صورة تعبرية
صورة تعبرية


تصاعد التوترات.. كيف سيرد «بوتين» على استفزازات الأوروبيين وأين قد يتجه الصراع؟

إسراء ممدوح

الخميس، 25 أبريل 2024 - 09:12 م

وسط تصاعد التوترات الدولية وتعقيدات المشهد السياسي في أوروبا، يبدو أن الظلال السوداء للحرب تلوح في الأفق، حيث تتجه روسيا وحلف شمال الأطلسي "الناتو" نحو مواجهة محتملة، مما يثير المخاوف والتكهنات حول تصاعد الصراعات العسكرية في المنطقة، الأمر الذي يضع المنطقة على أعتاب مواجهات محتملة قد تحدد مسار المستقبل السياسي والاستراتيجي للقارة الأوروبية.

ويُشكل معبر سوالكي بؤرة توتر في الساحة العسكرية، حيث يتجسد كنقطة انطلاق محتملة لتصعيد عسكري روسي، بينما تشير تقارير عسكرية إلى وجود فجوة تمتد على طول 65 كيلومترا بين مدينة كالينينجراد وبيلاروسيا، حليفة روسيا الاستراتيجية.


بحر البلطيق.. ساحة للتوترات العسكرية

وتُمثل هذه الفجوة الرابط الوحيد لدول البلطيق مع الناتو والاتحاد الأوروبي، مما يمنح القوات الروسية فرصة للتقدم بسرعة من الجهتين عبر كالينينجراد وبيلاروسيا لعزل دول البلطيق عن الحلف ومهاجمته من جهته الضعيفة.

وتمنح كالينينجراد الروسية إمكانية إجراء عمليات في بحر يتحول تدريجيًا إلى بحيرة للناتو، خاصةً مع انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف، وبالإضافة إلى ذلك، بانضمام بيلاروسيا إلى الحسبان، تزيد القدرات الروسية في المنطقة بدخول الأسلحة النووية التكتيكية الروسية وطائرات قادرة على حملها، بالإضافة إلى صواريخ إسكندر الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية تكتيكية، وفقًا لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية.


توسيع الحلف.. دور السويد وفنلندا في تغيير ديناميات الناتو

وبعد انضمام فنلندا إلى الناتو، أصبحت الحدود الشمالية الغربية لروسيا تحت وصاية الناتو، ولم تزد حدود روسيا مع الناتو 1340 كيلومترا، كما أضافت فنلندا بانضمامها الجيش، يبلغ قوامه 20,000 جندي في الخدمة، مدربين على أحدث الأسلحة، بالإضافة إلى أكثر من 300 دبابة و100 طائرة حربية و670 مدفعية.

وتقع شبه جزيرة كولا الروسية على حدود فنلندا من الغرب، حيث تتمركز الغواصات الروسية النووية والبحرية القطبية الشمالية، مما يجعلها نقطة مفتوحة لحلف شمال الأطلسي، مثلما هي سانت بطرسبرج. وبانضمام السويد، يكتسب الناتو دولة لديها أطول حدود بحرية في بحر البلطيق، وتحتل جزيرة جوتلاند تحت سيطرتها، مما يمنحها موقعًا مثاليًا لقاعدة عسكرية وبرج مراقبة للسيطرة على جزء كبير من الحركة البرية والبحرية في محيطها.

وبانضمام السويد إلى الناتو، ستُضاف قوات جديدة تعزز الحلف بنحو 15000 جندي في الخدمة، مع 530 دبابة و96 طائرة حربية، بالإضافة إلى 5 غواصات متطورة و150 سفينة حربية وفقًا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

وأفادت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، بأن تحولت كل الدول المطلة على بحر البلطيق، بما في ذلك فنلندا والسويد، إلى جزء من الناتو بمجرد انضمامهما، مما يجعلها تتجه نحو تعزيز كافة قدراتها العسكرية في وجه روسيا.


روسيا تعزز نفوذها

ومن جهة أخرى، تدرك روسيا المخاطر المترتبة على مصالحها في منطقة بحر البلطيق، حيث تقوم بمناورات دورية بمشاركة العديد من القطع العسكرية والآلاف من الجنود، مع توسيع نفوذها العسكري في المنطقة استعدادًا لأي مواجهة مستقبلية.

ومنذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، نجحت روسيا بزعامة القيصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تأسيس قاعدة عسكرية في بالتييسك، حيث توجد صواريخ إسكندر الباليستية القادرة على حمل رؤوس حربية نووية، والتي يمكن أن تستهدف عواصم أوروبية مثل وارسو وبرلين وكوبنهاجن واستوكهولم.

إلى جانب الصواريخ المتمركزة على الأرض، تمتلك روسيا أسطولًا بحريًا يحمل نظام صواريخ كاليبر، مع غواصتين من مشروع 877، وكاسحة ألغام من طراز ألكسندريت، وتنشر نظام الدفاع الصاروخي الروسي S-400 لتغطية ليتوانيا وجزءًا كبيرًا من بولندا ولاتفيا وإستونيا.

وتمتد قدرة صواريخ S-400 لتشمل بحر البلطيق وحتى جزيرة جوتلاند السويدية، بينما تنشر روسيا في كالينينجراد قوة تتألف من 30000 جندي روسي، فيما أشارت تقارير إلى تحديث موسكو لمخابئ تخزين الأسلحة النووية في المنطقة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة