عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

لحظات حياتنا الفارقة

عمرو الديب

الأحد، 14 أبريل 2024 - 09:09 م

المتربصون بنا، والمخططون لزوالنا، والمثابرون على طريق تشريد شعبنا الأصيل، وتمزيق بلدنا العريق، وإلقاء ناسنا الطيبين في مهاوي الهلاك والضياع، هم أنفسهم من يدبرون لإسقاط مؤسساتنا، وهدم دولتنا الناهضة الصاعدة، ازدوجت الغاية، ولكن الفاعل واحد تنكر في صور عديدة، وتخفي في أقنعة متباينة، وتدل الوقائع الدامغة، والأحداث القاطعة، على أن الاستهداف يشمل المحكومين والحاكمين معا، أي أننا جميعا في «مركب» واحد يقف في شموخ في البحر اللجى الهائج المتلاطم الأمواج، واستهداف الطامعين الجشعين لذلك المركب يبلغ من الشراسة حدا لم تعرف مثيلا له الدهور المنقضية، والعصور المولية، ويمثل الأمر مفترق طرق تاريخيا، ومنحني مصيريا يستوجب الاحتشاد، والمرابطة، والتوحد في مواجهة الإعصار الداهم الرهيب، ولأنها لحظة فارقة حقا، لا تتكرر في الدهور كثيرًا، فإن الوعى يصير هو بطل المشهد، ونجم الموقف، ويبدو الدور الملقى على كاهل المفكرين، والمبدعين، والأدباء فى المعترك غير المسبوق خطيرًا مصيريًا، وفاصلًا، ولكن الحصاد على ذلك الصعيد للأسف ليس مرضيا، ولا يتناسب مع حجم الاستهداف، وشراسته، وفرادته، والمطالعون بعمق للتاريخ يدركون دقة ما أقول، فلم توحد الأقدار -بشراسة الأخطار- بين خيوط النسيج المصري مثلما حدث في العقود الأخيرة، حيث الاستهداف يتهدد الجميع، وبعض من نتوسم فيهم الفطنة، والذكاء لا ينتبهون لهذه الحقيقة، وإذا انتبه بعضهم آثر الصمت، والانشغال بأموره الخاصة في لحظة لا يليق بالأصفياء النبلاء أن  يتجاهلوا خطورتها، وما وما تتطلبه من تفان، وإخلاص، وإنكار ذات.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة