الجمعة، 03 مايو 2024 - 06:56 ص

■ حوار: أحمد جمال

أكد د. أسامة الحديدي مدير الفتوى الإلكترونية بالأزهر الشريف، أن مصر تحتفل هذه الأيام بذكرى تحرير سيناء الحبيبة، والأزهر يحتفل بذكرى إنشاء وحدة لم الشمل.. وللتعرف على الدور الذي تقوم به  فى وحدة لم الشمل بمركز الفتوى ونتائجه.. التقينا بالدكتور أسامة الحديدي مدير المركز وكان لنا معه هذا الحوار:

◄ ما الملامح الرئيسية لمكانة أرض سيناء في الدين الإسلامي الحنيف؟

●● تحتفل مصر في الخامس والعشرين من شهر أبريل بعيد تحرير سيناء التي حظيت على مر التاريخ بمكانة مميزة، وبتشريف المولى- جل وعلا- لأرضها، فقد ذكرها القرآن الكريم فى أكثر من موضع، بل إن الله تعالى وصفها فى كتابه الكريم بأنها بقعة مباركة، قال تعالى: (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) وأقسم- سبحانه- بأخص ما تنتجه أرض سيناء الحبيبة من نعم، فقال تعالى: (وَالتِّينِ وَالزيتون وَطُورِ سِينِينَ).

ولم يذكر القرآن أرضًا مثل ما ذكر أرض سيناء، فقد ذكرت في القرآن صراحة تسعة وعشرين مرة، ولمَ لا؟ وبها جبل الطور الذي كلم الله عليه عبده ورسوله سيدنا موسى- عليه السلام-، وعلى رمالها سار أنبياء الله -عليهم السلام-، فقد مر منها لمصر سيدنا إبراهيم، وسيدنا يعقوب، والسيدة مريم وابنها عيسى- عليهم جميعًا السلام-.

◄ كيف يدعم الأزهر قضايا مصر الوطنية؟

●● وقف الأزهر دائمًا داعمًا لقضايا الأمة، وسدًّا منيعًا أمام كل ما يهدد استقرار الوطن وسلامته، فانطلاقًا من مكانته المرموقة، وتعلق قلوب الملايين بعلمائه، ومنهجه الوسطي، قام الأزهر الشريف بدور فعال فى دعم قضايا الأمة، ومن موقفه التي لا تُعد ما حدث إبان الحملة الفرنسية حين خرجت من أروقة الأزهر الشريف ثورات التحرير والتصدي للمحتل الفرنسي، فكانت ثورة القاهرة الأولى والثانية، ثم كان الموقف التاريخي لعلمائه وطلابه في ثورة 1919م، عندما تكاتف قطبا الأمة المصرية، مسلمون ومسيحيون، ضد المحتل الإنجليزي، وخطب شيوخ الأزهر على منابر الوعي والفكر يعظون ويحضُّون على التكاتف فى وجه الاحتلال.

◄ اقرأ أيضًا | فى الدليل الدينى للتوعية الأسرية| حقوق مشتركة بين الزوجين ورسائل للتربية الإيجابية

◄ وحدة الصف ضد التطرف والإرهاب
وفي التاريخ القريب عندما اندلعت أحداث 25 يناير 2011م، وما تلاها من وقائع جسام، سارع الأزهر الشريف بإصدار بيانات تدعو لوحدة الصف، وأخرى يصدح فيها بكلمة الحق ليجمع شمل أبناء الوطن الواحد والأمة كلها ويتصدي لدعوات الفرقة والانقسام.

مؤكداً عندما نشأت تيارات التطرف والإرهاب وقف الأزهر وعلماؤه ضد هذه التيارات الهدامة، يوعون شباب الأمة، ويواجهون ظلام الفكر بنور العلم والوسطية، بعيدًا عن أي غلو أو تشدد، من شأنه أن يهدم ولا يبني.

كما أوفد علماءه لمساندة شعب سيناء فى الحرب ضد تيارات الإرهاب التي اغتالت من أبناء الوطن عامّة ومن أبناء سيناء خاصّة في تفجير مسجد الروضة، كما شارك أعضاء مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بشكل شبه دائم أبناء شعب سيناء آمالهم وطموحهم، وقدّموا الدعم العلمي والفكري وساندوهم من خلال زيارات ميدانية توعوية وحملات فكرية مكثفة، كما أطلق المركز عددًا من الحملات الإلكترونية لدعم أهل سيناء منها حملة «سيناء أرض مقدسة» و «أرض الفيروز» و «سيناء أرض السلام».

◄ القضية الفلسطنية
ولا يخفى دور الأزهر الشريف المشرف فى دعم القضية الفلسطينية، فقد عقد الأزهر مؤتمره الدولي للقدس عام 2018م، الذي حضره لفيف من قادة الأطياف والأديان حول العالم نصرة للقضية الفلسطينية العادلة، وفى الأحداث الأخيرة كان ولايزال الأزهر الشريف هو المنبر الداعم للقضية الفلسطينية، الذي يصدح بكلمات الحق والعدل، ونصرة المظلوم، وفى هذا الصدد أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بمشيخة الأزهر الشريف، بيانات قوية تدعم القضية الفلسطينية، وتُوعّي بها، وتفضح مزاعم المحتل والصهيونية العالمية.

• الأمن القومي والمجتمعي

● ما الدور المجتمعي لوحدة لم الشمل؟

●● الأمن المجتمعي لا ينفصل عن الأمن القومى، والأمن المجتمعي هو أحد بل أهم ركائز الأمن القومي، فإذا ما أراد أحد أن يدمر شعبًا دون شن حرب عليه عمل على تدميره أخلاقيًّا وأسريًّا، عن طريق تدمير النشء والشباب وهدم القدوات.

فإذا ما استطاع تدمير الأسرة، وهي إحدى لبنات بناء المجتمع، استطاع أن يقوض الوطن كله، وأمنه القومي، وانطلاقًا من دور الأزهر المجتمعي والدعوي بادر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بإنشاء وحدة لم الشمل التي نحتفل فى شهر أبريل لهذا العام بمرور ست سنوات على تأسيسها، ومنذ بدء عملها نجحت في رأب صدع عشرات الآلاف من الأسر المصرية، فقد نجحت فى التدخل فىما يقرب من 150.000حالة نزاع أسري منذ انطلاقها وحتى الآن.

وانبثق عن وحدة لم الشمل برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية الذي استهدف ما يقرب من ثمانية مليون مصري حين جاب ربوع مصرنا المحروسة؛ للتوعية والعمل على الاستقرار المجتمعي، وكان لسيناء من أعماله وندواته نصيبٌ وافرٌ فى الجامعات والمدارس والمعاهد.

وحتى تكتمل منظومة التوعية، والحد من ظاهرةِ الطلاق، انبثق أيضًا عن وحدة لم الشمل البرنامج التأهيلي للمقبلين على الزواج، والذي حقق نجاحًا ملموسًا فى توعية المقبلين على الزواج أو المتزوجين بالفعل.

وكل ذلك من شأنه المحافظة على الاستقرار المجتمعي، الذي بدوره يؤدي إلى الأمن المجتمعي الذي ينعكس على المحافظة على الأمن القومي، ويدعمه بلا شك.

◄ ما مدى تأثير المشكلات الاجتماعية على تماسك المجتمع واستقراره؟

●● من أخطر المشاكل التي تواجه أي أمة هي المشاكل المجتمعية والعامة، وكل مجتمع له مشاكله الخاصة، ونحن في مجتمعنا الإسلامي نواجه الكثير من المشاكل، على سبيل المثال كثرة حالات الطلاق، أو التفكك الأسري، كذلك ما يُحاك من مخططات لضرب منظومة القيم والأخلاق، وضياع عدد من مقوّمات الهوية ووذوبان معالمها.

وتعد إشكالية التفكك الأسري من أكبر المشاكل، لما ينشأ عنها من مشكلات وأمراض مجتمعية متنوعة ومؤثرة فى استقرار المجتمع وأمنه وسلامه.

• 29 محافظة

◄ كيف يمكن التواصل مع وحدة لم الشمل؟
●● وللراغبين فى التواصل المباشر مع وحدة «لم الشمل» يمكنكم الاتصال على هاتف رقم: 19906 من الأحد إلى الخميس فى أوقات العمل الرسمية بسعر المكالمة العادية.

◄ التسجيل على بوابة الأزهر الإلكترونية

زيارة المقر الرئيسي بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية- مشيخة الأزهر الشريف، بالدراسة طريق صلاح سالم- القاهرة، من الأحد إلى الخميس من الثامنة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا.

️كما يمكن زيارة مقرات الوحدة في المحافظات المختلفة من السبت إلى الخميس من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثانية ظهرًا أيام العمل الرسمية.