمضان، ويتناولون الوجبات في نفس موعد الإفطار، عبر تبادل العزومات مع الجيران والأصدقاء على موائد الإفطار، بالإضافة إلى مشاركتهم السهرات الرمضانية المميزة.

فيما يشير الدكتور حازم مرتجي، خادم بإحدى الكنائس الأرثوذكسية، إلى أن الكنيسة الكاثوليكية تبدأ الصوم الكبير يوم 18 مارس، وهي تصوم كل عام بعد الكنيسة الأرثوذكسية بأسبوع، وهو ما جاء متزامنًا مع بداية شهر رمضان يوم 11 مارس، حيث إنها تصوم بعد الأسبوع الأول الذي يُطلق عليه أسبوع الاستعداد للصيام.

ويوضح الطقوس الدينية للصوم الكبير عند المسيحيين، والتي تبدأ قبل الصيام الكبير ويطلق عليها "الرفاع"،  والمقصود بالرفاع هو اليوم السابق للصيام الذي يُرفع فيه كل طعام حيواني من المائدة، استعدادًا للصوم وتجهيز أدوات الطهي الخاصة بالصيام ورفع الأخرى، حيث كان يوجد قديماً أدوات طهي خاصة استعدادا لبدء الصوم، ومن الناحية الدينية يقصد بالرفاع الاستعداد لملء القلب والروح والتدريب على ترك الخطيئة، واكتساب الفضيلة خلال فترة الصوم المقدس، كما أن الصوم أمر كتابي وممارسة الصوم بطريقة منتظمة كسلوك مسيحي طبيعي منذ نشأة الكنيسة، وهو ليس صومًا عن الطعام والبعد عن الشهوة فقط، بل يشمل الصوم عن ارتكاب الخطيئة والتوبة والرجوع إلى الله وفرصة للتقرب له، ويتم الصوم الانقطاعي ما عدا يوم السبت.

ويستكمل الدكتور حازم: يصوم الأرثوذكس 55 يومًا تبدأ دائمًا يوم الإثنين وتنتهي ليلة السبت المعروف بـ"سبت النور" أو ليلة العيد، ويحظر في الصوم الكبير تناول جميع المنتجات الحيوانية ومشتقات الألبان أو الأسماك على عكس صوم الميلاد، ويتكون الصوم الكبير من ثمانية أسابيع، وتشترك الكنيسة القبطية الكاثوليكية مع نظيرتها الأرثوذكسية في الطقوس والممارسات الكنسية ونظم الصوم وعدد أيامه ونوع الطعام المسموح به، إلى أن انعقد مجمع القاهرة في عام 1898 حيث دعا السنودس السكندري للأقباط وحدّد معنى الصوم والانقطاع وما هي الأصوام المقررة في الكنيسة، وهدف هذا الصوم أن يقدم المسيحي الجسد تكفيرًا عن الخطايا ويجهز نفسه للاحتفال والأعياد.

ويضيف: الصيام في كنيسة الروم الأرثوذكس له طقوس مختلفة، حيث صام السيد المسيح 40 يومًا، وعلّم تلاميذه أن يصلوا ويطلبوا أولاً ملكوت الله وبِرَه، وبعدها يطلبون ما يحلو لهم من أمانٍ، وأثناء الصيام يجب التجرد من الخطايا وتجنب الأخطار التي قد تحدث أثناء الصيام، وفي تلك الكنيسة "سبت النور" هو السبت الوحيد الذي يجب الصوم فيه، بينما يمنع الصوم في أيام السبت الأخرى لارتباط السبت بأحد القيام، وعلى عكس الكنائس الأخرى تأتي مذاهب الكنيسة الإنجيلية التي لا صوم كنيسي محدد فيها مسبقًا، ويتم الصوم فيها بشكل شخصي .

وتعبر الفنانة التشكيلية الدكتورة جاكلين صموئيل، عن سعادتها بتزامن شهر رمضان مع بدء الصيام الكبير، وتقول: في هذه الأجواء الروحانية تجتمع الأسر المسيحية مع المسلمة في رباط ومحبة، وتُقام الصلوات واللقاءات الروحية في جو متناغم لا تستطيع فيه أن تفرّق بين مسلم ومسيحي، وهذه هي مصر، كما أن الصوم معاً سيعكس حالة روحانية عالية بخلاف التسارع إلى فعل الخير لإثبات الإخلاص في الصيام لله، بالإضافة إلى الوحدة والترابط بين نسيج الشعب المصري، ما يبعث رسالة إلى العالم كله بأن شعبنا قادر على الوقوف أمام أي تحديات ولن يسمح لأحد بالمساس به أو التآمر عليه.

وتضيف: من أجمل المشاهد في الأيام الماضية أننا رأينا المسيحيين والمسلمين يزينون الشوارع والمباني والحارت الشعبية والمنشآت الحكومية والبيوت بزينة رمضان، وتناول الإفطار سويًا في توقيت واحد والسهر فى ليالي رمضان الجميلة التي يتُقام فيها العبادات وتنتشر فيها الخيرات، فالجميع يتسابق على فعل الخير ليثبت لله أنه عبد مطيع ويتوسل إليه ليغفر له الخطايا في جو تسوده المحبة والأخوة والسلام.

من ناحية أخرى، يقول الدكتور عبدالعزيز سيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية في القاهرة: تزامن صيام المسحيين والمسلمين سيسهم في استقرار أسعار اللحوم والدواجن والبيض خلال شهر رمضان، وهناك بالفعل مؤشرات بهبوط الأسعار خلال الأيام المقبلة، كما قامت الحكومة مؤخرًا باستيراد أعلاف الحيوانات والطيور لتلبية احتياجات الأسواق بشكل كامل، ما سيؤدي بدوره لانخفاض في أسعار اللحوم والدواجن والبيض.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة