محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

متغيرات إيجابية

محمد بركات

الخميس، 09 مايو 2024 - 08:14 م

الآن.. وبعد ما جرى ويجرى طوال الأيام والشهور الماضية منذ السابع من أكتوبر الماضى وحتى اليوم، فى ظل حرب الإبادة والدمار غير المسبوق التى شنتها آلة الحرب اللا إنسانية الإسرائيلية على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة،...، هناك متغيرات ليست بالقليلة على الساحة الدولية والإقليمية جديرة بالرصد والتسجيل.

هذه المتغيرات بدأت فى التشكل والتبلور تحت تأثير الانكشاف لحقيقة الوجه البشع لدولة الاحتلال الإسرائيلى أمام العالم كله،..، والذى أظهر قدر الوحشية والعدوانية والإرهاب، الذى تتصف به الشخصية الإسرائيلية، وما ارتكبته من جرائم خلال عدوانها اللا إنسانى الغاشم على غزة، وما صاحبه من قتل للأطفال والنساء والشيوخ، وما أحدثته من دمار شامل وكامل لجميع مظاهر الحياة فى القطاع.

ذلك الانكشاف للوجه الحقيقى البشع لدولة الاحتلال أدى إلى بداية تفهم واستيعاب شعوب ودول كثيرة فى العالم لمعاناة الشعب الفلسطينى تحت وطأة الاحتلال، وإدراكهم أن ما جرى فى السابع من أكتوبر من جانب المقاومة الفلسطينية، هو نتيجة مباشرة لعمليات القمع والإرهاب والتعسف والظلم، التى يتعرضون لها من جانب سلطة الاحتلال، منذ عام ١٩٤٨ وحتى اليوم.

وفى هذا الإطار بدأنا نلمس ونرى العديد من المتغيرات الإيجابية، فى الانطباع العام عن القضية الفلسطينية لدى قطاعات عديدة من المجتمع الدولى على المستوى الشعبى، وهو ما انعكس أيضًا على المستوى الرسمى لدول عديدة فى أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا وإفريقيا وغيرها.

وقد تمثلت هذه المتغيرات فى إعادة الحياة وعودة الوجود للقضية الفلسطينية بالنسبة للمجتمع الدولى، كقضية تستوجب الاهتمام والسعى للحل، بعد أن كانت قد انزوت وبعدت عن دائرة الاهتمام، وأصبحت أو كادت أن تصبح نسيًا منسيًا، فى ظل التداعيات السلبية التى لحقت بالعالم العربى والمنطقة فى أعقاب زوابع وعواصف ما سمى بالربيع العربى وأحداث «٢٠١١» وما تلاها.

هذه واحدة،..، أما الثانية والتى ترتبت على عودة القضية لمركز الاهتمام الدولى فهى تبلور بروز رؤية دولية عامة، لضرورة تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة، وهو ما يعنى ضرورة التوصل للحل السياسى الشامل للقضية، يؤدى إلى السلام والاستقرار.

وقد صاحب ذلك ازدياد الاقتناع الدولى العام بأن تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة، يحتاج بالضرورة إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية،..، وأن السبيل لذلك هو نيل الشعب الفلسطينى لحقوقه المشروعة فى العيش فى سلام وأمان فى دولته المستقلة وذات السيادة على أراضيه المحتلة بالضفة وغزة وعاصمتها القدس العربية فى إطار «حل الدولتين».

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة