مشهد من مسلس جودر
مشهد من مسلس جودر


ياسر جلال: «جودر» خطوة مهمة في مسيرتي الفنية

الأخبار

السبت، 30 مارس 2024 - 05:31 م

 حوار: أحمد سيد

«بلغنى أيها الملك السعيد، ذو الرأى الرشيد، كان ياما كان فى قديم الزمان»، عبارة ارتبطت فى الأذهان، وتعلق بها الوجدان منذ زمن بعيد، وتجددت هذه الأيام ليصبح الجمهور على موعد وحكاية جديدة من ألف ليلة وليلة، ينسج خيوطها ياسر جلال، ليروى لجمهوره قصة «جودر ابن عمر المصري»، فى أجواء مليئة بالتشويق والإثارة وسحر الصورة، ليحجز ياسر مقعدًا أساسيًا على مائدة رمضان، وينتظر الجمهور منه كل جديد، إيمانا بموهبته التى فرضت نفسها على الساحة في الفترة الأخيرة، خاصة بعد تقديمه سلسلة من الأعمال الناجحة فى عالم التلفزيون  فهو نجم خطف وجدان المشاهدين وتربع على عرش قلوبهم، بأعماله الفنية الصادقة التى طالما حملت رسالة مهمة للمجتمع وعن تفاصيل مشاركته وسر انجذابه لهذا العمل، والشخصية التى يجسدها والصعوبات التى واجهها فى تنفيذ المسلسل، يكشف الكثير من التفاصيل في الحوار التالى.

■ ما سر حماسك لتقديم «جودر»؟
ما حمّسنى للمشاركة فى مسلسل «جودر» أن الموضوع كان حلوًا جدًا ونص الأستاذ أنور عبد المغيث جميل جدا وقصة «جودر ابن عمر المصرى»، هى قصة «جودر» اللى موجودة فى «ألف ليلة وليلة» وأستاذ أنور أخدها وطورها وحذف أجزاء وأضاف وطور خطوطا درامية أخرى ليحولها إلى ملحمة وهذا كله شجعنى على خوض التجربة، بالإضافة إلى أن اللون دا من الأعمال الدرامية لا ينفذ كثيرا والأجيال الجديدة لا تعرف مَن «شهر زاد» وحكاية «شهريار»، فالمسلسل فرصة أنه يعرّف الأجيال الجديدة على «ألف ليلة وليلة» وشخصيتا «شهريار وجودر» بهما كل المقاومات الفنية التى تدفعنى لتقديمهما فى عمل فنى، والدراما التاريخية مليئة بالمتعة والجمال والسحر والخيال أيضًا، فضلًا عن أننى أسعى دائمًا لتقديم كل ما هو جديد وخارج عن الصندوق، وأرى أن «جودر» يتوافر به كل هذه المقاومات، ولذلك تحمست له، كما أن شخصية جودر مليئة أيضا بالتفاصيل المختلفة وتحمل كثيرا من المشاعر والأحاسيس التى تدفع المشاهد للاندماج معها، وهى شخصية تستفز الملكات الفنية لأى ممثل، خاصة أنه يتعرض إلى قصة إنسانية اجتماعية مؤثرة للغاية، حيث يتعرض إلى ظلم من أشقائه ونرى كيف يتصرف جودر معهم، والمؤثر أيضا مدى تأثير شخصية «شهريار» بقصة «جودر»، والتى تحكيها له شهر زاد.

■  ما سبب تغيير اسم العمل من «ألف ليلة وليلة» إلى «جودر»؟
العمل لم يتغير اسمه، حيث إن الاسم الأصلى للعمل الذى كتبه المؤلف أنور عبد المغيث، وهو بعنوان «حكاية جودر ابن عمر المصرى من ألف ليلة وليلة»، وتم الاكتفاء فقط باسم «جودر».

■  لماذا اعتذرت عن المسلسل فى بادئ الأمر؟
اعتذرت عن مسلسل «ألف ليلة وليلة» أول مرة وكان لتخوفى من العمل شعرت أنه مسئولية كبيرة وعمل صعب وكنت خايف ألا يخرج على المستوى المطلوب ولكن بعد فترة طمنى الأستاذ محمد السعدى وطمنى الأستاذ تامر مرتضى ومعهما الأستاذ إسلام خيرى أن العمل مكفول ليه كل عوامل النجاح وسينفذ على الوجه الأكمل كل هذا شجعنى أرجع وأعمل المسلسل.

■ وما الصعوبات التى واجهتك أثناء تصوير العمل؟
العمل ككل صعب سواء فى تناوله أو مضمونه أو تنفيذه، فى كل مرحلة بها صعوبات كثيرة، منذ اختيار العمل فى الأساس لتقديمه، أننى أبحث دائما عن عمل خارج الصندوق، وعندما استقررت على «جودر» كنت على علم بالصعوبات التى تواجهنا جميعا كفريق عمل، خاصة أن مثل هذه الأعمال تحتاج إلى ميزانيات ضخمة حتى يخرج العمل بالشكل المطلوب، وربما لذلك يرفض المنتجون تقديم هذه النوعية من الأعمال، كما أن تصوير المسلسل استغرق وقتا طويلا، وتنفيذه صعب يحتاج إلى كثير من التفاصيل التى كان قد حرص المخرج إسلام خيرى على تنفيذها بكل عناية ودقة متناهية، وأعتبر هذه التجربة مهمة جدا فى مشوارى الفنى، لأنها تجربة ربما لا تتكرر كثيرا، كما أننى بذلت بها مجهودا كبيرا بجانب فريق العمل، وأتمنى أن يحقق المسلسل النجاح المرجو منه ويلقى استحسان الجمهور حتى الحلقات الأخيرة من العمل الذى يعرض الجزء الأول منه فى رمضان.

■  هل كانت هناك تحضيرات خاصة من جانبك للشخصية خاصة أن الأحداث تدور فى حقبة زمنية مختلفة؟
ليس هناك أى تحضيرات خاصة بالمعنى المفهوم، حيث اعتمدت بشكل رئيسى على السيناريو الذى كتبه أنور عبد المغيث بحرفية شديدة، حيث نسج خيوط الحكاية ولم يترك تفاصيله، وهو الأمر الذى ساهم فى تقديم الشخصية بأريحية شديدة، وهذا جعلنى أركز أكثر على الأبعاد المختلفة للشخصية وأقوم بدراستها جيدا، وخاصة البعد النفسى والاجتماعى للشخصية من حيث طموحاتها وأحلامها ومشاعرها، وهو ما توصلت إليه بعد دراسة كافية للشخصيتين «شهريار وجودر»، وهو أمر أرهقنى خاصة فى تنفيذ العمل أيضا.

■ ظهرت بملامح مختلفة فى الحلقات الأولى من العمل.. فماذا عن هذا الأمر؟
تغيير الشكل من أجل الدور أمر طبيعى، وهذا العمل ليس الأول الذى أغير فيه ملامحى، حيث خضعت من قبل فى أكثر من عمل لتغيير ملامحى أهمها عند تقديم شخصية الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مسلسل «الاختيار 3»، كما أن هناك جانب الأزياء الخاص بالعمل، والذى اعتبره أحد أبطال المسلسل لأنه عنصر مهم، وكنا حريصين على الدقة فى اختيار الملابس التى تتناسب مع هذا العصر، كما أن هناك جانب الجرافيك الذى استعان به المخرج إسلام خيرى فى المسلسل، والذى كان مرهقا أيضا واستغرق وقتا طويلا لتنفيذه بالشكل المناسب، كما أن هناك بعض التفاصيل الأخرى التى استعان بها المخرج لتتناسب مع الأجواء الخاصة بقصة المسلسل وتعطى بُعدا زمنيا، والتعامل مع هذه النوعية من الأعمال صعبة لأن جميعها مصنعة وغير مريحة.

■  ألم تقلق من فكرة المقارنة بين «جودر» والأعمال التى قدمت من قبل عن «ألف ليلة وليلة»؟
لم أقلق لأن أنور عبد المغيث كان حريصا على تقديم حكاية جديدة ومختلفة عن الأعمال التى قدمت من قبل، والتى تعد مختلفة أيضا عن الأعمال السابقة، خاصة أن حكاية «جودر» لم تتناول كثيرا فى هذه الأعمال، فضلا عن التغيرات التى قام بها المؤلف على السيناريو الخاص بالعمل، وقدم رؤيته هو فى حكاية ألف ليلة وليلة.

■  هل هناك أوجه تشابه بينك وبين «شهريار أو جودر» ؟
لا أفضل تقديم أدوار تشبه شخصيتى، وكل من شهريار وجودر بعيدان تماما عن شخصيتى الحقيقية، كل منهما له عالمه الخاص، والذى يعيش بمنطقه وأسلوبه، وأيضا لى عالمى الخاص الذى أعيش فيه وأستمتع به فى حياة يسودها الهدوء، ولكن سواء شهريار أو جودر كلاهما شخصيات من زمن سابق ولهما حياتهما الخاصة حتى على المستوى المهنى لا يشبهانى فى شىء.

■  ماذا عن التعاون مع فريق العمل خاصة نور اللبنانية ووفاء عامر وياسمين رئيس؟
سادت حالة من الجدية داخل فريق عمل المسلسل، والجميع اجتمع على قلب رجل واحد، وهو بذل أقصى جهد ممكن من أجل تنفيذ العمل بالصورة المثلى، وكان هناك أيضا نوع من الاستمتاع بالنسبة لنا لمعايشتنا هذه الأجواء الساحرة الجذابة، وأما عن تعاونى مع فريق عمل المسلسل وخاصة البطلات والأبطال، كنت سعيدا بهذا التعاون خاصة أن جميعهم كانوا يتعاملون باحترافية شديدة، وحرصوا على إنجاز العمل بدقة وبكل تفان فى العمل خاصة وفاء عامر وياسمين رئيس ونور فكلهن شخصيات ملتزمة ومحترمة وإحنا أصدقاء ونور نجمة كبيرة وكاريزما رهيبة ومريحة جدا فى الشغل، ببقى سعيد لما بلتقى بيها وهى أصلح واحدة للدور اللى بتقدمه والمسلسل هو التعاون الثالث بيننا.

■  وكيف تقيم تجربتك مع إسلام خيرى فى أول تعاون سويا؟
أراها تجربة مثمرة للغاية، وهو مخرج يمتلك قدرات فنية هائلة ويهتم بكل التفاصيل، وفى هذا العمل تحديدا يحرص على تقديم كل التفاصيل بكل دقة وموضوعية، أرى أن الجمهور تفاجأ به عند عرض الحلقات الأولى خاصة عنصر الإبهار الذى اعتمد عليه بشكل ما فى الصورة، والتى أراها أحد عناصر الجذب المهمة فى العمل، كما أنه استطاع أن ينفذ الجانب الخاص بالجرافيك بطريقة رائعة وجذابة ولا يشعر المشاهد أنها جرافيك.

■  كيف ترى المنافسة بين الأعمال المعروضة فى شهر رمضان؟
أرى أن هذا الموسم به تنوع كبير، ولا أراها منافسة بالمعنى الحرفى لها بل الجمهور المستفيد الأول من هذا التنوع الكبير الذى تقدمه الدراما المصرية فى رمضان الحالى، كما أن كل فريق عمل يسعى لتقديم أفضل ما لديه، ونحن حاولنا تقديم عمل خارج الصندوق بعيد تماما عن الأعمال التى قدمت فى الموسم الحالى، فهو عمل تراثى يعتمد على الخيال والفانتازيا، وليس تاريخيا بالمعنى الحرفى لأن التاريخى يعتمد أيضا على بعض الوقائع التاريخية المهمة والموثقة تاريخيا أيضا، ولكن «جودر» عمل من التراث فقط.

■  لماذا تكون مسلسل «جودر» من 15 حلقة فقط؟
فى البداية كان المسلسل يتكون من ثلاثين حلقة لكن تم تقسيمه ليعرض هذا العام والعام المقبل، نحن صورنا جزءا كبيرا منهم اللى جاهز للعرض هما 15 حلقة، عشان كان رأى الشركة المنتجة أن أعمال الجرافيكس والمؤثرات البصرية تطلع على مستوى كويس، الجزء الأول هيتعرض فى رمضان والجزء الثانى فى رمضان القادم 2025.

■  وما هى رسالتك من «جودر»؟
المسلسل يحمل فكرة ورسالة مهمة، ولكنى لا أريد أن أتحدث عنها الآن، وسيعرفها الجمهور عند متابعة حلقات العمل فى الأيام القادمة، وهو يتضمن صراعات عديدة، منها صراع البطل «جودر» داخل بيته وأسرته مع إخوته، وصراعه مع قوى شريرة تسعى للسيطرة عليه من أجل غرض ما، وهو يقاوم ذلك بمساعدة قوى تتسم بالخير، والمسلسل به رسالة تحمل معانى قوية ومهمة وجميلة، ولكنى لا أفضل أن أتحدث عنها الآن حتى لا أحرق أحداث المسلسل.

■  ما سر ابتعادك عن السينما فى الفترة الأخيرة؟
أتمنى العودة إلى السينما فى أقرب وقت، خاصة أن هناك عددا من الأعمال التى استقررت عليها، ولكن يمنعنى من دخول تصويرها مشاركتى الدائمة فى التلفزيون، حيث مشاركتى فى التلفزيون تحتاج إلى مجهود كبير سواء فى الاختيار أو التحضير للعمل وكل هذا يدفعنى الى تأجيل تصوير الأعمال السينمائية.

■  ماذا عن علاقتك بالسوشيال ميديا؟
ليس لدى أى حسابات على مواقع التواصل الاجتماعى ولكن يصلنى كل ما يشعر به الجمهور وتعليقاتهم على أعمالى بصفة مستمرة وأحمد الله على هذا الحب وتعليقاتهم.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة