خالد محمود
خالد محمود


المشهد

كريم عبدالعزيز يصنع التاريخ فى «الحشاشين»

الأخبار

الأحد، 31 مارس 2024 - 09:59 م

خالد محمود
 

تفاجئنا أحداث «الحشاشين «من حين لآخر بمشاهد قوية صادمة، ولكنها في نفس الوقت ملهمة تناجى كل مشاعر الإعجاب وتنتزع آهاته، وتوقعنا فى أسرها فنيا.
ويجيء في الحلقة 15 أحد أكثر مشاهد المسلسل إبداعا، عندما ظهر كريم عبد العزيز «حسن الصباح» وهو يحاسب ولده الشاب «الحسين»، ويحاكمه في محاكمة عامة، لقيامه بقتل أحد الدعاة الكبار ومعلمه بعد أن خالف أوامره وأهانه؛ وسط القاعة اعترف الابن بجريمته ورفض  بحزم  الاعتذار والعفو من والده، بينما المقربون يحاولون إيجاد مبررات فى محاولة  لتخفيف حكم والده عليه، والذى قال «من قتل يقتل» وبالفعل يطعن الابن أمام أبيه وأمه وأخيه.


لا أنسى تلك النظرة الشامخة بكبرياء دون ندم فى عين كريم عبدالعزيز، والتى تعكس أحد أهم مشاهد الأداء فى تاريخه، متجاهلا صرخة ودموع زوجته وهى تحتضن ابنها المقتول على الأرض.


وسط مشاعر الحزن الممزوجة بالقسوة والأنانية والنرجسية، وكذا الخوف على مظهره وكيانه، نجد  كريم عبد العزيز ينقل لنا بتعبيراته المتقنة هذه المشاعر المتناقضة، ليصدر حكمه في النهاية وينتصر طموح «حسن الصباح» في سيادته على عشيرته، ورغبته في الحفاظ على مظهره القاسي العادل الذى يدعيه، ويقرر قتل ولده قائلا:  «ليقضي الله أمرا كان مفعولا»، ليسقط ولده مقتولا على يد الحارس أمام عينيه.
هذا المشهد الحزين القاسي كان بمثابة الرسالة الكبيرة من العمل .. حسن الصباح  شخصية دموية متعطشة لطموحها الدموى الشرير الكامن وراء المدعى بامتلاكه مفتاح الجنة،  قتل قبل ولده الكثير من الشخصيات، لا فرق بين من ساعده وبين من عاداه،  فهو شخص يمكنه اكتساب قوته وثقته بنفسه من خلال سفك الدماء والقتل والخداع والتلاعب بالعقول.
أظهر المشهد أن الصباح شخص سيكوباتي لا يتراجع عن قتل ولده على الرغم من قسوة هذا القرار، وعدم منطقيته.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة