جامعة كولومبيا
جامعة كولومبيا


المطالب البريئة لطلاب الجامعات الأمريكية وشبح مظاهرات فيتنام

منال بركات

الخميس، 25 أبريل 2024 - 10:08 م

توسعت الاحتجاجات الطلابية والاعتصامات في الجامعات الأمريكية لتمتد إلى جامعة ماساتشوستس في بوسطن، جامعتي بيركلي وجنوب كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وجامعة أوستن بتكساس وجامعة هارفارد، بينما يواصل طلاب جامعة كولومبيا في نيويورك اعتصامهم المفتوح منذ ثمانية أيام.
 
وكانت جامعة هارفارد أولي الجامعات التي بادرت الإشارة إلى الحرب على غزة عشية عملية السابع من أكتوبر والمعروفة بـ “طوفان الأقصى". إذ نشر ائتلافا من الطلاب يضم أكثر من 30 طالبا، رسالة مفتوحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي معبرين عن رأيهم، قائلًين إن إسرائيل "مسؤولة بالكامل" عن أعمال العنف التي انتهت بمقتل أكثر من 1400 شخص، معظمهم من المدنيين. 
 
مع استمرار الحرب على غزة وانتشار الاحتجاجات بين الطلاب في عدد من الجامعات. أغلقت جامعة هارفارد في مدينة بوسطن، ساحتها الرئيسية تحسبا من قيام الطلاب باعتصامات، لكن الطلاب أيضا يقولون أنهم سيواصلون هذه الاحتجاجات السلمية لمناصرة القضية الفلسطينية ووقف الإبادة الجماعية، رغم التهديدات التي تعرضوا لها من قبل من جانب بعض المسؤولين التنفيذيين في وول ستريت، الذين طالبوا بقائمة أسماء هؤلاء الطلاب لمنع توظيفهم وتدمير حياتهم المهنية.
 
في مدينة لوس أنجلوس اعتقلت الشرطة 93 شخصا مناهضا للحرب على غزة، اعتصموا في حديقة الحرم الجامعي في جامعة جنوب كاليفورنيا، و أغلقت الجامعة أبوابها بسبب الاحتجاجات. كانت قوات كبيرة من شرطة لوس أنجلوس قد دخلت الجامعة بطلب من إدارة الجامعة لفض اعتصام الطلاب المطالبين بوقف الحرب على غزة وقطع التعاون بين جامعات بلادهم وإسرائيل .
 
وفي جامعة أوستن في تكساس اعتقلت الشرطة 34 شخصا، من الحرم الجامعي في محاولة من جانبها لفض الاعتصام والتصدي للجموع الغاضبة.
 
بينما يواصل طلبة جامعة كولومبيا في هذه الاثناء اعتصامهم المفتوح منذ ثمانية أيام احتجاجا على الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، كانت إدارة الجامعة قد أمهلت الطلاب المعتصمين حتى منتصف ليلة الجمعة لإنهاء اعتصامهم داخل الحرم الجامعي. وتعد تلك المهلة هي الثانية بعد أن حددت الجامعة منتصف ليلة الثلاثاء الماضي، موعدا لفض الاعتصام.
 
قابل طلاب كولومبيا، زيارة رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، مع عدد من أعضاء المجلس الجمهوريون مساء أمس، بصيحات الاستهجان والهتافات المؤيدة للفلسطينيين.
وهدد جونسون بخفض التمويل الفيدرالي، إذا لم تتمكن الجامعات من السيطرة على هذه المشكلة، موضحا أنها بذلك لا تستحق أموال دافعي الضرائب. وأشار أنه سيعمل على تشريع تعديل بهذا على المستوى الفيدرالي. وأن هناك اتفاق بذلك بين الحزبين ودعا رئيس مجلس النواب رئيسة الجامعة نعمت شفيق، إلى الاستقالة إذا لم تتمكن من إحلال النظام على الفور. مؤكدا على أن الكونجرس لن يصمت بينما يُتوقع من الطلاب اليهود الهروب للنجاة بحياتهم والبقاء في منازلهم.


يرى جانب كبير من الجمهوريين في مجلس النواب، أن كليات وجامعات النخبة تجنح مؤخرا للانحراف نحو اليسار، ومن ثم كان هناك عدد من المحاولات لاستدعاء رؤساء الجامعات إلى استجواب في مجلس النواب، وهو الأمر الذي رفضته الغالبية العظمي من أساتذة الجامعات، بوصفه تعدي علي الحرية الأكاديمية. بينما استسلمت له رئيس جامعة كولومبيا نعمت شفيق، في محاولة لتجنب ما أصاب زملائها في جامعتي هارفارد وبنسيلفانيا، اللذين اضطرا إلى تقديم استقالاتهم.
ولم تتوقف الأزمة مع نعمت شفيق عند هذا الحد، بل اتسعت رقعة الخلاف مع بعض أعضاء هيئة التدريس بسبب الاعتداء غير المسبوق على حقوق الطلاب، بعد استدعاء الشرطة للحرم الجامعي دون الرجوع لمجلس شيوخ الجامعة. وهو الأمر غير المرحب به منذ احتجاجات عام 1968، عندما ساعدوا بعنف في إزالة الطلاب الذين كانوا يحتلون المباني الجامعية في ذروة الحركة المناهضة للحرب على فيتنام. ومن جانب أخر، يعتقد أساتذة الجامعة أن الطلاب يمارسون ويطبقون ما يدرسونه من ممارسات ديمقراطية. كما يروا أن الجامعة ستدخل موجة ضد المثقفين في الأيام القادمة.
توحدت مطالب الطلاب المعتصمون بالجامعات الأمريكية على عدد من النقاط منها فك الارتباط الاستثماري والأكاديمي مع إسرائيل، العفو عن جميع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين تعرضوا لإجراءات تأديبية أو فصلوا من الجامعة لأنهم شاركوا في المظاهرات المؤيدة لفلسطين. ووقف الإبادة والحرب على غزة.
 
والمعروف أن في مثل هذه الأيام من كل عام، تشهد الجامعات الأمريكية الاستعدادات لاحتفالات التخرج، لكن الطلاب ذو النظرة الأفلاطونية المثالية أثروا التمسك بمبادئهم وما تعلموه في الكتب ومزاولة ما يؤمنون به على أرض الواقع.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة