الخلافات مستمرة داخل مجلس الحرب الإسرائيلى
الخلافات مستمرة داخل مجلس الحرب الإسرائيلى


ملف المواجهات ما زال مفتوحًا.. قادة الاحتلال «سعداء» بالضربة الإيرانية

هالة العيسوي

الإثنين، 15 أبريل 2024 - 10:35 م

لليوم الثالث على التوالي ما زال العالم يعيش وسط مخاوف من إمكانية التصعيد بين إسرائيل وإيران وسط سيناريوهات مختلفة ومتعدد بعضها يتحدث عن انتهاء مباراة المواجهات فى شوطها الأول بالتعادل وسط مؤشرات مختلفة منها الموقف الأمريكي الرافض لأي تحرك إسرائيلى يهدد بجر المنطقة إلى حرب إقليمية وكذلك فشل مجلس الحرب الإسرائيلى فى التوصل إلى قرار بهذا الخصوص وسط الخلافات بين أعضائه.

وسيناريو آخر يتحدث وبأدلة ومؤشرات تتحدث عن تل أبيب قد لا تفوت هذه الفرصة، فهى فى نهاية الأمر تحقق لها العديد من الأهداف منها على سبيل المثال لا الحصر استثمار الدعم الدولى لها بعد الغارات الإيرانية، وكذلك تراجع الاهتمام بالعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، ناهيك عن التماسك المؤقت فى الجبهة الداخلية داخل إسرائيل بعد التصعيد الكبير باتجاه المطالبة باستقالة نتنياهو والذهاب إلى انتخابات مبكرة وكذلك تراجع الضغوط فيما يخص ملف الأسرى الإسرائيليين، وكلها تصب فى صالح رئيس الوزراء.

فيما دخلت دول عالمية وإقليمية فى وساطة بين الطرفين لمنع المواجهة التي لا يرغب فيها أي من تلك العواصم في اندلاعها الذي يخلق حالة من عدم الاستقرار فى منطقة هي أصلاً مشتعلة ولا تحتاج إلى مزيدٍ من اندلاع حرائق جديدة.

يغمر قادة إسرائيل الشعور بالسعادة الممزوجة بالدهشة والامتنان لحجم الدعم الدولي والإقليمي الذى حظوا به على إثر الهجوم الإيرانى الكثيف ردًا على قصف إسرائيل لقنصليتهم بدمشق، ومع ذلك يبدو أن هذا الدعم الذي حصلوا عليه بعد أشهر من العزلة نتيجة سوء إدارتهم للحرب فى غزة والتمادي في تجويع وتشريد الفلسطينيين وإيصالهم إلى حافة المجاعة مهدد بالتبخر والزوال سريعًا.



ويعود الفضل في هذا الدعم الدولي إلى التغيير الكبير الذي طرأ على نهج النظام الإيراني في صراعه مع الدولة العبرية، وهو مهاجمة الداخل الإسرائيلي مباشرة من الأراضي الإيرانية بإطلاق صواريخ مضادة للطائرات، على عكس الأوقات الأخرى في الماضي التي كان النظام الإيراني يستخدم فيها وكلاءه ويتصرف بشكلٍ مباشر ضد السفارات والمواطنين الإسرائيليين فى الخارج، من خلال وحدات فيلق القدس التابعة للحرس الثورى، وعند الضرورة أيضًا بالتعاون مع حزب الله أو العناصر المحلية فى مختلف البلدان.

اقرأ أيضًا| الإرهاب الإسرائيلى يتواصل فى غزة.. 4 مجازر جديدة بالقطاع وعشرات الشهداء تحت الركام

وعلى الرغم من عدم وقوع خسائر جسيمة فى المنشآت والأرواح الإسرائيلية، نتيجة الرد الإيرانى على العدوان الإسرائيلى على القنصلية بدمشق، وتباهى العسكريين بقوة الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية التى تمكنت من صد 99% من زخات القذائف الإيرانية وإسقاطها خارج إسرائيل، أو تحييدها لدى سقوطها فى الداخل. إلا أن دوائر القرار الإسرائيلى ترصد بحذر هذا التطور النوعى فى صراع النظام الفارسى مع الدولة العبرية، وتنظر إليه باعتباره سلاحًا ذا حدين.



فهو وإن كان حشد الدعم الدولى نحو إسرائيل ووضعها فى خانة المُعتدى عليه بعيون حلفائها، إلا أنه يؤشر إلى انتهاء مرحلة «الصبر الاستراتيجى» التى اعتمدتها طهران حتى الآن. وصارت هذه الجرأة الفارسية بمهاجمة الداخل الإسرائيلى مباشرة من الأراضى الإيرانية، دليلًا على إمكان تكرار هذا الحدث، مما يوجب على إسرائيل القيام بردٍ سريع قاسٍ ورادع.

على النقيض يتنافى هذا الردع مع التوجه الأمريكى الذى يميل إلى عدم التصعيد مع إيران. وليس من مصلحة تل أبيب العودة لاستفزاز إدارة بايدن ومناطحته بعد توتر طال أمده بسبب ممارسات الحكومة اليمينية، كما أن الجنوح نحو الرد العنيف قد يُفقِد إسرائيل الدعم الدولى الراهن والذى تبين لها أنه مشروط بالتهدئة وعدم الرد، فشهية العالم ومنهم حلفاء تل أبيب الغربيون ليست مقبلة على فتح صراعاتٍ جديدة إضافة إلى أوكرانيا أو فلسطين.



ويرى مراقبون إسرائيليون: أنه من الحصافة أن تستثمر حكومة نتنياهو هذا الزخم الطارئ، وأن تستفيد من هذا الدعم لتحقيق الهدف الأكثر أهمية على الإطلاق: إعادة الرهائن وإنهاء الحرب فى غزة. 



وعلى المستوى العسكرى شكك معارضون فى قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها بمفردها، واستشهدوا، بالاحتياج للدعم الفورى صبيحة السابع من أكتوبر لمواجهة عملية طوفان الأقصى والاستعانة بالجسر الجوى الأمريكى، ثم الاستعانة قى الرابع عشر من أبريل بمشاركة الدول الصديقة سواء بالمعلومات الاستخباراتية أو عمليًا بصد المسيرات الإيرانية فى هجوم «الوعد الصادق».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة