محمد البهنساوى
محمد البهنساوى


يوميات الاخبار

شم النسيم رغم أنف الحشاشين !!

محمد البهنساوي

الأحد، 28 أبريل 2024 - 08:48 م

لقد أضر الأديان وجود علماء بكل العصور ما استحقوا أن يكونوا ورثة للأنبياء، غالوا فى الدين وأساءوا له، وعقدّوا الدنيا وصعَبوا على الناس دينهم ودنياهم

لاشك أن الأديان السماوية أنزلها المولى سبحانه لتنظيم أمور دنيانا بالنحو الذى يهونها ويسهلها، ويعلى من القيم والعمل الصالح الذى يصلح دنيانا ويضىء طريقنا فيها وصولا للجنة فى آخرتنا، فهدف الأديان الأسمى إصلاح الدنيا سعيا لصلاح الآخرة، وبالتمعن فى سنن الأنبياء وتصرفاتهم خاصة نبينا الخاتم صلى الله عليه وسلم،يدرك حرصهم أجمعين على إسعاد أتباعهم بتسهيل امورهم وتبسيط حياتهم، لذلك فإن تطبيق صحيح الدين بعيدا عن المغالاة والتطرف يحيل حياتنا رغدًا بلا عُقد أو تثبيط عزائم ونشر فتن وسواد فكر.
وبالطبع كان لابد بعد الأنبياء من علماء ورثوا عنهم الهداية والفهم الصحيح للدين بلا مغالاة أو تطرف أو مصالح شخصية وعشائرية، لكن وبكل صراحة فإن ما أضر الأديان وجود علماء بكل العصور ما استحقوا أن يكونوا ورثة للأنبياء، غالوا فى الدين وأساءوا له، وعقدّوا الدنيا وصعَبوا على الناس دينهم ودنياهم، وبالطبع هناك من فعل ذلك منهم لمصالح دنيوية أو عن جهل بصحيح الأديان، وفى الحالتين الضرر واقع، المشكلة ليست فى الغلاة المتشددين،لكنها فيمن يتَبعهم ويسيرعلى نهجهم المخالف لهدى أديانهم السمحة وأنبيائهم الميسِّرين، مسلِّمين قيادهم بعمى بصر وبصيرة، فتولد الفتنة التى تصل لحد الكارثة عندما يتحول غلاة العلماء إلى مستبدين ومدلسين بغرض ومرض.
والتاريخ الإنسانى ملىء بقصص وعبر من سيطرة غلاة الدين على الأتباع وما يسببه من سقوط حضارى وإنسانى وهذا ليس قاصرًا على دين بعينه، ففى عصر الفراعنة عندما طغى الكهنة وسيطروا على الشعب محققين مكاسب كبرى من قرابين وهدايا، وعندما احتدم الصراع مع السلطة هاجم كهنة آمون مدينة تل العمارنة (أخيتاتون) وقتلوا إخناتون لاستعادة السيطرة والاستبداد باسم الدين.
واليهود وصلوا للإيمان بأن مخافة الحخامات من مخافة الله، والتلمود الذى ابتدعوه تعاليمه أقدس من نصوص التوراة !! وما استتبعه ذلك من تحريم لحلال وتحليل محارم، وكلنا يعلم وضع أوروبا بالعصور المظلمة عندما كان للكنيسة المسيحية سطوة وسلطة وحظوة أعلى من الملوك والحكومات وما شهدته تلك الحقبة من ظلام وجهل وتراجع لم يتوقف إلا بعد التخلص من سطوة وسيطرة الكنيسة.
والتاريخ الإسلامى به كثير من مراحل الاضمحلال بسبب سيطرة غلاة العلماء ودعواهم المناقضة لديننا السمح وسير العامة فى ركابهم بلا عناء فكر أو تبيان حقيقة.
بل أن البعض ذهبوا فى تطرفهم وغلوهم لاستخدام الدين كمخدر يسيطرون به على اتباعهم أولا ثم يوجهونهم الوجهة التى يبتغونها دون مراعاة مرضاة الله وسنة رسوله، ولنا فى تاريخ الحشاشين العظة إذا أردنا أن نعتبر ونعيد أمتنا الإسلامية إلى عصور ازدهارها وتوهجها بالعلم والعلماء بمختلف علوم الدنيا والتى تم ترجمة الكثير منها لعدة لغات ولازال ينهل منه الباحثون والراغبون فى العلم والتعلم النافع.
كذبة شم النسيم
وبعيداً عن الكلام السابق لكنه يتماس معه ببعض حوافه، نجد استخدام الدين للتوجيه بكل صغيرة وكبيرة واستجابة الكثيرين لتلك الأباطيل بلا علم أو حتى مجرد بحث عن حقيقة، وعلى غرار افتكاسة عدم تهنئة الأقباط بأعيادهم، تجد على محركات البحث حاليا أسئلة سطحية عن حرمة الاحتفال بشم النسيم، والأغرب بعض الإجابات التى تنم عن جهل فى الدين ومرض وغرض بالعقيدة.. وهنا أذكر ونحن أطفال بصعيد مصر الطيب بعض أدعياء الدين الذين تخصصوا فى تنغيص حياتنا بجهل أو عمد، كان يحرم الاحتفال بشم النسيم، وساق حجة دينية ليقنعنا برأيه المتطرف أن « اليهود والكفار عندما توفى نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام- خرجوا لشم النسيم شماتة وسعادة بموته، وللتدليل أكثر على صحة روايته أمام نظرات استنكار بعضنا -وأنا منهم- لتفسيره كان يتساءل مرتدياً ثوب الفائز الواثق من علمه وفتيه « بيحتفلوا به يوم الاثنين وهو يوم وفاة النبي! «، وأرجع لتلك الأيام لأتذكر الحسرة والنكد الذى أصاب كل من صدق هذا الكلام وهو يشاهد احتفال أقرانه ذهاباً للنيل والغوص فى أعماقه لغسل التعب والنصب ثم اللعب واللهو بأمور بسيطة لكنها كانت تخلق بهجة كبرى احتفالاً بشم النسيم.
وبعد قليل أدركنا أن الاحتفال بعيد الربيع عادة ولدت مصرية فرعونية قبل ميلاد النبى بحوالى 3500 سنة وحتى قبل ميلاد السيد المسيح بحوالى 2700 سنة، وترجع تسميتها للكلمة الفرعونية «شمو»، التى ترمز لبعث الحياة، معتقدين أن ذلك اليوم بداية خلق العالم ومنها انتقل لكل دول العالم، الكارثة أن كثيراً من الفتيان بل والرجال وبعد معرفتهم تلك الحقيقة التى تكذب دعوى الشيخ المدعى رفضوا الاحتفال بشم النسيم من باب الاحتياط وبعضهم أصر على قناعته بحرمته ليحرموا أنفسهم وأسرهم من متع الدنيا التى أحل الله وحرمها مدعى تدين عدو للحياة!!، الآن أدعو كل المصريين ونحن على أعتاب عيد الربيع، « فلتجهزوا أسلحتكم الغذائية الفتَاكة وعلى رأسها الفسيخ برائحته والرنجة بلذتها والبصل بانتعاشه ولتنطلقوا للحدائق والمتنزهات متمتعين بنعم الله عليكم شاكرين له طالبين منه المزيد، وليخسأ الخاسئون وليمت الحشاشون كمداً !!
الإنترنت وسواده
صدق أو لا تصدق محركات البحث بحجم المعلومات الدشليونية والصفحات المليارية والمواقع المليونية التى تقودنا إليها يمثل حوالى 16% فقط من المحتوى على شبكة الإنترنت!!،ويطلق عليه «الإنترنت السطحى» متضمناً ما يمكن فهرسته بمحركات البحث العادية مثل جوجل وياهو وبينج وغيرها، وقدرت بعض التقارير أن الإنترنت السطحى يتكون من حوالى 14 مليار صفحة، والباقى 84% مقسم داخل ما يسمى بالإنترنت العميق Deep Web وجزء منه يسمى الإنترنت المظلم DARK WEB والذى لا يمكن الوصول لمحتواه باستخدام محركات البحث المعروفة.
كل هذا غشى محركات البحث بعد الحادث المروع لقتل طفل شبرا الخيمة وتصوير عملية قتله ونزع أعضائه،لتكشف التحقيقات أن هذا الفيديو كان يتم تجهيزه لبيعه لمواقع الإنترنت المظلم بمقابل خيالي. والكارثة أن المتهم اعترف أنه فعل ذلك عدة مرات،إذن فنحن أمام نوع جديد من الجرائم المفزعة بفعل الإنترنت.
ولأن الإنترنت المظلم أو الأسود إذا صح التعبير يحتاج الوصول إليه أو مراقبة محتواه لمتخصصين، إذن نحن أمام كارثة تهدد مجتمعاتنا، وبدلاً مما كنا ننادى به بمراقبة المواقع التى يزورها أطفالنا وشبابنا، أصبحنا أمام موضوع شديد التعقيد لا أدرى التحرك المطلوب لمواجهته، لكن بالتأكيد عند المتخصصين ما يمكن أن يقدموه لنا، والتحرك العاجل العلمى الدقيق أصبح مطلبًا ملحًا لمحاولة تبسيط المعلومات والمصطلحات التى تخص الإنترنت الأسود وكيفية تفادى مخاطرها، وننتظر تحركًا عاجلًا من كافة الجهات المسئولة وعلى رأسها مجلس النواب والإعلام الوطنى وهيئات الاتصال لدرء المصيبة قبل تفحلها.
الأطباء والرقابة الغائبة !!
ساقتنى الظروف لعيادات الأطباء عدة مرات مؤخرًا، ووجدتنى أمام أحوال غريبة خاصة لدى المعروفين و»الشطار» منهم، بالطبع يواجه الجميع ربما مواقف أكثر لكن كل ملهى بمرضه، لن أتحدث عن التفاوت الكبير فى أسعار الكشف وغياب أى منطق أو قواعد تحكمها فطبيب عالم متمكن كشفه أقل من آخر متوسط العلم، وآخر يتقاضى مبلغًا خيالياً ومثله أوأقل عند إعادة الكشف، ولن أتحدث عن ساعات الانتظار بالعيادات ولا مواعيد الكشف التى يحدد بعد أشهر كفيلة بأن يكون المريض «مات وشبع موت» لكن أتوقف عند حالتين أقدمهما إلى نقابة الأطباء لعلنا نجد عندهم فكرة أو حل أو رقابة!!
الأولى طبيب عظام شهير وعالم فى تخصصه، دمث الخلق متواضع لكن عندما تدخل للكشف تجد معك حوالى عشر حالات أخرى ويستمع لكل حالة أمام المرضى نساء ورجال!،أين أسرار المريض وخصوصيته؟! وهل يستطيع المريض الفضفضة بكل ما لديه أمام الآخرين أم يمنعه الخجل من ذكر بعضها؟ وعندما تسأل عن السبب تكن الإجابة «حضرتك شايف عدد المرضى لازم ننجز «
الحالة الثانية بعيادة استشارى شهير بالمفاصل أيضًا، تدفع الكشف وعندما تطلب فاتورة أو ما يثبت ما دفعت يأتيك الرد « آسفين مش هينفع لأن المحاسب بتاعنا حذرنا من خطر الايصالات عشان الضرايب»!!،أليس هذا تهربًا صريحًا من حق الدولة؟! ليبقى التساؤل:- أين عيادات الأطباء من رقابة الدولة والنقابة ؟!
يا أهلى يا حبي
«عمرى ما أحب غير الأهلى، ولا فيه غيره يفرحنى» عبارة يرددها عشاق الفانلة الحمراء،ومن يعرف قيمة وقدر الأهلى يدرك صحة العبارة السابقة وصحة ما يردده الأهلاوية « الحمد لله على نعمة الأهلى «، فريق يدرك عشق جماهيره ويسعى بكل قوة لإسعادهم،علاقة فعلاً خاصة بين الأهلى وجمهوره الوحيد الذى لا يتوقف عن تشجيع فريقه حتى وهو خاسر، ولاعبين مهما كان لك عليهم ملاحظات لكنهم وبالبلدى « ياكلوا النجيلة علشان يفرحوا جمهورهم « والنتيجة أنك تقف أمام ناد هو الأعظم ليس بمصر ولا أفريقيا ولا الشرق الأوسط بل فى العالم كله، الأهلى فى حتة والأندية الأخرى وراءه بمسافة عشرات ومئات البطولات.
الأهلى ياسادة مدرسة فى الانتماء والإدارة وإعلاء القيم وإدراك قيمة الفانلة والشعار، كبير والكبير لا يلتفت أبدًا للصغار والصغائر،» دايمًا معاه ولآخر الكون، كله عشان الأهلى يهون « وأعتقد أن أى مصرى أو عربى مخلص عاقل محايد مهما كان الفريق الذى يشجعه، عليه أن يفخر أن ببلده ووطنه العربى فريقاً يعرفه العالم أجمع، وعليه الفخر بالأهلى وتشجيعه خاصة فى البطولات التى يصعب على أى فريق آخر منافسة الأهلى فيها ويعتبره سفيرًا لمصر وللعالم العربى أمام العالم.
«فحقًا الحمد لله على نعمة الأهلى وأكرم بها نعمة»
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة