صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


وسـهرات الشـباب «صـبّاحي»

حكايات ليلة العيد.. محلات الحلاقة كاملة العدد و«الـترزية» بالطـابور

آخر ساعة

الأربعاء، 10 أبريل 2024 - 05:57 م

 كتبت علا نافع

 

 الأطفال يشترون البالونات وربات البيوت ينظفن المنازل

مع انتهاء صيام آخر يوم فى شهر رمضان، صدحت الشوارع بأغنية «يا ليلة العيد آنستينا وجددتى الأمل فينا»، وأضيئت الشوارع والحارات بأنوار لامعة، وخرج الأطفال جماعات لشراء مستلزمات العيد من بالونات وألعاب نارية، أما الشباب فانطلقوا إلى سهرة «صبّاحي»، ولم يعودوا للمنزل إلا بعد صلاة الفجر والاستعداد لصلاة العيد، ويتجمعون فى منزل أحدهم يسردون الحكايات والنوادر ولا يكفون عن الضحك طوال الليل، ومنهم من يسارع بحجز دور لنفسه عند الحلاق، إلى أن يأتى العيد وتبدأ الخروجات وتزدحم الشوارع والمولات التجارية.. «آخرساعة» رصدت حكايات المصريين ليلة العيد فى السطور التالية.

ربات البيوت كان لهن تدابير أخرى فى ليلة العيد، حيث تأكدن من وجود كميات مناسبة من حلوى العيد والكحك لتقديمها للمهنئين بالعيد، بالإضافة إلى نظافة المنزل وبهائه، ولم يفوّتن زيارة الترزى للاطمئنان على جاهزية ملابس العيد، فيما ذهبت الفتيات إلى صالونات التجميل والكوافيرات القريبة لاختيار قصات شعر مناسبة وصبغات تضفى عليهن حلاوة وجمالًا، واشترين العطور الغالية ومستحضرات التجميل لتكتمل زينتهن وفرحتهن بقدوم العيد فضلًا عن بيجامة الوقفة زاهية الألوان، فلا عيد إلا بالبيجامة الجديدة.

◄ قصات الحلاقة
فى ليلة العيد يرفع الحلاقون حالة الطوارئ فيبدأون عملهم بعد الإفطار بسبب توافد الزبائن عليهم بأعداد كبيرة، وتمتد ساعات عملهم حتى بعد صلاة الفجر وقبل شروق شمس أول يوم العيد، يبتكرون قصات وتقاليع جديدة لإرضاء أذواق زبائنهم، فهذا موسمهم الذى يعرضون فيه مهاراتهم المختلفة فى الحلاقة، وارتفع سعر «الفيزيتا» بشكل كبير فى تلك الليلة، ففى الأحياء الشعبية وصل إلى 150 جنيهًا للشعر والذقن، أما بالأحياء الراقية فقد تضاعف السعر مع وجود طلبات إضافية كحمّام الشعر أو السيشوار وماسكات البشرة، أما الأطفال فهم أكثر حرصا على تقليد قصات شعر لاعبى كرة القدم أو مشاهير الفنانين مثل رامز جلال وغيره.

يقول عمرو  بيومى، حلاق بمدينة السادس من أكتوبر: بدأت استعدادات الحلاقين لاستقبال زبائن ليلة الوقفة منذ الأسبوع الأخير من شهر رمضان، حيث نحرص على متابعة أحدث القصات العالمية كذلك قصات شعر الممثلين الذين لمع نجمهم خلال الشهر الكريم، فضلًا عن شراء كميات كبيرة من كريمات فرد الشعر والزيوت الطبيعية، بخلاف كريمات الحلاقة وأمواس الحلاقة، وغيرها من المستحضرات اللازمة، مشيرًا إلى أنه يحرص على نظافة محله والاستعانة بفوط جديدة.

يضيف: ليلة الوقفة تشهد توافد الزبائن بأعداد أكبر من الأيام العادية، ما يضطرنا للتأكيد على ضرورة الحجز تليفونيًا أو بالقدوم للمحل مبكرًا، وأحاول جاهدًا إرضاء الزبون دون زيادة فى الأسعار، لكنها ترتفع فى حال كان يريد طلبات إضافية مثل ماسكات العناية بالبشرة أو ماسكات الشمع، مؤكدًا أن هناك باقات مختلفة للحلاقة، فقصة الطفل الصغير يتراوح سعرها بين 50 و70 جنيهًا، وباقة الشباب تتراوح بين 100 و150 جنيهًا.

وعن أشهر قصات الشعر الحالية، يشير إلى أن قصة شعر الفنان مصطفى أبو سريع فى مسلسل «العتاولة» هى الأشهر وكذلك صبغة شعره وذقنه باللون الأصفر الداكن حازت على إعجاب بعض الشباب الذين باتوا يطلبونها خصيصًا إضافة إلى قصة شعر الفنان رامز جلال بلونها البنفسجى الفاتح وقصات شعر نجوم كرة القدم.

◄ ليلة بالكوافير
أما السيدات والفتيات فقد سارعن فى ليلة العيد بالذهاب إلى الكوافيرات وصالونات التجميل القريبة بعد صلاة العشاء، ولم يعبأن بساعات الانتظار الطويلة على مقعد الكوافير إذ يقضينها فى الحكى والسمر حتى الفجر أحيانًا، ويحرصن على تصفح مجلات الموضة والتجميل الموجودة على طاولات محلات الكوافير لاختيار لون الشعر والتسريحة المناسبة، فضلا عن ماسكات البشرة سواء أكانت لتفتيحها أو شدها.

اكتظت محلات الكوافير الشعبية بعشرات الفتيات اللاتى يحرصن على استقبال العيد ببشرة نقية وأظفار لامعة وشعر مفرود، لا يهتممن بالمبلغ المالى الكبير المدفوع، يكفيهن رؤية نظرات الإعجاب فى عيون شباب الحى بعد خروجهن من صلاة العيد، وبعد العودة من الكوافير يسارعن بارتداء البيجامة الجديدة. 

تقول حسناء رجب، صاحبة صالون تجميل بوسط البلد: مع اقتراب العيد تبدأ السيدات فى زيارة الكوافير للتعرف على أبرز قصات الشعر وصبغاته المختلفة، مما يجعلنى حريصة على متابعة أخبار الموضة والقصات العالمية التى تناسب طبيعة المجتمع لدينا، فضلًا عن طرق الاهتمام بالبشرة والعناية بالأظافر والقدمين، مشيرة إلى أن الاعتناء الإضافى بالقدمين يجعل السيدة تشعر براحة نفسية كبيرة وبهجة فى أيام العيد. 

وعن طقوسها ليلة الوقفة تقول: يوم الوقفة له طابع خاص، حيث تتوافد الفتيات بعد الإفطار مباشرة محملات بأفكار لقصات شعر وألوان جديدة، كما يحرص أغلبهن على جلسات الكرياتين لعلاج الشعر التالف وهو ما يستغرق منى وقتًا طويلًا فأستعين ببعض العاملات الإضافيات لمساعدتى، فضلًا عن ماسكات البشرة التى أجهزها بنفسى عن طريق خلط مجموعة من الزيوت الطبيعية لشد البشرة وتخليصها من البثور السوداء والإرهاق نتيجة أعباء الالتزامات المنزلية طوال شهر رمضان، مؤكدة أنها عادة ما تقضى صبيحة العيد فى صالونها. 

وترى حسناء أن بهجة يوم الوقفة لا تُشعِرها بأى تعب أو تأفف، فكل النساء بالصالون احتفلن بطريقتهن الخاصة حتى أن بعضهن حرص على تقديم طبق من الكعك والحلوى للعاملات بالمحل وتبادلن الأحاديث النسائية مع بعضهن البعض.

◄ اقرأ أيضًا | 

◄ ساعات الانتظار
ولا تمل شيماء من انتظار دورها فى الكوافير الموجود بنهاية شارعها بمنطقة السيدة زينب فى ليلة الوقفة، إذ تتبادل الحديث مع زبونات المحل حول مسلسلات رمضان، لا تتخلى عن عادتها فى زيارة الكوافير ليلا وزيارة المقابر صباحًا مع والدتها، ولا تشعر ببهجة العيد إلا بقيامها بهاتين العادتين، تطلب من «نوجا» إحدى العاملات بالصالون أن تقص لها شعرها بشكل متساوٍ وتفرده باستخدام الكريمات المناسبة لشعرها الدهنى، وتعدها بـ»إكرامية كبيرة» إذا ما اجتهدت فى عملها، تتصفح واحدة من مجلات الموضة وتحدّق فى واحدة من العارضات ذوات الشعر المنسدل والبشرة الصافية، تتمنى أن تحظى بشعر وبشرة مثلها. 

أما كريمة ذات الأربعين عامًا فلم تهمل زيارة الكوافير واستقبال العيد ببشرة رائقة وشعر مصبوغ ينسيها شعيراتها البيضاء التى غزت رأسها، تعد زوجها بأن زيارة الكوافير سوف تجعلها تعود شابة عشرينية بعد التخلص من بقع الوجه والهالات السوداء، تستمع إلى رواد الصالون وتطلب منهن خبرتهن فى التخلص من وزنها الزائد، فليلة الوقفة تتحول كل سيدة لمستشار نفسى، تدفع إكرامية كبيرة للعاملات عن طيب خاطر وتغادر الصالون ممنية نفسها بثناء زوجها وأبنائها على «النيولوك».

◄ موسم الترزية

وتوافد الكثيرون على الترزى فى الأيام الأخيرة من رمضان لحياكة ملابسهم أو لضبط مقاساتها وقص الزوائد منها أو تضييقها، إلا أنه فى يوم الوقفة تسارع الأمهات والزوجات إلى زيارة الترزى للتأكد من جاهزية ملابس العيد، وتجربة الملابس وضبط مقاساتها، ويستمعن لنصائح الترزى حول الطريقة المثلى لكىّ وغسل الملابس حتى لا تفقد بريقها وتحافظ على جودتها.

على مقعد خشبى صغير يجلس ياسر حمزة أحد أشهر الترزية بمنطقة المقطم، أمام ماكينة الخياطة العتيقة ممسكًا بطرف الخيط محاولًا لضمه فى إبرة الماكينة، ومن حوله تتراص أكياس الملابس وأنواع عديدة من الأقمشة المختلفة، وعلى الحائط شماعات متنوعة تحتضن جلابيب وعباءات واسعة تنتظر دورها فى القص والتجهيز، يقضى ياسر ليلة الوقفة فى استقبال زبائنه لتهيئة ملابسهم وإتمام حياكتها.

يقول ياسر: أعمل بتلك المهنة منذ أكثر من عشر سنوات، وتشهد إقبالًا كبيرًا فى الأيام التى تسبق العيد، خاصة أن الناس تهتم بتجهيز الملابس على أكمل وجه لارتدائها صبيحة أول أيام العيد، مشيرًا إلى أن الرجال فى المناطق الشعبية والقرى ما زالوا يحافظون على عادة تفصيل الجلابيب الصوف فى العيد. 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة