أحمد الجمال
أحمد الجمال


كلمة السر

أحمد الجمال يكتب: أنا ومحفوظ وبركسام

آخر ساعة

الخميس، 28 مارس 2024 - 07:25 م

■ كتب: أحمد الجمال

فى عام 2001 انفردتُ بحوار مع الأديب العالمي نجيب محفوظ، نُشر فى ملحق الأربعاء الثقافى الذى كنت مسئولًا عنه من مكتب جريدة «المدينة المنورة» السعودية بالقاهرة، وبعيدًا عن تفاصيل اللقاء الثرية التى تحتاج إلى مساحة أكبر لسردها، فإن العام التالى شهد أمرًا عجيبًا، أصرح به للمرة الأولى إنصافًا لكاتبنا الراحل وإحقاقًا للحق والتاريخ.

فقد نشر شخص كان يراسل جريدة «عكاظ» السعودية، ما زعم أنه حوار مع أديب نوبل، ووقتها قامت الدنيا لأنه قوَّل محفوظ كذبًا، مدعيًا على لسانه أنه يتبرأ من رواية (أولاد حارتنا)!، وبدأ العديد من الصحف مناقشة «توبة نجيب محفوظ»، وطلب منى مدير مكتب «المدينة» العمل على الأمر ذاته، لكننى رفضت، لثقتى بأن محفوظ لن يندم على عمل أبدعه، وكيف يفعل ذلك وهو ذات الرجل الذى جلستُ معه قبل عام واحد معتزًا بكل منجزه.

رحلت الكاتبة الكبيرة بركسام رمضان قبل أيام، وفى رقبتى جميل لها، فبعد نشر الحوار المفبرك فى «عكاظ»، كتبت بركسام فى جريدة «الأخبار»: «كرافتة نجيب محفوظ تكشف حوارًا مفبركًا»، والحقيقة أنها جعلتنى أنتبه إلى أن نجيب محفوظ لم يستخدم ربطة عنق لمدة تزيد على عشرين سنة قبل ذلك التاريخ.

ولمّا دققتُ فى الصورة المنشورة فى «عكاظ» اكتشفت أنها هى الأخرى «ملطوشة» من صورتى الحوارية مع محفوظ، ولكنها عُدِلَت بطريقة بدائية، وعلمت لاحقًا أن الصحفى تواصل مع المصوِّر وأخذ منه نسخةً من صورتى مع محفوظ، وقصّ وجه الأخير منها وثبّته على جسم ناقد أدبى شهير يرتدى «كرافتة»، فى صورة أخرى كان يجلس فيها معه.

فى اليوم التالى انفضح الأمر، وعلمت أن «عكاظ» أبلغت «المفبركاتي» بالاستغناء عن خدماته، والشكر فى الحقيقة يرجع للأستاذة بركسام رمضان.. لها الرحمة والغفران.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة