د. حسن أبو طالب
د. حسن أبو طالب


مزارع التماسيح: إمكانيات استثمارية تستحق الاهتمام

د. حسن أبو طالب

الأربعاء، 17 أبريل 2024 - 12:04 ص

في ظل الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها مصر، ربما يتعين على السلطات الحكومية التفكير بجدية في مواجهة هذه التحديات من خلال خلق فرص جديدة تعزز من النمو الاقتصادي وتوفر فرص عمل مبتكرة للشباب. واحدة من هذه الفرص المشجعة تكمن في مجال مزارع تربية التماسيح، الذي يحمل معه جاذبية اقتصادية واجتماعية وبيئية.

إن مصر، بموقعها الاستراتيجي وثرواتها الطبيعية الوفيرة، حباها الله بموارد طبيعة واصطناعية وفيرة ومن أبرزها بحيرة ناصر، إحدى أكبر البحيرات الصناعية في العالم، والتي يمكن أن تصبح من أهم الموارد الاستثمارية الغنية بالإمكانيات. تتيح هذه البحيرة بيئة مثالية لاستثمارات مزارع التماسيح، نظرًا لما توفره من ميزات اقتصادية واستثمارية متعددة.

فغني عن البيان أن مزارع تربية التماسيح يمكن أن تسهم بشكل فعّال في تعزيز النمو الاقتصادي من خلال خلق فرص عمل جديدة، حيث يعتمد هذا القطاع على العمالة اليدوية، بما في ذلك الشباب الباحث عن عمل في المناطق الريفية والمحليات المجاورة لبحيرة ناصر.

قد تُمثل تربية التماسيح مصدر دخل مهم للمحليين وأصحاب الأراضي القريبة من بحيرة ناصر، مما يعزز من استدامة أنشطتهم الزراعية ويحسن من مستوى معيشتهم.

ويفتح قطاع مزارع التماسيح أبوابًا واسعة للاستثمارات الأجنبية، مما يعزز التعاون الدولي ويحسن العلاقات الاقتصادية مع الدول الأخرى، مع تحسين البنية التحتية وتعزيز قدرات التسويق والتصدير لمنتجات التماسيح المصرية.

ولعل إنشاء مدينة صناعية متخصصة في تصنيع المنتجات الجلدية الفاخرة المستخرجة من التماسيح يمكن أن يكون خطوة استراتيجية لتعزيز هذا القطاع وتوفير فرص عمل إضافية. وربما تكون أسوان، بموقعها الاستراتيجي وثرواتها الطبيعية، الموقع المثالي لإقامة مثل هذه المدينة الصناعية، حيث يمكن أن تكون محطة رئيسية لتصنيع وتسويق منتجات الجلود المتميزة، والتي تعتبر جزءًا أساسيًا من قطاع صناعة الجلود المصرية.

وإذ يُسهم قطاع مزارع التماسيح في الحفاظ على التنوع البيولوجي وعلى البيئة المحلية، وذلك من خلال توفير بيئة محكمة الإغلاق لتربية التماسيح، نكون بذلك من المساهمين في حماية الحياة البرية والمائية في المنطقة.

بينما يشكل الاستثمار في قطاع مزارع التماسيح فرصة حقيقية لتعزيز الاقتصاد المصري وتحسين مستوى المعيشة، يتوجب على الحكومة اتخاذ عدة إجراءات لدعم هذا القطاع، منها توفير الدعم والتسهيلات اللازمة ووضع اللوائح والقوانين الخاصة بالمزارع، وتشجيع الاستثمارات الخارجية وتوفير البيئة الملائمة لها.

باختصار، يمكن أن يحقق العمل المشترك بين القطاعين العام والخاص النمو الاقتصادي ويوفر فرص العمل ويعزز التنمية المستدامة في مصر، من خلال الاستثمار في مزارع التماسيح كواحدة من القطاعات الواعدة للتنمية المستدامة في البلاد.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة