محمد عبدالواحد
محمد عبدالواحد


الخروج عن الصمت

بيوت الله

الأخبار

الأحد، 28 أبريل 2024 - 07:49 م

محمد عبدالواحد

فى رحاب بيوت الله أكمل حديثى عن الجولة الإيمانية، التى اصطحبنى فيها الزملاء خلال الشهر الكريم للطواف عليها، نلتمس نفحات هذا الشهر ونتزود من الطاعة. وما جعل لهذه الرحلة أثرًا فى النفوس هو الحديث الذى كان يدور بيننا بعد كل صلاة عن كيفية الاستمتاع بالصلاة فى هذا المسجد عن غيره، وكيف كانت الحالة، التى أصبحنا عليها من صفاء للقلوب وتدبر لمعانى كل آية تقرأ، خصوصا إذا كان مَن يقرأ يأخذ قلبك وعقلك فيجعلك تسبح فى ملكوت الله.. هنا كان الجامع الأزهر على رأس تلك البيوت، حيث شعرنا فيه بروحانية الحرم، خصوصا وأنت ترى تزاحم العباد من مختلف الجنسيات لأداء الصلاة والحرص عليها فى جماعة.


بعد الصلاة دار السجال بيننا عن الأزهر كقيمة وقامة ينشدها القاصى والدانى لينهل من علم تلك المدرسة الوسطية، التى لا تعرف المغالاة ولا التشدد، فيتعلم صحيح الدين.. نقلت لهم أثناء الحديث ما كان يدور بيننا وبين أبنائه الوافدين ونظرتهم إلينا بكل تقدير واحترام ورغم ذلك كنا نرى نظرتهم لنا مجاملة فى غير محلها لأننا لم نفعل شيئا نستحق عليه تلك المجاملة، لأنهم تحملوا وحدهم عناء السفر ومشقته وجاءوا طواعية ليلتحقوا بهذا الصرح للنهل من علمه. ولا ينتهى الطواف إلا بتسجيل تلك الزيارة بعدسات الكاميرا لنقف على حقبة تاريخية تشمل شموخ وصمود هذا الأثر على مر التاريخ.
ثم يأتى فى الترتيب جامع السلطان حسن ونحن نرتقى درجات سلمه، فنشعر بعظمة البناء وعبق التاريخ وأن مصر الإسلامية جميلة الروح والمشهد.
وما أن تتطأ قدماك المسجد فتشعر بحالة روحانية زادها إمام المسجد لأنه خطف القلوب بقراءته، فجعلك تسبح معه وتتدبر كل آية تُقرأ ورغم صغر سنه إلا أنه متمكن من ادواته، فكان لهذا اليوم جماله.
واختتم طواف هذا الشهر بمسجد شريف بالمنيل، حيث شدا الإمام ونحن نودع الشهر كرروا معى: (اللهم لا تجعل هذا العام آخر عهدنا بشهرك، ولا تجعل ايامنا هذه آخر عهدنا بتعلقنا ببيوتك واجعل يا رب داومنا على الطاعة) ثم قال: يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك وهنا أدركت وداع الشهر، فقلت: اللهم ثبت قلوبنا جميعا وتقبل يا رب صيامنا وقيامنا واجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا.

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة