د. أحمد فؤاد باشا
د. أحمد فؤاد باشا


سلسلة «كلمات ربي وآياته في القرآن والكون».. معنى كلمة «أَحْوَى»

حاتم نعام

الثلاثاء، 19 مارس 2024 - 02:48 م

تواصل بوابة أخبار اليوم نشر سلسلة "كلمات ربي وآياته في القرآن والكون"، للدكتور أحمد فؤاد باشا، "عضو مجمع اللغة العربية القاهرة" وحلقة اليوم عن: "الأَحْوَي". 

من جانبه، قاول د. أحمد فؤاد باشا، إن الأسْودُ من القِدَم، وبعض النباتات من مجموعة نباتات الحَمْض، التى تتبع الفصيلة الرمرامية (أو الزُّرْبيحيَّة)، مثل السواد، تتخذ لونًا أسود إذا ما عُمِّرت، وذلك نتيجة لموت قشرتها التي تُغلِّف سوقها، أوْ موت أوراقها، لتراكم الأملاح فيها، وهي من نباتات المراعي، الواسعة الانتشار في المناطق الصحراوية والمالحة.

وقد وردت كلمة "أَحْوَى" مرة واحدة في القرآن الكريم. قال تعالى: {وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَىٰ (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَىٰ} (سورة الأعلى: 4، 5). ولعل في المعنـى إشارة إلى خطوات حياة النبات: إخراج المرعى، وتتابع نموه وازدهاره، وتنتهي بموته ويُبْسه وجفافه، ثم اسوداده من القدم بمرور الوقت.

وأما قوله تعالى: {فَجَعَلَهُ غُثَاءً} جفَّفه حتى صيَّره هشيمًا جافًّا كالغثاء الذي يُرى فوق السيل. فالغثاء هو الهالك البالي من ورق الشجر، إذا خرج السيل رأيته مخالطًا زبده. وقد جاءت كلمة "غثاء" في موضع آخر بالقرآن الكريم، قال تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً} (سورة المؤمنون: 41)، أي صاروا بعد نزول عقوبة الله بهم بمنزلة الغثاء. ووجه الشبه عند الطبري هو قلة النفع، وعند الزمخشري هو شدة الدمار.

◄ اقرأ أيضًا | خواطر الإمام الشعراوى ..زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا

وأما المرعى فيُطلق على مكان الرعي الذي ترعاه الماشية من الكلأ ونحوه. قال سبحانه: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا(30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا} (سورة النازعات: 30، 31). والراعي: من يرعى الماشية، والجمع: رعاء ورُعاة ورُعيان. قال تعالى يحكي قول ابنتىْ نبىّ مدين لموسى عليه السلام: { قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} (سورة القصص: 23). وقد وردت الكلمة ومشتقاتها في القرآن الكريم عشْر مرات بمعانٍ مختلفة.

والسائمة: الحيوانات التي ترعى حيث تشاء. وقد جاء في التنزيل: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ۖ لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ} (سورة النحل: 10)، أي تطلقون دوابكم للرعي فيه. ومن معاني تفسير قوله تعالى: {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ} (سورة آل عمران: 14) أنها الراعية في المروج وغيرها من المراعي.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة