محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

إسرائيل.. والخطر الإيرانى

محمد بركات

الثلاثاء، 16 أبريل 2024 - 06:28 م

تسعى إسرائيل حالياً وبكل الوسائل السياسية والدبلوماسية، لاستغلال الهجوم الإيرانى الذى تعرضت له السبت الماضى، لأقصى درجة ممكنة، بحيث يمكنها كسر دائرة الإدانة. والعزلة الدولية، التى أحاطت بها جراء الجرائم البشعة وحرب الإبادة الجماعية، التى ارتكبتها ولا تزال ترتكبها فى غزة.

وإسرائيل فى مسعاها لتحقيق ذلك، تركز بقوة وإلحاح على نقطتين رئيسيتين،...، أولاهما إنها كانت ضحية لهجوم إيرانى كبير من مجموعة متعددة من الصواريخ والطائرات المسيرة والمقذوفات المدمرة، وهو ما عرض أمنها وسلامتها للخطر.

وفى مسعاها هذا تهدف إسرائيل، إلى وضع إيران موضع الخطر الذى يهدد الأمن والسلم، بمنطقة الخليج والشرق الأوسط بل والعالم أجمع، وهو من وجهة نظرها ما يستوجب تنبه العالم والأمم المتحدة ومجلس الأمن، وقبل ذلك وبعده أمريكا وأوروبا ودول المنطقة لمواجهته والتصدى له.

وهى فى ذلك تحاول إعادة التذكير بالخطر النووى الإيرانى، باعتباره التهديد الحقيقى للمنطقة والعالم، وخاصة بالنسبة لأمريكا وأوروبا ودول الخليج والعرب، بعد تراجع هذا الاهتمام كثيراً فى الآونة الأخيرة، تحت وقع العدوان الإسرائيلى اللاإنسانى على الشعب الفلسطينى.

هذه واحدة، أما الثانية،...، فهى أنها قادرة على ردع ومواجهة أى تهديد تتعرض له من أى عدو محتمل، وأنها استطاعت فى ظل هذه القدرة التصدى للهجوم الإيرانى الواسع وإفشاله رغم ما شمله وتضمنه من كثرة وتنوع الأسلحة المستخدمة فيه، والتى ضمت «٣٦» صاروخ كروز و «١١٠» صواريخ أرض أرض، و»١٨٥» طائرة مسيرة دفعة واحدة.

وهى فى تركيزها على هذه النقطة تسعى للتأكيد على قوتها الذاتية وقدرتها الخاصة، واستطاعتها ردع وهزيمة أى محاولة لمهاجمتها أو محاولة النيل منها وتعريض أمنها وسلامتها للخطر.

وفى هذا السياق أحسب أننا سنشهد خلال الأيام القلائل القادمة ارتفاعاً وتصاعداً إسرائيلياً محموماً فى الضجة الإعلامية الخاصة بالتركيز على الخطر الإيرانى، والاستعدادات الإسرائيلية لمواجهته، كما سنشهد أيضا تصاعداً فى الجهود المبذولة من جانب إسرائيل لجر الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها للمشاركة فى هذا التصدى، بدلاً من انتقادها للجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى، التى لم تتوقف حتى الآن.

وهى فى محاولتها تلك تأمل أن ينسى العالم ولو مؤقتاً جرائمها الوحشية فى غزة ويتذكر فقط الخطر الإيرانى.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة