كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

تهنئة للقيادات الإعلامية الجديدة

كرم جبر

الجمعة، 12 أبريل 2024 - 06:48 م

التهنئة واجبة للقيادات الاعلامية الجديدة، لاستكمال المشوار الصعب، وتحقيق المهام الملقاة على عاتق الاعلام المصرى بكفاءة وقدرة،فالتغيير هو سنة الحياة، والدماء الجديدة  تُحِدث انتعاشًا وحيوية.

والتحية أيضًا واجبة للزملاء الذين تركوا مناصبهم، لبداية مرحلة جديدة من العطاء، فالحياة يجب ألا تكون رهنًا بالكراسى، وإنما بالتفاعل الإيجابى مع المتغيرات.

تبادلت التهنئة والحوار مع الزملاء الجدد أثناء الاحتفال بعيد الفطر فى صلاة العيد، فى مسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية، وكلهم أمل وإصرار على استكمال المشوار ومواجهة التحديات، واحتواء جميع الأقلام والافكار .

مطلوب من الإعلام المصرى دائمًا أن يلاحق بسرعة ما يحدث، وأن يؤدى دوره بأمانة وموضوعية، ويقف حارساً أميناً فى ظهر الدولة المصرية، متبنياً معاركها وتحدياتها، ومعبرًا عن آراء الناس بتجرد وشفافية، وحاملاً مشاعل الوعى والتنوير .

والاعلام فى العالم كله يمر بمرحلة انتقالية وليس فى مصر او المنطقة العربية وحدها، واقتحمت الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعى الأبواب وحطمت موروثات قديمة، وعلى حد قول مارك «فيس بوك» فما يحدث الآن مجرد نكتة سخيفة مقارنة بالتطورات المذهلة فى المستقبل.

والصحافة الورقية على وجه التحديد فى تحدٍ شرس مع الوسائط الإعلامية الحديثة من أجهزة وأدوات تكنولوجية وذكاء اصطناعى وميتافيرس وغيرها، ولا بديل عن التفاعل السريع معها، لتحافظ على تواجدها وبقائها والبوابات الإليكترونية -مثلا- قد تكون أحد الحلول وليس كلها.

وبنظرة اوسع، فقد كنا زمان نقول إن «العالم قرية صغيرة» بفعل ثورة الاتصالات، أما الآن «العالم غرفة صغيرة»، وبلمسة أصبع يتجول الشاب الجالس فى غرفته فى الدنيا كلها، بكل ما فيها من أحداث وتفاعلات ويتأثر بها بشكل كبير.

ورغم ذلك فالإنسان هو الأساس وصانع المحتوى بالفكر والتفاعل الإنسانى، أما الوسائط الإعلامية فتتطور حسب الزمن، من الكتابة على أوراق البردى إلى الصحف والراديو والتليفزيون والموبايل وهكذا، والاعلام المؤثر هو الذى يعظّم قيم التفكير والحوار والنقاش وتحفيز الإبداعات والبعد عن كل ما ينال من القيم والمبادئ.

وبإلقاء نظرة على المحتوى الذى نستقبله فى بيوتنا من المنصات الأجنبية، نجد أن كثيرًا منه يتعارض مع قيم مجتمعاتنا العربية ويروج للعنف والإلحاد والتكفير والمثلية، والمواجهة تكون بالأفكار والعقول المستنيرة التى تخوض معارك الوعى والتنوير، وتفعيل «محتوى آمن»، لحماية المجتمع من غزوات الأفكار الغريبة.

ومن بين المهام الملقاه على عاتق رواد المؤسسات الإعلامية الكبرى فى مصر، إحداث  تعاون هادئ بين الخبرات العملية والأفكار النظرية، لتنتج حلولاً موضوعية، فإذا تحدثت مثلاً عن الذكاء الاصطناعى فى مجال الطباعة، فعليك أن تشخّص الأوضاع الحالية وتضع خططًا لتطويرها وتحديثها، وليس تصورات بعيدة عن الواقع.

ومن بين المخاطر أيضًا ما تبثه المنصات الأجنبية من مواد تروج أفكارًا ومعتقداتٍ بعيدة عن مجتمعاتنا، وعلينا أن نأخذ منها ما ينفعنا فقط، ونُشيد حول سلبياتها سياجاً من القيم والضوابط  لحماية عقول وضمائر شبابنا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة