ليلى مراد
ليلى مراد


«عين الحسود» تطارد قيثارة الغناء !

الأخبار

الأربعاء، 08 مايو 2024 - 08:26 م

من كثرة المواقف الغريبة المريبة التى تتجاوز حدود العقل والمنطق  التى تعرضت لها فى حياتى ، أصبحت على يقين تام بأننى مصابة بعين الحسد ، وأننى من الشخصيات التى يسهل اختراقها بعين الحسود ! 
وللتدليل على ما أقول استدعى بعضاً من هذه المواقف التى أصُبت فيها بعين الحسود ، ففى حياتى ليلة لن أنساها ما حييت ، عندما دُعيت لإحياء حفلة زفاف كريمة أحد الكبراء ، وسمعت زميلة تقول لمتعهد حفلات « ليلى بنت مراد حظها ضارب فى السما » ، وقبل أن أذهب لإحياء الفرح بساعة ، أخذ والدى يتلوى من الألم فجأة ودون مقدماتٍ ، كان بيتكلم معى وهو زى الفل ، طلبت الطبيب وقررت أن أبقى بجواره لأعتنى به لحين وصول الدكتور، لكن أبى أصر على أن أذهب لإحياء الفرح قائلاً : «إيه ذنب أصحاب الفرح ، نقلب فرحهم ليه محزنة بسببی ، اذهبی يا ليلى واتركينى فى رحمة الله ورعاية الطبيب»، اتحركت من البيت فى طريقى لمكان الفرح عندما حضر الطبيب وأنا فى غاية الهم والنكد والقلق ، وكنت أرتدی ثوباً جميلاً من صنع باريس، وأحلى عقدٍ رائع تتوسطه ماسة براقة ، وأخذت أغنى وأنا أرسم على وجهى ابتسامة ترضى العروس والعريس وحضور الفرح السعيد ، بينما كان قلبى يتقطع على والدى المسجى على فراش المرض ، وصفق الحضور إعجاباً وسمعت إحداهن تقول لمن تجلس بجوارها وهى تنظر نحوى:   «مين  زيها .. جمال .. ومال .. وشهرة» ، وهنا أحسست بعين الحسود «تلبش» كل جسمى  وتزيد من قلقى على والدى وأنا بعيدة عنه ولا أعرف ما أصبح عليه !!


 وعملت معى عين الحسود مرة أخرى عندما ذهبت إلى الإستديو وكنت أرتدى فستاناً أعده بيت من بيوت الأزياء الباريسية خصيصاً للفيلم الذى أقوم ببطولته ، نزلت من السيارة  واتجهت لمكتب مدير الإنتاج لأتناول فنجاناً من القهوة ، انتظاراً لتصوير مشاهدى فى الفيلم ، ودخلت علينا زميلة مسلطة عينيها على الفستان، وفوجئت بها تقول: « إيه ده كله .. طبعا يا ست » ، ودخل لحظتها الساعى يحمل القهوة ، تناولت الفنجان ، وعندما استدار الساعى لينصرف اصطدمت قدمه بمقعد بجوارى وتطايرت أكواب الماء وفناجين القهوة ، وزجاجات المياه الغازية واستقر فنجان قهوة على فستانى ، ولحق به الفنجان الذى كان بيدى وغرق الفستان بالقهوة وعين الحسود الملعونة! 
وعملت معى عين الحسود مرة أخرى عندما تعطلت سيارتى الجديدة عندما امتدحها مساعد مخرج وأشاد بلونها المتميز، واضطررت إلى ركوب تاكسى للعودة لمنزلى ، وقبل نزولى من التاكسى أعطيت السائق ورقة من فئة العشرة جنيهات ، فنزل للبحث عن « فكة » وعاد بباقى الأجرة التى وضعتها فى حقيبة يدى ونزلت من التاكسى لشراء بعض متطلباتى ، وحين مددت يدى فى حقيبتى لم أجد بقية العشرة جنيهات ، أین نقودی ؟ هل سُرقت ؟ هل ضاعت ؟ وكيف تضيع ؟ ، وإلى هذا الحد تتسبب عين الحسود فى تعطيل سيارتى الجديدة وضياع نقودى ؟ 
و يا حاسدين الناس.. كفانا الله شركم !
ليلى مراد 
الكواكب - 3 مايو 1955

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة