صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


معبر رفح.. شريان حياة لأهالي قطاع غزة

عبدالسميع الدردير

الإثنين، 06 مايو 2024 - 11:05 م

تختلف طبيعة معبر رفح الحدودي بين مصر وفلسطين المحتلة عن أى معبر برى فى العالم، بينما يقع الجانب الفلسطينى من المعبر عمليا تحت سلطة الاحتلال الاسرائيلي وهو ما يتطلب من الجانب المصرى التنسيق مع المتحكم الفعلى فى المعبر لإدخال المساعدات الإنسانية لسكان القطاع المنكوبين جراء العدوان الصهيونى الغاشم.

يعد معبر رفح أحد معبرين للقطاع، يسيطر على أحدهما فى الشمال (معبر بيت حانون) الكيان الصهيوني، في حين تراقب قوات الاحتلال أنشطة معبر رفح من خلال قاعدة كرم أبوسالم العسكرية على الحدود بين مصر وقطاع غزة وباقى الأراضى الفلسطينية المحتلة.

ومنذ الحصار الذى فرضه الاحتلال على قطاع غزة منذ فوز حركة حماس بالانتخابات عام ٢٠٠٧، أصبح معبر رفح الحدودى مع مصر شريان الحياة لنحو ٢٫٣ مليون فلسطينى فى القطاع.

وبعد عملية طوفان الأقصى التى شنتها حركة حماس، لم يستثن الاحتلال شريان الحياة الوحيد لسكان غزة، وخلال ٧٢ ساعة من أحداث السابع من أكتوبر استهدفت المقاتلات الإسرائيلية الجانب الفلسطينى من المعبر بثلاث غارات حتى لا يعد صالحا لإدخال المساعدات من الجانب المصرى، ما أدى إلى تكدس آلاف الشاحنات على الجانب المصري انتظارا للدخول إلى غزة.

◄ اقرأ أيضًا | القبائل العربية تُحذر من خطورة جيش الإحتلال على اجتياح منطقة رفح الفلسطينية ترفض الهمجية

ورغم ذلك سابقت مصر الزمن لترميم ما دمرته آلة الحرب الصهيونية من طرقات على الجانب الفلسطينى تمهيدا لإدخال المساعدات، حتى عبرت أول قافلة مساعدات إلى القطاع فى ٢١ اكتوبر لتواجه المساعدات بعدها المزيد من العراقيل التى وضعها الاحتلال الصهيونى للحيلولة دون إنفاذ المزيد من المساعدات الإنسانية للقطاع.

وتحركت مصر، على جميع المستويات، منذ بداية العدوان الإسرائيلى، وسقوط آلاف الشهداء وتدمير البنية التحتية للقطاع، لضمان إنفاذ المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين المنكوبين، وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى اتصال مع رئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك فى ١٢ اكتوبر على ضرورة ضمان انتظام المساعدات الإنسانية والإغاثية للفلسطينيين فى قطاع غزة، وهو ما توافق عليه الجانبان، ثم توالت الاتصالات الثنائية ومتعددة الأطراف على كافة المستويات.

وفى ذات اليوم أطلقت مصر نداء إلى جميع دول العالم والمنظمات الإقليمية والدولية الراغبة في تقديم مساعدات إنسانية للشعب الفلسطينى، وأعلنت تخصيص مطار العريش القريب من معبر رفح لاستقبال المساعدات الإنسانية الدولية حتى يتسنى انفاذها للقطاع من خلال المعبر.

وتصدت مصر بالتوازى لوابل من شائعات ماكينة الدعاية المغرضة التى تزعم إغلاق مصر معبر رفح، وأكدت أن المعبر مفتوح للعمل ولم يتم إغلاقه فى أى مرحلة منذ بدء الأزمة الراهنة، كما استدعت مصر مسئولين دوليين لزيارة المعبر ولبت مطالب جميع المؤسسات الدولية الإنسانية وسهلت مهام كافة البعثات الإعلامية اقليميا ودوليا للوقوف على حقيقة الوضع من أمام معبر رفح على الجانب المصرى.

وفى نهاية مارس الماضى، عقد السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش مؤتمرا صحفيا من أمام معبر رفح، وأعلن استمرار عمل المنظمة الدولية مع مصر لضمان تدافع المساعدات إلى غزة، وأشاد جوتيريش بـالدعم الكامل الذى تقدمه مصر لسكان قطاع غزة، وأعرب عن أسفه جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل ضد سكان القطاع خلال شهر رمضان.. وقال: الكثير من سكان غزة لم يعد بمقدرتهم الإعداد لوجبة الإفطار.

وسبق زيارة السكرتير العام للأمم المتحدة العديد من المسئولين الدوليين إلى معبر رفح.. فى ديسمبر الماضى، نسقت بعثتا مصر والإمارات بالامم المتحدة زيارة لوفد من أعضاء مجلس الأمن الدولى للوقوف على حقيقة الاوضاع فى معبر رفح وآلية إنفاذ المساعدات إلى غزة، بينما المعوقات المفروضة من الجانب الإسرائيلى أدت إلى تكدس آلاف شاحنات المساعدات وتعطيل دخولها إلى القطاع.

ورغم الجهود التى بذلتها مصر ضد استخدام الكيان الصهيونى سلاح التجويع ضد الفلسطينيين فى قطاع غزة، دفعت شائعات إغلاق المعبر الرئيس عبدالفتاح السيسى يناير الماضى للتصريح بقوله: «اتقال كلام كتير على أن مصر هى السبب فى غلق معبر رفح.. هقول كلمة صعبة.. أنا هروح من ربنا فين؟ّ!.. ولو أنا السبب فى منع دخول لقمة عيش لغزة.. اروح من ربنا فين؟!..

معبر رفح مفتوح على مدار 24 ساعة فى 7 أيام فى 30 يوم.. الإجراءات اللى بتم من الجانب الآخر «إسرائيل» علشان نقدر ندخل الحاجة هى السبب.. وده شكل من أشكال الضغط اللى بيمارسه الجانب الإسرائيلى على القطاع».

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة