رئيس السنغال باسيرو ديوماي فاي - أرشيفية
رئيس السنغال باسيرو ديوماي فاي - أرشيفية


من السجن إلى القصر.. رحلة باسيرو ديوماي فاي نحو رئاسة السنغال

سامح فواز

الثلاثاء، 26 مارس 2024 - 08:49 م

في قلب غرب أفريقيا، كتب الشعب السنغالي فصلًا جديدًا من تاريخه السياسي، بقلم الديمقراطية، إذ بعد أشهر من التوتر والاحتجاجات، أسدل الستار على مسرحية الانتخابات الرئاسية بمفاجأة خطفت الأنظار، إذ انتصر مرشح المعارضة بشكل ساحق في الجولة الأولى.

فوز مدوي للمعارضة

في خطوة غير متوقعة، حقق باسيرو ديوماي فاي، مرشح حزب "باستيف" المعارض، فوزًا ساحقًا في الانتخابات الرئاسية السنغالية من الجولة الأولى، وجاء هذا الفوز بعد خروج فاي من السجن قبل أيام قليلة فقط، حيث قضى 11 شهرًا خلف القضبان بتهم متعلقة بازدراء المحكمة.

رحلة من السجن إلى القصر الرئاسي

يعتبر باسيرو ديوماي فاي، البالغ من العمر 44 عامًا، أصغر المرشحين سنًا في السباق الرئاسي. وقد قضى جزءًا من حياته في قرية ندياجانياو الزراعية قبل أن يحصل على شهادة الماجستير في القانون ويلتحق بالإدارة الضريبية. لكن مسيرته السياسية بدأت حقًا عندما انضم إلى صديقه عثمان سونكو في تأسيس حزب "باستيف" عام 2014.

خيار الصدفة يتحول إلى نجاح باهر

بعد إبعاد عثمان سونكو، زعيم حزب "باستيف"، عن السباق الرئاسي بسبب قضايا قانونية، وقع الاختيار على باسيرو ديوماي فاي ليكون مرشح الحزب. وعلى الرغم من عدم خبرته في المجال السياسي، نجح فاي في قيادة حملة انتخابية ناجحة استطاعت كسب ثقة الشعب السنغالي.

من مواطن مجهول إلى رئيس الدولة

يصف الباحثون في العلوم السياسية فوز باسيرو ديوماي فاي بأنه انتقال من "مواطن مجهول" إلى رئيس الدولة. فقد نجح هو وحليفه عثمان سونكو في ترسيخ برنامجهم السياسي في صناديق الاقتراع، وكسب ثقة الشباب السنغالي الذي يسعى لإزالة آثار الاستعمار وتطوير البلاد.

حكم مشترك بين فاي وسونكو

يتوقع المراقبون أن يتولى عثمان سونكو، زعيم حزب "باستيف"، منصب رئيس الوزراء في الحكومة القادمة، مما يعني حكمًا مشتركًا بينه وبين الرئيس الجديد باسيرو ديوماي فاي. وقد رُحب بفوز فاي في دول الجوار، حيث يُنظر إليه كنموذج للمعارضة السلمية القادرة على إحداث تغيير حقيقي.

تحديات على الطريق

على الرغم من الفوز المدوي، تنتظر باسيرو ديوماي فاي وحكومته تحديات جمة. فقد ورث الرئيس الجديد اقتصادًا يعاني من ارتفاع معدلات التضخم وأزمات اقتصادية متراكمة بسبب الصراعات الإقليمية والأزمات العالمية. كما ستكون مهمته الأولى توحيد صفوف الشعب السنغالي بعد فترة طويلة من الانقسامات السياسية.

آمال في إصلاحات حقيقية

يأمل السنغاليون أن يفي الرئيس الجديد بوعوده الانتخابية بإجراء إصلاحات اقتصادية واجتماعية شاملة. فقد رفع فاي وحزب "باستيف" شعارات مكافحة الفساد والبطالة، وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين. كما يتطلع الشعب إلى إعادة هيكلة المؤسسات الحكومية وتعزيز سيادة القانون.

السنغال في مفترق طرق

تقف السنغال اليوم على مفترق طرق، بعد سنوات من الاضطرابات السياسية والاحتجاجات الشعبية. ويبدو أن فوز باسيرو ديوماي فاي قد فتح الباب أمام مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. لكن تبقى التحديات كبيرة، والشعب السنغالي يترقب بشغف الخطوات المقبلة للرئيس الجديد وحكومته.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة