كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

أغنية العيد الخالدة

كرم جبر

الإثنين، 08 أبريل 2024 - 09:28 م

وتكتمل فرحة العيد بأغانى العيد، التى تشكل ذكريات طيبة فى المشاعر والوجدان، مثل ملابس العيد والعيدية والبالونات، وغيرها من المظاهر المصرية الأصيلة التى تميز العيد فى مصر عن أى مكان فى الدنيا.


«يا ليلة العيد آنستينا»، ومازال صوت أم كلثوم يأتينا ويفرش القلوب بالفرحة والبهجة منذ أكثر من 75 سنة، صوت يصاحب البقاء والخلود، لأنه يصوغ مشاعر المصريين وأحاسيسهم بصدق وواقعية، الصوت الذى جعل جمال عبدالناصر يتنازل عن عدائه للملك والملكية، وينتصر للفن الجميل الذى يجرى كنهر النيل فى وجدان المصريين، وسيبقى هذا اللحن الجميل ضيفاً غالياً يهل علينا فى كل عيد.. وكل سنة وأنتم طيبون.


«يا ليلة العيد آنستينا»، والأعياد هى أعظم مناسبة للتواصل والتصالح، مهما كانت الخلافات والضغائن والصراعات، ومصر تبدأ مرحلة جديدة، وتترك الماضى بكل مشاكله ومصاعبه، وتتطلع للمستقبل، مستقبل تصل فيه إلى المكانة التى تستحقها، وتحقق الحياة الكريمة لشعبها، وتفتح أبوابها للأجيال الجديدة من الشباب.
العيد فى مصر له مذاق خاص يختلف عن سائر البلاد، الشعب المصرى هو الذى يقتسم أحزانه وأفراحه، ويتوحد فى السراء والضراء، والشدائد والمحن، والعيد فرصة كبرى لتنقية النفوس، وتصفية الأجواء، وعبارة «كل سنة وإنت طيب» يمكن أن تفتح قلوباً مشحونة، وتزيل ضغائن كثيرة، بشرط أن تكون النوايا طيبة والأفعال صادقة، وأن يتنازل الخصوم عن مصالحهم الخاصة وحساباتهم الضيقة، وأن يترك أهل الشر اللعب على أحبال الوقيعة، وأن ينتصروا لمعانى التسامح والرحمة والموعظة الحسنة.


الملحمة العظيمة «يا ليلة العيد»، ولدت عندما حضر «أحمد رامى» لتهنئة أم كلثوم بالعيد، فصاحت: «جئت فى وقتك وهديتى استكمال «يا ليلة العيد آنستينا»، وأخذ رامى يكتب، وزكريا أحمد يلحن، وأم كلثوم تحفظ، وقدمت الأغنية على الهواء مباشرة الساعة العاشرة مساء ليلة عيد الأضحى سنة 1937، ثم أعادت أم كلثوم الأغنية بلحن جديد لرياض السنباطى ليلة العيد سنة 1939فى حفل حضره الملك فاروق، بملعب مختار التتش بالنادى الأهلى، وصفق الجمهور كثيراً لمقطع «يا نيلنا ميتك سكر، وزرعك ف الغيطان نور.. يعيش فاروق ويتهنى، ونحيى له ليالى العيد».. «الليلة عيد ع الدنيا سعيد.. عز وتمجيد ليك يا مليكى».


فرقتهم السياسة ولم شملهم الفن، ورغم أن أم كلثوم أهدت أغنية «يا ليلة العيد آنستينا» للملك فاروق قبل ثورة 23 يوليو، وغنت له فى عيد ميلاده «اجمعى يا مصر أزهار الأمانى، يوم ميلاد المليك.. واهتفى بعد تقديم التهانى، شعب مصر يفتديك»، إلا أن الرئيس جمال عبدالناصر لم يقصها، ولم يناصبها العداء، بل اعتبرها أهم روافد المخزون الاستراتيجى للقوة الناعمة المصرية، وقال عبارته الشهيرة: «أم كلثوم لا يمكن حجب فنها، فهى مثل الأهرامات باقية وخالدة».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة