كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

تحديات الولاية الجديدة للرئيس

كرم جبر

الجمعة، 29 مارس 2024 - 07:47 م

فى حياة الأمم والشعوب لحظات فاصلة، تحتاج فيها حكاماً بمرتبة «زعماء» وفى حجم التحديات والمشكلات التى تواجهها بلادهم، وهو ما يفعله الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى لا يبحث عن شعبيته أو جماهيريته، وإنما رفع شأن بلاده والوصول بها إلى المكانة التى تستحقها.

أين كانت مصر منذ عشر سنوات؟..وثلاثة أسئلة اخرى مهمة فى علم التخطيط هى: أين نحن الآن؟.. أين نريد أن نصل؟.. كيف نصل إلى هناك؟

الوصف الدقيق للحالة المصرية الآن هو: دولة ناهضة تحاصرها أزمات صعبة بدأت فى الانفراج، ولكن الطريق لا يزال طويلاً، ولكنه لن يكون فى صعوبة الأوضاع منذ عشر سنوات.

وبعد تنصيب الرئيس لفترة حكم جديدة، ليس هناك بديل عن الاستمرار فى الانجازات، مع تعظيم الإيجابيات والتخلص من السلبيات، لتصل البلاد إلى بر الأمان، وتتسلمها الأجيال الجديدة بثقة واطمئنان.

كان الأساس هو المشروعات الكبرى لإعادة إحياء المرافق والخدمات، ووصلنا ـ تقريباً ـ إلى حد الإشباع، وكان ضروريا صيانة ما تم، وأن تتجه الاستثمارات من الخدمات إلى المشروعات الإنتاجية، تعديل مسار.

والتحدى الأكبر هو الاستمرار فى إجراءات تعظيم الثقة بين الحكومة ومجتمع رجال الأعمال والصناع والمستثمرين «على أرض الواقع»، والتخلص من حالة التردد والانتظار، اقتناصاً لرغبة الدولة فى التخارج من كثير من المجالات.

والأجواء مهيأة لتحقيق أقصى استفادة من التدفقات الدولارية الحالية، فمصر كانت تجهز نفسها لتكون أكبر جاذب للمشروعات فى المنطقة، لولا الظروف الإقليمية والدولية المفاجئة التى عرقلت كل شىء.

ولن يفعل ذلك مسئولون أيديهم مرتعشة وقراراتهم مهتزة، والدولة هى الأقدر على اختيار «الأصلح» فى الفترة القادمة، بمعايير موضوعية من أهل الخبرة والتجربة والدماء الجديدة.

وإذا كان الاقتصاد والسياسة وجهين لعملة واحدة، فالحوار الوطنى كان محطة على الطريق ينبغى البناء عليها، وأهم ثماره توسيع أطر الممارسة، واحتواء كل ألوان الطيف السياسى تحت مظلة واحدة، أساسها الحوار وليس الشجار.

وخارطة الطريق فى السنوات الست القادمة هى ترسيخ البديل الديمقراطى كأساس للحكم والاختيار، دون اللجوء إلى سيناريو يناير وما تبعه من تداعيات، أنهكت البلاد واستنزفت مواردها.

والخطر الحقيقى هو التيارات الدينية العنيفة مثل نموذج الإخوان، الذين يختزلون شرعية الوطن فى شرعية الجماعة، ويستخدمون الديمقراطية لاقتناص السلطة ثم إنكارها والتنكيل بالآخرين، ومخطئ من يتصور أننا تخلصنا من الخطر، فمازال فى حالة كمون وينتظر اللحظة المناسبة للعودة ولو من خرم إبرة.
احتواء الجميع تحت مظلة الأهداف المشتركة وتقريب المسافات وتهذيب الخلافات، والاحتكام إلى الحوار، واحترام الأقلية للأغلبية، والمشاركة الإيجابية الواسعة فى الحياة السياسية والحزبية.. كلها أهداف نبيلة يجب ترسيخ معالمها فى الولاية الجديدة.

ليس مهماً كثرة الأحزاب من الناحية العددية، ففى الدول الكبرى يتنافس حزبان كبيران أو ثلاثة، والقاعدة هى أن الحزب المعارض أهم من الحزب الذى يحكم، ومدى جاهزيته للحكم فى حالة رغبة الناس فى التغيير.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة