محمد ياسين
محمد ياسين


رؤية

محمد ياسين يكتب: العشق الممنوع

آخر ساعة

الثلاثاء، 16 أبريل 2024 - 08:33 م

■ بقلم: محمد ياسين

فى بداية الثمانينيات من القرن العشرين، ظهر فجأة «حزب الله» فى المشهد اللبناني، لا كمجرد لاعب جديد بل كأول طليعة وذراع عسكرية لإيران فى المنطقة، رافعا شعار تحرير القدس من على الحدود مع إسرائيل مباشرة، وليس من طهران.. وفى فترة مقاربة وتحديدا فى عام 1981 قررت إسرائيل قصف المفاعل النووى العراقى «أوزيراك»، بينما كان لا يزال قيد الإنشاء ودمرته جزئياً، وكان العراق المنتصر فى الحرب مع إيران سيمثل تحدياً لإسرائيل أكبر من الثورة الإيرانية، لذا كانت قضية «إيران كونترا» حين وافق رئيس الوزراء الإسرائيلى مناحيم بيجن عام 1980 على شحن طائرات «فانتوم» وأسلحة للجيش الإيراني.. بعضهم اعتبر القرار الإسرائيلى انتهاكاً للسياسة الأمريكية، التى دعت إلى عدم إرسال أسلحة إلى إيران، لكن الولايات المتحدة تعاونت فى إمدادها بالأسلحة، وأصبحت إسرائيل قناة لنقل الأسلحة بين الولايات المتحدة وإيران لمواجهة التهديد العراقى المشترك.

وبعد القضاء على النظام العراقى، تغير ميزان القوى فى المنطقة، بدأ الإسرائيليون ينظرون إلى إيران كمصدر تهديد لأمنها القومى، ومع وصول أحمدى نجاد للحكم عام 2005 ألقى خطابا شديد العدائية لإسرائيل، وكان سبباً فى تفاقم المخاوف الإسرائيلية من إيران.

وبعد كل هذا العداء السياسى كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» فى ٢٠١٥ أن حجم الاستثمارات الإسرائيلية فى إيران بلغ 30 مليار دولار، كما أن إسرائيل تعتمد على التين والبلح الإيرانى، غير عشرات الشركات الإسرائيلية التى تقيم علاقات تجارية مع إيران.. ولك أن تعلم أن الرئيس الإسرائيلى الأسبق موشيه كاتساف، ووزير الدفاع الإسرائيلى الأسبق شاؤول موفاز إيرانيان من يهود أصفهان، كما أن ثلثى الجيش الإسرائيلى وأكبر المستوطنات قوامها من يهود إيران، الذين تعتبرهم مواطنين مهاجرين.. كل هذا الود فى العلاقات الاقتصادية والعسكرية، لا يمكن أبدا لإيران أن تخدع حليفتها، وتقصف أراضيها - مثلما حدث قبل يومين- دون أن تحذرها: «أنا هضرب أهو يا إسرائيل.. خدى بالك» والشاطر يفهم!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة