رئيس مجلس النواب مايك جونسون
رئيس مجلس النواب مايك جونسون


وسط صراعات الجمهوريين.. مطالبات بالإطاحة برئيس مجلس النواب الأمريكي

سامح فواز

الأربعاء، 01 مايو 2024 - 09:45 م

في خضم الصراعات السياسية المحتدمة بين أعضاء الحزب الجمهوري في مجلس النواب الأمريكي، تصاعدت التوترات بين المتشددين واليمينيين المتطرفين، أطلقت ماجوري تايلور جرين، عضوة الكونجرس الجمهورية المتطرفة من ولاية جورجيا، تهديدًا بإزاحة مايك جونسون، رئيس مجلس النواب الجمهوري، من منصبه.

وفي بيان صادر عن حكيم جيفريز، زعيم الأقلية الديمقراطية، بالاشتراك مع قادة الحزب الآخرين، تعهد زعماء الديمقراطيين في مجلس النواب بأن جرين "لن تنجح" إذا بادرت بمحاولة إزاحة جونسون من رئاسة المجلس، إذ جاء هذا التصريح

وأشار البيان إلى النجاح الأخير لجونسون في إقرار حزمة المساعدات الخارجية على الرغم من معارضة اليمين المتطرف من صفوف الجمهوريين.

معركة حول مساعدات أوكرانيا

في الأسابيع الماضية، شهد مجلس النواب جدلاً حادًا حول مسألة تمويل المساعدات العسكرية لأوكرانيا في مواجهتها للجيش الروسي، فقد صوت المجلس في وقت سابق من هذا الشهر لإرسال أربع مشاريع قوانين للمساعدات الخارجية إلى مجلس الشيوخ، على الرغم من معارضة غالبية أعضاء الحزب الجمهوري لجزء تمويل أوكرانيا من الاقتراح. 

ووقع الرئيس جو بايدن في نهاية المطاف على حزمة المساعدات لتصبح قانونًا الأسبوع الماضي.

استمرار الخلافات الداخلية في الحزب الجمهوري 

في خضم هذه الأزمة، لا تزال الخلافات الداخلية تعصف بالحزب الجمهوري، حيث تواصل جرين ضغطها لإزاحة جونسون من منصبه. 

فقد صرحت جرين، التي تعتبر حليفة مقربة للرئيس السابق دونالد ترامب وطرحت نفسها لتكون مرشحته للرئاسة، بأنها ستواصل سعيها لإقالة جونسون من رئاسة المجلس.
على الرغم من دعم ترامب لجونسون، إلا أن جرين حشدت تأييدًا من بعض النواب اليمينيين المتشددين مثل توماس ماسي من كنتاكي وبول جوسار من أريزونا. ومع ذلك، أشارت كتلة "الحرية"، التي تضم أقصى اليمينيين في الحزب الجمهوري، إلى أنها لا تؤيد في الوقت الراهن أي محاولة لإزاحة جونسون.

وفي ردها على بيان القادة الديمقراطيين، أصدرت جرين بيانًا طويلًا ولاذعًا ضد جونسون، متهمةً إياه بأنه "رئيس مجلس النواب الديمقراطي رسميًا". 

واستخدمت جرين عمدًا المصطلح الخاطئ "ديمقراط" كصفة مسيئة للحزب الديمقراطي، كما هو متعارف عليه في أوساط اليمين المتطرف.

كما تساءلت جرين عن "الصفقة الخفية" التي أبرمها جونسون مع الديمقراطيين مقابل دعمهم له، مطالبةً إياه بالاستقالة والانضمام للحزب الديمقراطي. 

وأضافت بلهجة تهديد: "إذا أراد الديمقراطيون انتخابه رئيسًا (وبعض الجمهوريين يريدون دعم رئيس مجلس النواب الذي اختاره الديمقراطيون)، فسأمنحهم الفرصة للقيام بذلك".

نظريات المؤامرة اليمينية

في بيانها، لمحت جرين أيضًا إلى نظريات المؤامرة اليمينية المتطرفة حول "الدولة العميقة" أو "الحزب الموحد"، والتي تزعم وجود حكومة دائمة من العملاء والبيروقراطيين تعمل على إحباط اليمين الشعبوي.

وقالت جرين: "أنا مؤمنة كبيرة بالتصويت المسجل لأنه يسمح لكل أمريكي برؤية الحقيقة ويوفر الشفافية لتصويتنا، يستحق الأمريكيون رؤية الحزب الموحد في عرض كامل، أنا على وشك منحهم حفلة خروجهم!"

وتريد جرين إخضاع جونسون للمصير نفسه الذي واجهه سلفه، كيفن ماكارثي، الذي أصبح في أكتوبر أول رئيس لمجلس النواب يتم طرده من قبل حزبه. 

وفي مؤتمره الصحفي، أشار جونسون إلى الفوضى التي أعقبت رحيل ماكارثي في الخريف الماضي، عندما ناضل الجمهوريون في مجلس النواب لأسابيع لاختيار رئيس جديد، مما أدى إلى شلل تام للمجلس حتى انتخاب جونسون.

تحذيرات من تكرار الشلل البرلماني

وحذر جونسون قائلاً: "لقد رأينا ما حدث مع اقتراح شغور منصب الرئيس في المرة الأخيرة. تم إغلاق الكونجرس لمدة ثلاثة أسابيع. لا أحد يستطيع تحمل حدوث ذلك مرة أخرى". وأضاف: "نحن بحاجة إلى أشخاص جادين في أداء هذه المهمة هنا لمواصلة القيام بها وإنجازها. لذلك يجب علي أن أفعل ما أعتقد أنه صواب كل يوم وأترك البقية للقدر".

من خلال هذه التصريحات، يتضح أن الخلافات داخل الحزب الجمهوري لا تزال حادة، وأن مستقبل رئاسة مجلس النواب لا يزال معلقًا في ظل هذه الأزمة السياسية المتفاقمة.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة