كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الأعياد ومقاومة النكد!

كرم جبر

الإثنين، 06 مايو 2024 - 06:58 م

احتفالات المصريين بالأعياد هذا العام أخذت شكلاً شعبياً جميلاً، فى زينات الكنائس، ووفود المهنئين بعيد القيامة المجيد، وفى البهجة فى الحدائق والأماكن العامة فى شم النسيم، ورغبة الناس فى "مقاومة النكد".


وعكست الفرحة فى الكنائس شعوراً طيباً لم يكن ممكناً الوصول إليه إلا بعد الإحساس بالطمأنينة والارتياح وعدالة الدولة فى التعامل مع الجميع بالهوية الوطنية وليس على أساس دينى، وترك الناس خلف ظهورهم موروثات وفتاوى متطرفة إلى رحابة التعايش المشترك والإحساس بالانتماء.
ويحرص الرئيس دائماً على تعزيز مفهوم الهوية الوطنية فى خطابه السياسى وتوجيهات وقرارات الدولة على قاعدة رضاء المصريين جميعاً، مسلمين وأقباطاً أن تكون علاقتهم على قاعدة المواطنة والمساواة، وعندما حاول الإخوان اللعب فى الهوية الدينية تصدى لهم عقلاء الأمة  فخاب سعيهم فى افتعال معارك تشق وحدة عنصرى الأمة.


وأكرر دائماً جملة للرئيس فى إحدى خطبه، حين قال: "اللى ينظر للكنيسة نظرة مش مضبوطة عليه أن يراجع إيمانه"، وهو مفهوم راقٍ وعميق ويبلور الفهم الصحيح للإسلام ومظلته الوارفة التى تحترم جميع أصحاب الديانات السماوية بعيداً عن فتاوى النكد التى تعكر صفو الحياة بين أبناء وطن واحد.
وهى بداية حقيقية للدولة الجديدة التى ترسخ مبدأ "العدالة القانونية"، وصولاً إلى عصر ذهبى للوحدة الوطنية يحمى مصر من الفتن، ويصون وحدة شعبها، وينبذ أسباب الفرقة والتشرذم، ويرفع مناعة المجتمع ومتانة النسيج الاجتماعى.


دولة جديدة تعلى شأن المساواة فى الحقوق والواجبات دون النظر إلى الديانة، وإقرار مبدأ العدالة القانونية لحسم المشاكل التى قد تنشأ دون النظر إلى ديانة مرتكبيها فقوة الدولة فى حكمتها وقدرتها على الحفاظ على نسيج المجتمع، والتدخل بحسم لعلاج المشاكل أولاً بأول، وإشعار الجميع بعدالتها ووقوفها على قدم المساواة مع مواطنيها.


دولة جديدة رسالتها هى التآخى والمحبة والسلام، وأن مصر هى الأرض الدافئة التى تحتضن وتحتوى الجميع فى عباءتها الوطنية لتعميق الانتماء. والانتماء لا يقوى إلا بتأصيل العدالة بين المواطنين جميعاً. والعدالة قوامها أن تقف الدولة على مسافة واحدة من الجميع، والمسافة الواحدة تقتضى التخلص من كل صور الطائفية والعنصرية، وتعميم الإحساس بأن الوطن احتواء لا يفرق ولا يميز فيشعر الجميع بالارتياح.
هكذا هى مصر، تقوى ويشتد ساعدها، وتحصن نفسها ضد كل ما ينال من وحدة شعبها. وهذا هو سرها الذى يحفظها فى أوقات المحن والأزمات. وعندما تعرض الأقباط للمحن فى عام حكم الإخوان لجأوا إلى الاحتماء بأحضان الوطن وليس الخارج، إدراكاً بأن تدخل الغرب فى قضيتهم يأتى من باب المزايدة وأوراق سياسية للضغط على مصر.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة