طاهر قابيل
طاهر قابيل


أول سطر

الجبال المنقوشة ولوحة المجاعة

طاهر قابيل

الثلاثاء، 30 أبريل 2024 - 07:28 م

حباها الله بكل مقومات الجمال من صحراء ذهبية وخضرة ونيل وأشجار وبيوتها المبنية بطريقة «القبو» بألوانها الزاهية تحولت إلى ورش صغيرة ومطاعم وأماكن سياحية جذابة لتقديم الهدايا التراثية والملابس والطعام النوبى.

حكى شاعرنا المصرى القديم ما حدث منذ ملايين السنين فى لوحة »المجاعة الجرانيتية»  الشهيرة بجزيرة سهيل والتى كانت فى الأصل محجرا يستخرج منه الجرانيت الأسوانى ويقول الشاعر فى لوحته إن الملك زوسر رأى فى منامه أن مياه نهر النيل قلت وأن الجفاف عم وانتشرت المجاعة فقام بإرسال رسائل لطلب المساعدة من حاكم مصرالعليا وأمير النوبيين وأضاف الشاعر قائلا: »يا نيل يا قاتل الظمأ والجوع ومبعد اللهيب ويا سعادتنا الأبدية ونشوتنا الدائمة وسر حياتنا» ووصفت اللوحة الصخرية الشهيرة بالجزيرة وصفاً لشكل الحياة حين ينخفض النيل.

فى الماضى كانت جزيرة سهيل مكانا لرحلات الصيد والاستكشاف وينزل بها القادمون من الشمال والجنوب لما لها من مكانة دينية ومصدر للخير وحامية الجنوب وسجل جدودنا العديد من النقوش على صخورها فهى أكبر جزيرة فى جنوب غرب مدينة أسوان وتقع فى منتصف المسافة بين المدينة والسد العالى وسد أسوان وقديما كانت تسمى «ساتس» ومصدر للحصول على صخور الجرانيت المستخدمة فى بناء وتزيين المعابد وبها أقدم النقوش التى تعود لبداية حكم الملك منتوحتب الأول ومن عهد حتشبسوت وتحتمس الثالث وتروى اللوحة على أحد الصخور قصة استخراج 6 مسلات وقد عثر على لوحة المجاعة الشهيرة على قمة التل الشرقى  بالجزيرة وتم نقش اللوحة الجرانيتية فى عصر البطالمة ويقال إن أحداثها حدثت قبل ذلك بألفين وخمسمائة سنة وأنها ربما تكون غير حقيقية ومن وحى خيال الشاعر.  

البعض يطلق على سهيل ثانى أقدم جزر مدينة أسوان بعد الفنتين جزيرة الخلق وبها قرية سياحية ومتحف نوبى مفتوح وتقع عند الشلال الأول وبالقرب منها قرية غرب سهيل ونجع المحطة وجزيرة سالوجا ومدينة أسوان وقرية الكرور وخزان أسوان وقد شق بها الملك سنوسرت الثالث قناة فى صخور الشلال الأول لتسهيل الملاحة النهرية للسفن التجارية المتجهة إلى قلب القارة السمراء عن طريق نهر النيل وتقع بينها وبين نجع المحطة ثانى محمية طبيعية بأسوان بعد سالوجا وغزال كما سميت جزيرة سهيل بجزيرة الجبال المنقوشة فقد عثر على أحجارها ٢٩٧ نقشا فقديما كان كل حاكم يرسل نائبه إلى الجزيرة لاعتماد أوراقه ويقوم بالنقش على صخورها أعمال الملك وسيرته الذاتية  كما أنها كانت طريقا تجاريا بين مصر وإفريقيا واعتبرت جزيرة سهيل أقدم مركز توثيق  وأول دار للوثائق فى التاريخ..   وللحديث بقية.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة