الرئيس الأمريكي جو بايدن - أرشيفية
الرئيس الأمريكي جو بايدن - أرشيفية


بين القلق والغضب.. إسرائيل ترد على تهديدات بايدن

سامح فواز

الخميس، 09 مايو 2024 - 05:41 م

في خضم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ أكثر من 216 يومًا، هدد الرئيس الأمريكي جو بايدن بوقف إمدادات الأسلحة لإسرائيل في حال شنت هجومًا واسعًا على مدينة رفح الفلسطينية حيث يأوي إليها أكثر من مليون ونصف نازح فلسطيني، هذا التهديد غير المسبوق من واشنطن أثار ردود فعل متباينة في إسرائيل بين القلق والغضب الشديد.

 

تصريحات بايدن الجدلية

جاءت تصريحات بايدن، في مقابلة حصرية مع شبكة CNN، بعد أيام فقط من توقيف واشنطن مؤقتًا لشحنة من القنابل الثقيلة إلى تل أبيب، معترفًا بأن القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل، استخدمت في استهداف المدنيين بغزة، إضافة إلى غيرها من الطرق التي يستهدفون بها المراكز السكانية.

وأضاف بايدن: "لقد أوضحت أنه إذا ذهبوا –الإسرائيليين- إلى رفح الفلسطينية، فلن أزودهم بالأسلحة التي استخدمت تاريخيًا للتعامل مع رفح الفلسطينية، للتعامل مع المدن".

 

جدل محتدم حول تهديد بايدن

أعرب المسؤولون الإسرائيليون رفيعو المستوى عن قلقهم البالغ إزاء تصريحات بايدن، والتي وصفها السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان بأنها "قرار مخيب للآمال للغاية وحتى محبط"، إذ في حديث للقناة "القناة 12" الإسرائيلية، لمح الدبلوماسي الإسرائيلي إلى أن هذا القرار الأمريكي قد جاء نتيجة للضغوط التي يتعرض لها بايدن من قبل أعضاء الكونجرس والاحتجاجات المناهضة للحرب في الجامعات الأمريكية.

من جانبه، اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس الرئيس الأمريكي بشكل غير مباشر بالرضوخ للضغوط الداخلية، حيث قال في تغريدة له على موقع "X" (تويتر سابقًا) ردًا على تهديد بايدن: "ستواصل إسرائيل قتالها ضد حماس حتى دحرها. لا توجد حرب عادلة مثل هذه الحرب". 

 

رد فعل غاضب من اليمين المتطرف

في المقابل، لم يخفِ أعضاء الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة غضبهم الشديد تجاه تهديد بايدن، الذي اعتبروه تدخلًا سافرًا في شؤون إسرائيل الداخلية. فقد وصف وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير، الذي ينتمي إلى أقصى اليمين، التهديد الأمريكي بأن "بايدن يحب حماس" في تغريدة قصيرة لكنها لاذعة على "X".

أما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، زعيم الحزب القومي الديني المتطرف، فقد اتهم بايدن بشكل صريح بـ "فرض حصار على الأسلحة" على إسرائيل، قائلًا في سلسلة تغريدات على "X": "سنحقق النصر الكامل في هذه الحرب على الرغم من معارضة الرئيس بايدن".

وأضاف: "ببساطة ليس لدينا خيار آخر، لأن هذه الحرب وجودية، وأي شيء آخر غير النصر الكامل سيعرض وجود الدولة اليهودية للخطر".

 

الرئيس الإسرائيلي يحاول تهدئة الأجواء

في محاولة لتهدئة الأجواء المشحونة، سارع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى إشادته ببايدن واصفًا إياه بأنه "صديق كبير لدولة إسرائيل"، داعيا جميع الأطراف إلى "تجنب التصريحات والتغريدات غير المسؤولة والمسيئة التي تضر بالأمن القومي ومصالح دولة إسرائيل"، في إشارة ضمنية إلى انتقادات الوزراء اليمينيين المتطرفين لبايدن.

 

مخاوف عسكرية إسرائيلية

إلى جانب ردود الفعل السياسية الحادة، أثارت تصريحات بايدن قلقًا بالغًا بين صفوف الخبراء العسكريين الإسرائيليين، إذ عبر كوبي ميخائيل، الباحث البارز في معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، في تصريحاته لشبكة أن بي سي نيو الأمريكية، عن صعوبته في فهم نهج الرئيس الأمريكي، متسائلًا: "هل يُسمح لإسرائيل بالدفاع عن نفسها فقط من خلال اعتراض الصواريخ والقذائف باستخدام منظومات القبة الحديدية والصواريخ المضادة، ولكن لا يُسمح لها بالدفاع عن نفسها عن طريق مهاجمة مصادر ومنابع الإرهاب في غزة وأماكن أخرى؟"

وفي تصريحات صحيفة له قبل يوم واحد من تصريحات بايدن، قال ميخائيل إن قرار الولايات المتحدة بوقف شحنة الأسلحة الأخيرة لإسرائيل كان بمثابة "إشارة مقلقة" تعكس "عمق التوتر بين إسرائيل والولايات المتحدة".

 

طابع رمزي إلى حد كبير

بينما يستمر الجدل حول تداعيات تهديد الرئيس الأمريكي جو بايدن بوقف إمدادات الأسلحة لإسرائيل، يرى بعض الخبراء العسكريين أن قرار واشنطن بوقف شحنة الأسلحة الأخيرة التي تضمنت قنابل من عيار 2000 رطل، كان ذا طابع رمزي إلى حد كبير، ولن يؤثر بشكل مباشر على العمليات العسكرية لجيش الاحتلال في قطاع غزة.

فقد صرح أليكس بليتساس، الخبير في الشؤون العسكرية والاستخبارات في مجلس الأطلسي، أن هذا القرار الأمريكي لن "يؤثر على العمليات العسكرية لجيش الاحتلال في قطاع غزة"، مضيفًا أن الإدارة الأمريكية أرادت من خلاله "التعبير عن عدم رضاها" عن خطط إسرائيل لشن هجوم واسع على مدينة رفح الفلسطينية، لكنه لفت إلى أن استمرار واشنطن في وقف شحنات الأسلحة في المستقبل قد يكون له تأثير ملموس على العملية العسكرية لجيش الاحتلال في  قطاع غزة.

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة