قانون الجذب من الطقوس المستحدثة من الدجل والخرافة المخالفة للشرع
قانون الجذب من الطقوس المستحدثة من الدجل والخرافة المخالفة للشرع


مستجلبة من أديان وثنية وتخالف العلم والشرع.. الأزهر للفتوى يحذر من «طقوس الجذب» و«الإسقاط النجمي»

الأخبار

الخميس، 09 مايو 2024 - 11:47 م

أكد مركز الأزهر للفتوى أن ادعاء قُدرة الإنسان على: جذب ما أراد من الأرزاق دون سعى لها، أو التنبؤ بمستقبله من خلال حركة الكواكب، أو معرفة الغيب، أو قدرته على ترك جسمه المادى ولقاء الموتى أو لقاء أجسام نورانية وشيطانية بجسمه الأثيرى عن طريق بعض الطقوسِ؛ أفكار وممارسات تخالف صحيح الدين والعلم، وتُضلل العقل، وتُسوِّل الجرائم لمرتكبيها، وامتهانها جريمة والكسبُ منها حرام.

وأوضح أن الإسلام حفظ النَّفس والعقل، وحرَّم إفسادهما، وأنكر تغييب العقل بوسائل التغييب المادية كالمُسكِرات التى قال عنها سيدنا النبى : «كلُّ مُسكِر خمر، وكل مسكِر حرام» ، والمعنوية كالتَّعلُّق بالخُرافات، فقد رأى سيدنا رسول الله  رجلًا علَّق فى عضده حلقة من نحاس، فقال له: «وَيْحَكَ مَا هَذِهِ؟»، قال: من الواهنة -أى لأشفى من مرض أصابني-، قال : «أَمَا إِنَّهَا لَا تَزِيدُكَ إِلَّا وَهْنًا، انْبِذْهَا عَنْكَ، فَإِنَّكَ لَوْ مِتَّ وَهِيَ عَلَيْكَ مَا أَفْلَحْتَ أَبَدًا».

اقرأ أيضًا| صحيح «متنًا وسندًا» ..7 آلاف حديث في موسوعة جامعة الأزهر

وكانت العرب فى الجاهلية تزعم أنها ترى جِنًّا فى الصحارى، يتراءى للمارين فيها ويتمثل فى صور شتى ويضلهم عن طريقهم، يدعى (الغول) فأبطل سيدنا رسول الله  هذه الخرافة، وقال: «ولا غُول»، وليس المراد هو نفى وجود الجن، وإنما المعنى أنه لا ينبغى للمسلم أن يعلق قلبه وعقله بضلال، ولا أن يتَّبع الخيالات والخرافات، ويعتقد فيها النَّفع والضُّر من دون الله.

وأوضح أن الإسلام جعل الرضا بقدر الله واحدًا من أركان ستة قام عليها الإيمان بالله سبحانه، مع ضرورة السَّعى للأهداف، والأخذ بالأسباب المشروعة وحُسن الظَّن فى الله سبحانه، حتى تأتى العبدَ أرزاقُ الله بطاعة لا بمعصية؛ فإن ما عند الله لا يُنال إلا بطاعته، وجعلَ ادعاءَ معرفة الغيب منازعةً لله فيما اختص به نفسه، واتباعَ العرافين ضربًا من الضلال الذى يفسد العقل والقلب، ويُشوش الإيمان، وعَدَّ الكسب منه كسبًا من حرام، فما البال إذن إن أدى التمادى مع هذه الخرافات والأفكار لفساد الاعتقاد، وارتكاب الجرائم، باسم العلم، والعلم منها براء؟!.

وشدد على أن ما ينتشر -فى هذه الآونة- من أفكار وطقوس وإيحاءات تدعم الخرافات والوساوس والتخيلات؛ وما يدعو إليه كثير من مدربيها، من قدرة الإنسان على معرفة الغيب، أو جذب كل ما أراد من الأرزاق بمجرد التفكير فيها دون سعى إليها من خلال ما يسمى بـ «قانون الجذب»، أو قدرته على خوض تجربة الاقتراب من الموت وترك جسمه المادى والطيران بجسمه الأثيرى ومقابلة أشخاص فى أزمان غابرة ورؤية أجسام ملائكية أو شيطانية من خلال ما يسمى بـ«الإسقاط النجمي»، أو أن النجوم فاعلة مُدبرة مؤثرة فى مستقبل الإنسان ومصيره؛ لهى أفكار ضالة مُضِلَّة أودت بعقول كثير من الناس، بل وبحياتهم، وأدخلت الكثير منهم فى أنفاق مظلمة من الإلحاد والاكتئاب والفقر والفشل والجريمة، أو فى نوبات مزمنة من الاضطراب العقلى والنفسى والسلوكي، وقد ينتهى المطاف بأحدهم إلى إيذاء نفسه أو أهله، وقد تدفعه هذه الخرافات إلى قتل النفس التى حرّم الله؛ بزعم الراحة من الدنيا وعناءاتها.

وأوضح أن امتهان هذه الأنماط المذكورة جريمة، والتكسب منها محرمٌ، ويَقضِى ألَّا نراها -فكرًا وسلوكًا- إلا كجُملةٍ من المُخالفات الدينية، سيَّما وأن عامة هذه الطقوس المذكورة مُستجلَبَة من أديان وثنية، إضافة إلى أنها تصطدم والعلم التجريبي، الذى لا يعترف بمنهجيتها فى استنتاجاتها المُدَّعاة.

وشدد على أن الطقوس والأفكار المذكورة؛ ما هى إلا صورة مستحدثة من الدجل والخرافة والكهانة، أطلَّت على مجتمعاتنا فى ثياب مهندمة منمقة، وبكلمات مرتَّبة منظَّمة تشبه كلام العلماء والعقلاء وليست منه فى شيء، بل فى طياتها الجهل والإثم، وصدق الحق سبحانه إذ يقول: «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُون».

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة