الخميس، 18 أبريل 2024 - 07:31 م

البركة كلمة تطلق على النماء والزيادة وعلى ثبوت الخير فى الشيء وعلى النعمة والمنفعة المفعولة على جهة الإحسان إلى الغير، وتعنى أيضا ثبوت الخير الإلهى فى الشيء، قال تعالى: «ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض»، والمبارك ما فيه ذلك الخير، وعلى ذلك. قال تعالى «وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا»، وهذا الماء المبارك ينبت الزرع والنبات به وما إلى غير ذلك، وكل ما يشاهد منه زيادة غير محسوسة هو مبارك وفيه بركة، ولا ينقص مال من صدقة؛ لأنه أصبح مباركا بعد التصدق منه، وتستعمل كلمة البركة فى كلام العامة فى الدعاء وتأتى أيضا كناية على الاكتفاء.. حول تعريف معنى البركة يقول الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف فى تعريفه معنى البركة التى هى من عند الله: مادة باء وراء وكاف لها معنيان واحد ظاهر وواحد لا يحبه الناس، أما المعنى الظاهر الذى يحبه الناس فهو الزيادة وكل الناس راغبون فى الزيادة، وأما المعنى الثانى الموجود فى بطون كتب العلم فهو الاستمرار على ما أنت عليه دون نقص، يعنى لو أن الله تبارك وتعالى رزقك خمسة آلاف جنيه أو ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف ما دام هذا المبلغ يكفيك ويستمر على ما هو عليه فذلك بركة من الله، ولأن الناس مغرمة بالزيادة تفانوا فى معرفة المعنى الأول وتغافلوا عن معرفة المعنى الثاني، والشيء المبارك مدعو إليه من قبل هذا الدين، أولا: القرآن الكريم مبارك بنص القرآن الكريم والنبى صلى الله عليه وسلم مبارك، والأيام فيها أيام مباركة والليالى فيها ليال مباركة أعلاها ليلة القدر، والأماكن فيها أماكن مباركة كالبيت الحرام أول بيت وضع للناس «إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكًا» وإنما كان البيت الحرام مباركا لأن الركعة فيه بمئة ألف ركعة فى غيره فهذا من معنى الزيادة، والطعام يكون مباركا فى نص حديث البخارى الذى جاء فيه قول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم «طعام الواحد يكفى الاثنين وطعام الاثنين يكفى أربعة»، قال العلماء لا يدل ذلك على الشبع وإنما يدل على الاكتفاء فمن اكتفى بنصف طعامه كان طعامه مباركا، ومن عطف على غيره سار الباقى بعد عطفه مباركا، وسميت الزكاة زكاة لأنها بركة للمال وتنمية له لأن الله يطهر بها مال العبد المزكى ويبارك له فيه ويخلف عليه الخير، رزقنا الله البركة.