محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

أمريكا وإسرائيل.. والهدنة «٢»

محمد بركات

الأربعاء، 08 مايو 2024 - 07:47 م

هناك ملاحظة اساسية تستحق الالتفات إليها ووضعها موضع الاعتبار فى ظل الضجة المثارة حاليا، حول العقبات المستمرة التى تضعها إسرائيل لعرقلة المحاولات للتوصل لتوافق على هدنة مؤقتة أو شاملة للحرب على غزة.

هذه الملاحظة تنصب على دور الولايات المتحدة الأمريكية فى هذه القضية، ومواقفها المعلنة وغير المعلنة تجاه السلوك الإسرائيلى فيها، وفى غيرها مما يتصل ويتفرع عن القضية الفلسطينية بصفة خاصة والصراع العربى الإسرائيلى على وجه العموم.

وفى هذه القضية لا مبالغة فى القول على الإطلاق بأن الولايات المتحدة الأمريكية هى صاحبة القول الفصل، فى توقف أو استمرار إسرائيل، فى عدوانها الوحشى واللاإنسانى على الشعب الفلسطينى.

وإنها بحكم الواقع والحقيقة تستطيع إن أرادت بصدق وجدية، وقف المذابح والمجازر الإسرائيلية الدائرة دون توقف طوال الشهور السبعة.

ودون مبالغة أيضاً نستطيع القول إنه بات واضحاً لنا ولكل دول العالم شرقه وغربه، أن الولايات المتحدة هى التى أعطت إسرائيل الضوء الأخضر، لإطلاق حربها الغاشمة على قطاع غزة،...، وأنها هى التى رفضت ولاتزال ترفض إصدار قرار من مجلس الأمن الدولى لوقف إطلاق النار، وانها استخدمت «الڤيتو» لوأد كل المحاولات التى جرت لإصدار هذا القرار.

ليس هذا فقط، بل قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل كل ما تحتاجه من اسلحة، وكل ما يلزم من وسائل الدمار الشامل، لاستخدامها فى حرب الإبادة والتدمير الإسرائيلية على قطاع غزة.

كما قدمت وتقدم لها وفوراً كل الدعم المالى الذى يمكن أن تحتاجه للقيام بالمذابح وحرب الإبادة، والأكثر من ذلك انها شاركت فى مجالس الحرب الإسرائيلية، التى اعدت وخططت للحرب واشرفت عليها.

وفى ظل ذلك دارت وتدور رحى الحرب والعدوان الإسرائيلى الغاشم واللاإنسانى على الشعب الفلسطينى، وتتم عمليات القصف والدمار والقتل للنساء والاطفال والشيوخ، على مرأى ومسمع ومتابعة من أعين وآذان العالم كله والولايات المتحدة على وجه الخصوص دون أن تحرك ساكنا، أو تتحرك لوقف المذابح وتوقف حرب الإبادة، والمحاولات الواضحة لتصفية القضية الفلسطينية.

كل ذلك يدفعنا للقول بوضوح إن الولايات المتحدة هى مربط الفرس، وهى التى تملك لو أرادت وقف الجنون الإسرائيلى، وتوقف الحرب ووقف عمليات القتل والهدم والدمار الذى تقوم به إسرائيل.

وكل ذلك يدفعنا إلى القول بأن الضرورة تقتضى تحركاً جمعياً عربياً إسلامياً ودولياً للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية بكل الوسائل المتاحة، وعلى رأسها لغة المصالح التى تربط العالم العربى بالولايات المتحدة، لتحفيزها للقيام بدورها لوقف العدوان، ودفع إسرائيل للتوقف عن وضع العراقيل أمام المحاولات الجارية للتوصل إلى هدنة شاملة أو مؤقتة لوقف الحرب.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة