مؤمن خليفة
مؤمن خليفة


بدون أقنعة

سيناء فى القلب

مؤمن خليفة

الأحد، 28 أبريل 2024 - 07:57 م

فى مايو 2018 كشف الرئيس الفلسطينى محمود عباس أنه أجهض مخططًا للرئيس الراحل المعزول محمد مرسى، بتوطين جزء من الفلسطينيين فى شبه جزيرة سيناء المصرية فى إطار مشروع «دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة».. وأشار عباس فى كلمة أمام المجلس الوطنى الفلسطينى إلى أنه تلقى عرضا من مرسى أثناء فترة رئاسته التى استمرت لعام تقريبا بالحصول على قطعة أرض من سيناء ليعيش عليها الفلسطينيون.. وقال نصا «فى أيام مرسى عرض علينا إعطاءنا قطعة من سيناء لشعبنا لكى يعيش هناك فى مشروع اسمه إيغور آيلاند».. وأكد الرئيس الفلسطينى أن حركة حماس أبدت موافقتها على مشروع الدولة ذات الحدود المؤقتة..  وبالعودة إلى سنوات حكم الرئيس الراحل حسنى مبارك رأى مستشار الأمن القومى الإسرائيلى آنذاك جيورا إيلاند، أن الحل للقضية الفلسطينية يجب أن يكون عن طريق الأراضى المصرية فى سيناء، وذلك بدلًا من الأرض التى تسيطر عليها إسرائيل فى الضفة الغربية.
وتم عرض الفكرة على مبارك أكثر من مرة لكنه رفضها تمامًا وكان المخطط هو حل القضية الفلسطينية على حساب مصر.. ولو استمر الإخوان فى الحكم عاما آخر لتم تنفيذ المخطط الذى توافقت عليه الجماعة الإرهابية مع المخابرات الأمريكية..


ولو عدنا إلى يناير 2011 ودققنا فيما حدث أيامها وما آلت إليه الأوضاع فيما بعد أن المؤامرة كانت مجهزة تماما لإحداث ثورة ضد مبارك تنتهى بصعود الإخوان وتنفيذ المخطط استغلالا لأخطاء قاتلة وانتشار الفقر والمرض والفساد وتفشى البطالة.. ولعلنا ما زلنا نتذكر كلمات الإرهابى محمد البلتاجى فى اعتصام رابعة حينما أكد أن العنف فى سيناء سيتوقف عندما يعود مرسى إلى الحكم بعد عزله.. ما قاله كان صحيحا وهناك ارتباط بين الإخوان والإرهابيين فى سيناء وكل الجماعات المتطرفة وهذا ليس فى مصر بل شاهدناه فى سوريا وليبيا والسودان. وعلى أرض الواقع فإن للإخوان علاقات وثيقة مع داعش وتنظيم النصرة وأهل الشام وكل التنظيمات التى تتخذ من الدين شعارًا لها ويقومون بتمويلهم بالمال والسلاح والعتاد والمرتزقة.
مشروع مستشار الأمن القومى الإسرائيلى السابق فشل تماما بسبب موقف مصر التى رفضت تماما التنازل عن شبر واحد من سيناء.. ولعلنا لاحظنا مغزى قرار وزير الدفاع الذى نشر بالجريدة الرسمية فى مايو 2018 بشأن تملك الأراضى فى سيناء وقصرها على المصريين فقط وأن يكون المالك من أبوين مصريين وأن الأجانب لهم حق الانتفاع لمدة 50 سنة فى أراضى سيناء وأن التملك للمبانىى فقط دون الأرض فى إشارة بليغة وواضحة أن مصر لا تفرط فى تراب أرضها. سيناء بالنسبة لنا ليست ككل بقاع الأرض .. هى الأرض المقدسة التى تجلى فيها الله سبحانه وتعالى لنبيه موسى.. هى الأرض التى ارتوت بدماء الشهداء فى حروب 56 و67 وأكتوبر 1973 .هى قطعة غالية وعزيزة على كل مصرى.. هى البوابة الشرقية للوطن التى تحميه وتمنع عنه كل الشرور .. لذلك لم يكن غريبا أن توليها القيادة السياسية جل اهتمامها لتبدأ فيها حركة تنمية غير مسبوقة.. تنمية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. تنمية على كل المحاور من طرق وزراعة وبنيان وتعليم وصحة. وجاء المشروع العظيم (أنفاق سيناء) لربطها بالوطن الأم ليؤكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسى بدأ تحقيق حلم كل المصريين وأن سيناء فى العقل والقلب. وقبل أيام بدأت الدولة تسليم الوحدات السكنية فى مدينة رفح الجديدة لأهالى سيناء.
الموقف الحاسم للرئيس عبد الفتاح السيسى فى قضية تهجير الفلسطينيين من أرضهم ومحاولات تصفية القضية تماما يلقى تأييدا كبيرا وقويا من المجتمع الدولى وخاصة الدول العربية التى تشيد بالدور المصرى.. مصر تحملت الكثير من أجل القضية الفلسطينية وماتزال ولن تسمح لهذا المخطط أن يتحقق على الأرض.

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة