نايفة السودة
نايفة السودة


جريمة إسرائيلية مروعة.. سيدة مسنة أعطاها الاحتلال الأمان ثم أحرقها في غزة

أحمد نزيه

السبت، 13 أبريل 2024 - 04:20 م

بعد أن منحوها أمانًا وهميًا اقترفت أيديهم الآثمة جريمة مروعة تضاف إلى سجلهم البشع في أرض غزة فقتلوها حرقًا دون أن يكترثوا بأنها بلغت من العمر عتيًا، وأصبح جسدها ضعيفًا مترهلًا لا يقوى على المقاومة أو الهرب من المصير المحتوم.

إنها السيدة الفلسطينية المسنة نايفة السودة، التي راحت ضحية جرائم الاحتلال الإسرائيلي الغاشم في غزة، والتي تتواصل على مدار 190 يومًا من الحرب المستمرة دون انقطاع.

وكانت السيدة نايفة تُعاني من مرض الزهايمر، ولا تقوى على المشي أو الكلام، نزحت أكثر من مرة داخل مدينة غزة خلال الحرب، إلى أن عادت إلى منزلها الكائن بالقرب من مستشفى الشفاء غرب غزة، وهناك عَلقت مع الهجوم الأخير على المستشفى الذي بدأ فجر يوم 18 مارس، وانتهى بعد 10 أيام، مخلفًا مئات الشهداء والمفقودين، عدا عن دمارٍ هائل وصادم في المكان ومحيطه.

حصار قبل حرق

وقال حفيدها إسلام مضر النواتي، إنّ جيش الاحتلال حاصر وأحرق وقصف كل الأماكن المحيطة بمجمع الشفاء الطبي وارتكب أبشع الجرائم بحق سكانها، ومن بينها منزل العائلة الكبير الذي يقع في بناية مكوّنة من 24 شقة سكنية، ويسكنها نحو 70 شخصًا، وذلك نقلًا عن وكالة "سند" الفلسطينية.

وأضاف إسلام النواتي أنّ الاحتلال هاجم البناية بالكامل بعد 4 أيام من اقتحام مجمع الشفاء (21 مارس) واعتقلوا الرجال واستجوبوهم، وأجبروا تحت تهديد السلاح، النساء والأطفال على مغادرة منازلهم باتجاه شرق وجنوب القطاع، باستثناء الحاجة "نايفة" التي طلبوا منهم أن يتركوها في شقتها، وستكون في "أمان" وسيعتنون بها.

ووفق لما ذكره حفيدها، فقد احتجت زوجة ابنها التي كانت ترافقها منذ أول يوم في الحرب، وسألتهم ماذا عن "حماتي؟ إنها امرأة مسنة تحتاج للعناية في كل وقت ولا يمكن تركها وحيدة"، فادعى أحد الجنود أنها ستكون "آمنة"، وأن الجميع عليهم المغادرة فورًا.

وأشار الحفيد إلى أنّ جدتهم الشهيدة تُركت في المنزل وحدها بحالة رعب وذعر من الجنود المدججين بالعتاد العسكري، وأصوات الانفجارات التي لم تتوقف حولها.

ويروي الحفيد أنه منذ اللحظات الأولى لاختفاء آثارها، خشيت العائلة أن يستخدمها الاحتلال كدروعٍ بشرية، وعلى إثره تواصلت مع مؤسسات دولية وحقوقية تحديدًا الصليب الأحمر لمعرفة مصير والدتهم، لكن الإجابة كانت أنه "ليس لديهم غرف اتصال مع الجيش خاصة في مناطق شمال القطاع".

وفي اليوم الذي انسحب جيش الاحتلال من مستشفى الشفاء ومحيطه، ذهب أحد أبناء الحاجة "نايفة" لتفقدها في كل مكان هنا وهناك، ومعرفة مصيرها، لكنه وجد البناية محروقة بالكامل، ولا أثر لها.

وبذلك تكون السيدة نايفة السودة شاهدةً على إجرام جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي طوّعت له نفسه قتل وقصف الفلسطينيين وهدم المنازل فوق رؤوسهم وحرقهم أحياءً ضمن جرائمه المشهودة.

هذا ويتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة للشهر السادس على التوالي، وذلك منذ السابع من أكتوبر الماضي في أعقاب عملية طوفان الأقصى، التي شنتها المقاومة الفلسطينية في الداخل الإسرائيلي المحتل.

وخلال 190 يومًا من الحرب الإسرائيلية سقط أكثر من 33 ألفًا و600 شهيد فلسطيني إلى جانب أكثر من 76 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء.

ولم يتوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة سوى لمدة أسبوع واحد خلال الفترة 24 من نوفمبر وحتى الأول من ديسمبر المنصرم، خلال اتفاق الهدنة الإنسانية المؤقتة، والذي تم بوساطة مصرية قطرية.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة