الخميس، 04 أبريل 2024 - 11:10 م

منذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الجرائم البشعة في كل أركان القطاع، ولم يتوقف عن قصف المنازل وتدميرها وحتى تجريف الأراضي الزراعية، ما أدى إلى فقدان قطاع غزة آلاف الهكتارات التي كانت مصدرا للعيش والغذاء لأهالي غزة.

وكشف تحليل لصور بالأقمار الاصطناعية عن تعرض الأراضي الزراعية في قطاع غزة لعمليات تدمير، إذ تم تجريف ما يقرب من نصف الأشجار في المنطقة.

إسرائيل دمرت 48% من الغطاء الشجري في غزة

وأشار خبراء إلى أن الهجوم الإسرائيلي على النظام البيئي، جنبا إلى جنب مع التلوث المتزايد للهواء والماء، جعل منطقة غزة غير صالحة للعيش ما ينذر بتهديد للتنوع البيولوجي، وفقًا لما نقلته صحيفة "الجارديان" البريطانية.

وأكدت التقارير، على أن إسرائيل عملت على تطهير حوالي 1740 هكتارًا من الأراضي في المنطقة الواقعة جنوب مدينة غزة، مما أثار قلقا بشأن الآثار البيئية والإنسانية لهذه العمليات.

وأفادت الصحيفة البريطانية ذاتها، بأن الحجم الكامل للأضرار في غزة لم يُوثق بعد، ولكن تحليلات الصور الملتقطة بالأقمار الاصطناعية تظهر تعرض نحو 38-48% من الغطاء الشجري والأراضي الزراعية في القطاع للتدمير، مما ينذر بتدهور بيئي خطير في المنطقة، جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة.

«كارثة بيئية» تهدد القطاع

وكشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، تقريرا يشير إلى تدمير حقول الزيتون والمزارع في قطاع غزة، وتلوث التربة والمياه الجوفية بالذخائر والمواد السامة، بالإضافة إلى تلوث البحر بمياه الصرف الصحي والنفايات، والهواء بالدخان والجسيمات، وأشار الباحثون والمنظمات البيئية إلى أن هذا الدمار سيترك آثارًا هائلة على التنوع البيولوجي والنظم البيئية في غزة.

ونتيجة لحجم الضرر وتأثيره المحتمل على المدى الطويل، أثارت هذه الأحداث دعوات إلى اعتبارها "إبادة بيئية" والتحقيق فيها باعتبارها جريمة حرب محتملة، وفقًا لما ذكرته "الجارديان".

والجدير بالذكر، أن دولة فلسطين تُصنف على أنها أرض زراعية، حيث يُعتبر القطاع الزراعي فيها عماد الاقتصاد والمصدر الرئيسي للأمن الغذائي.

لكن القطاع يواجه تحديات كبيرة بسبب الاحتلال الإسرائيلي، وجاءت الحرب على غزة لتزيد من معاناة الزراعة بدمار غير مسبوق.

حيث ألحقت حرب إسرائيل على غزة دمارًا شاملا بمحاصيل الزيتون في القطاع، إذ أحرقت القنابل الفسفورية آلاف الأشجار وأتلفت أشجار التين وجرفت مساحات واسعة من الأراضي، مما تسبب في خسائر جسيمة للاقتصاد الفلسطيني وتدهور بيئي للمنطقة.