خيام النازحين الفلسطينيين تملأء مدينة رفح الفلسطينة
خيام النازحين الفلسطينيين تملأء مدينة رفح الفلسطينة


«رفح الفلسطينية» كابوس يواجه إسرائيل.. شبح العقوبات الأوروبية والأمريكية يلاحق تل أبيب

عبدالله علي عسكر

الخميس، 09 مايو 2024 - 05:11 ص

بالتزامن مع العقاب الأمريكي لدولة الاحتلال بوقف شحنات أسلحة موجهة إليها بسب إصراها على اجتياح مدينة رفح الفلسطينية رغم كل مطالب المجتمع الدولي بوقف إطلاق النار، يلوح تهديد أوروربي بتمرير عقوبات لأول مرة ضد الدولة العبرية.

 

دعم يتحول لعزلة

 

وعندما أعلنت إسرائيل الحرب على غزة في أكتوبر الماضي، وقفت موحدة في الداخل وحظيت بدعم واسع من دول أوربية وغيرها وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد ستة أشهر وجدت إسرائيل نفسها في مكان مختلف تماما غارقة في غزة، منقسمة داخليا، معزولة دوليا، وعلى خلاف متزايد مع أقرب حلفائها.

وقال أندرو ميتشل، نائب وزير الخارجية البريطاني، الثلاثاء الماضي، "إن الهجوم العسكري الإسرائيلي على مدينة رفح من شأنه أن ينتهك القانون الإنساني الدولي ولن يؤدي إلى القضاء على حركة حماس"، لكنه أحجم عن توضيح أي عواقب مخطط لها من قبل بريطانيا في حالة الاجتياح الكامل للمدينة الواقعة جنوب قطاع غزة، وفق "الجارديان" البريطانية.

 

محاولات للضغط


ويهدف الخط الأوروبي الذي تم الاتفاق عليه مع الولايات المتحدة إلى الضغط على حكومة الاحتلال حتى تقبل نسخة من اتفاق السلام المكون من ثلاث مراحل الذي تبنته حماس، وقالت المملكة المتحدة "إن هدفها هو تأمين وقف دائم ومستدام لإطلاق النار، وإزاحة حماس عن الحكم المستقبلي في غزة".

وأكد بيان نائب وزير الخارجية البريطاني أن إسرائيل لم تقدم أي خطة ذات مصداقية لاجتياح رفح في جنوب غزة والتي تتوافق مع القانون الإنساني الدولي، لكنه ذهب إلى أبعد من ذلك عندما قال إن مثل هذا الغزو قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تقوية حماس، وليس إضعافها، وهو البيان الذي جاء في أعقاب بيان مماثل أصدرته وزارة الخارجية الفرنسية الاثنين الماضي.

 

عقوبات أوروبية


وفي ناحية أوربية أخرى، قال منسق الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل: "لقد استؤنف الهجوم على رفح، على الرغم من كل مطالب المجتمع الدولي والولايات المتحدة والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وجميع الذين طلبوا من بوريل أن يؤيد عدم هجوم نتنياهو على رفح الفلسطينية.

 

وأضاف بوريل: "على الرغم من التحذيرات والطلبات، بدأ الهجوم ليلاً، وأخشى أن يؤدي هذا إلى مقتل العديد من المدنيين مرة أخرى، مهما قالوا لأنه لا توجد مناطق آمنة في غزة، هناك 600 ألف طفل في غزة معرضون للخطر"، مشددا على أنه لا يزال يعمل على اقتراح لتمرير عقوبات أو تقييد اتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.

 

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء الماضي إلى إعادة فتح المعابر إلى غزة على الفور للسماح بدخول المساعدات الأساسية، وحث إسرائيل على وقف أي تصعيد بعد أن أرسلت دبابات إلى رفح، مضيفا أن الأمور تسير في الاتجاه الخاطئ، وإنني أشعر بالانزعاج والحزن بسبب تجدد النشاط العسكري في رفح من قبل الجيش الإسرائيلي".

 

 بلجيكا تحشد ضد إسرائيل

 

وتسعى بلجيكا إلى حشد دول أوروبية لفرض عقوبات تجارية جديدة على إسرائيل، حيث قال رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو في مقابلة مع "Het Laatste Nieuws"، إنه يضغط من أجل قيام الاتحاد الأوروبي بفرض حظر على المنتجات الإسرائيلية، متسائلا "هل يمكننا الآن ببساطة الاستمرار مع إسرائيل كشريك تجاري؟ لا أعتقد ذلك".

وقال رئيس الوزراء البلجيكي، "إنه يعمل مع دول أوروبية أخرى “منذ أسابيع” بشأن العقوبات، وطلب من منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل النظر في ما إذا كانت إسرائيل قد انتهكت اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي".

عقوبات أمريكية 


وفي خطوة غير مسبوقة من شأنها أن تهز العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية، هدد الرئيس جو بايدن، لأول مرة، صراحة بوقف جميع شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل، إذا قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شن غزو واسع النطاق على مدينة رفح الفلسطينية، وذلك في مقابلة حصرية مع شبكة CNN.

جاءت تصريحات بايدن، في مقابلة حصرية مع شبكة CNN، بعد أيام فقط من توقيف واشنطن مؤقتًا لشحنة من القنابل الثقيلة إلى تل أبيب، معترفًا بأن القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل، استخدمت في استهداف المدنيين بغزة، إضافة إلى غيرها من الطرق التي يستهدفون بها المراكز السكانية.

وأضاف بايدن: "لقد أوضحت أنه إذا ذهبوا الإسرائيليين إلى رفح الفلسطينية، فلن أزودهم بالأسلحة التي تستخدم للتعامل مع رفح الفلسطينية والمدن، وواشنطن لن تدعم أي عمليات عسكرية إسرائيلية تستهدف المراكز السكانية الفلسطينية"، مضيفا "أنه أبلغ القادة الإسرائيليين بشكل واضح أنهم لن يحصلوا على دعمنا إذا توغلوا في المراكز السكانية".


 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة