أسامة عجاج
أسامة عجاج


فواصل

أنا وبعدى الطوفان

أسامة عجاج

الثلاثاء، 16 أبريل 2024 - 05:11 م

(أنا إسرائيل وإسرائيل أنا)، هذا هو لسان حال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، (فأنا) من يطلقون علىَّ «الملك بيبي»، و(أنا) الأطول فى الاستمرار فى منصبى كرئيس للحكومة طوال١٣عاماً، ولهذا فمن (حقي) أن أستمر فى منصبي، حتى لو كان الثمن نهاية إسرائيل نفسها، حتى لو وصلت الأمور إلى اندلاع حرب إقليمية غير مسبوقة، حتى لو اتبعت سياسة (الأرض المحروقة).. ما سبق يمثل المقاربة التى يدير بها نتنياهو الأمور خلال الأزمة الأخيرة والأخطر، التى تواجه بلاده منذ أكتوبر الماضي، يضاف إلى ذلك، إنه لم يعد خافياً على أحد فى العالم، سعيه ليس لإطالة العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، ولكن للتخطيط لحرب إقليمية، فنهايتها تعنى إنهاء حياته السياسية، والتُّهَم جاهزة ومعروفة، الفساد واستغلال النفوذ، وأضيف إليها الفشل الذريع له وللمؤسسة العسكرية فى توقع طوفان الأقصى وإدارتها، ولهذا فقد سعى إلى لعبته المفضلة فى (خلط الأوراق)، وارتكب خطأً استراتيجياً، بخرق (المقاربة المستقرة) فى الصراع مع إيران، والقيام بالهجوم على قنصليتها فى دمشق، فى تحدٍ واضح للقيادة فى طهران، بعد أن جرت العادة على عمليات استخبارية إسرائيلية فى الداخل الإيراني، تستهدف منشآت حيوية وعلماء، وبعدها ترد طهران بشكل ما، عبر الجماعات الموالية فى المنطقة، اتخذ هذا القرار، وهو يدرك تماماً أن العملية هذه المرة لن تمر، وطهران سترد بالضرورة بنفس الكيفية، والهدف واضح هو جر واشنطن إلى الدخول كطرف أصيل فى معادلة الصراع فى المنطقة، ولم تبلع طهران الطعم، فلجأت إلى (الرد المحسوب) الذى يحفظ لها (ماء الوجه) دون أن تعطيه ما يريده، بل سعت تصريحاً وعبر وسطاء، حتى لا تخلق ذريعة له للاستمرار فى لعبة التصعيد، فهى تدرك أن الهدف الأكبر، هو إنهاء مشروعها فى المنطقة، وفى ظل حالة السيولة والفوضى التى تعيشها إسرائيل، ارتكب المستوى العسكرى، جريمة فى اغتنام فرصة تواجد أولاد وأحفاد إسماعيل هنية ومهاجمة سيارتهم، وحاول نتنياهو استثمارها فى الدفع بحماس إلى رفض صفقة التبادل، وكأن الأمر (ثأر شخصي) بين هنية وإسرائيل، ، واستمر الحوار حول الصفقة، وقامت حماس أمس الأول بتقديم ردها على بنود الاتفاق، ويبدو أن (جراب الحاوى نتنياهو)  لن يخلو من الألاعيب، لاستمرار الحرب بأى ثمن، دون مراعاة  لحالة الاستنزاف البشرى والخسائر الاقتصادية والأزمات الداخلية للبلاد، نحن إذاً أمام (نيرون العصر) الذى أحرق روما، وهو فى برج مرتفع، يتسلى بمشهد الحريق .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة