د.أسامة أبوزيد
د.أسامة أبوزيد


من الآخر

جوميز .. والفرحة المنتظرة

أسامة أبوزيد

الجمعة، 10 مايو 2024 - 06:54 م

الموسم الحالى شهد تألق مجموعة من المدربين الذين نجحوا أن يضعوا أقدامهم وسط الكبار حتى وإن لم يحالفهم التوفيق فى بعض الأحيان ولكن المؤكد أن الخريطة الكروية تغيرت بشكل كبير جدا فى السنوات الأخيرة نتيجة أن الكرة أصبحت علم ، والمدرب الشاطر من يصرف على نفسه ، بمعنى أدق يتابع ويتصفح ويشارك فى دورات خارجية حتى يستطيع مجاراة التطور الرهيب فى الفكر التدريبى ولكى يتحول من مدرب عادى تقليدى إلى صاحب فكر راق ورؤية فى إدارة المباريات والتعامل مع المعطيات والمفاجآت الطارئة.

الفترة الماضية استطاع مدربون أن يخرجوا من عباءة الجيل القديم وأساطير المهنة الكبار ويقدموا أنفسهم بشكل جيد أمثال حسام البدرى وحسام حسن وإيهاب جلال ومحمد يوسف وعلى ماهر وطارق مصطفى ، وهؤلاء نجحوا أن يفرضوا أسماءهم على الساحتين المحلية والعربية بشكل قوى بفضل نتائجهم وقدراتهم على تحويل «الفسيخ إلى شربات» لدرجة أن بعضهم تفوقوا على « الخواجات» الذين مازالوا يمثلون عقدة عند بعض الأندية الكبيرة التى لا تستطيع أن تستغنى عن «البرنيطة».!

لا خلاف على أن على ماهر وطارق مصطفى ومجدى عبدالعاطى وأحمد سامى يقدمون هذا الموسم مردوداً تدريبياً قوياً مع أنديتهم واصبح لهم مكانة وقيمة فى عالم التدريب ومن بعدهم الوافد الجديد أحمد عبدالرروف الذى يتوهج مع البلدية ويسير بخطى ثابتة رغم صغر سنه ، وبالتالى لابد من مساندة المدرب المصرى وتأييده وثقله من خلال دورات تدريبية فنية ومعايشة راقية فى أقوى الدوريات الأوروبية مثلما كان يحدث فى السابق وأن يتم الاختيار حسب الكفاءة وليس المحسوبية والصداقة مع أى مسئول بإتحاد الكرة الموقر .

لابد أن يتغير الفكر وليس من العيب على الإطلاق أن يتولى مدرب زملكاوى المسئولية الفنية للأهلى أو العكس مثلما حدث من قبل عندما قاد الراحل الأسطورة محمود الجوهرى الزمالك وحقق بطولات عديدة والأهم أنه ساهم بفنه وفكره الذى كان سابقا لزمانه فى إحداث نقلة داخل القلعة البيضاء ولكن المشكلة الآن لا تكمن فى الجماهير ولكن فى الإدارات التى تخشى  اتخاذ القرار خوفا من انقلاب السوشيال ميديا التى يديرها فى الغالب بعض من لهم مصالح فى وجود فلان أو رحيل علان ولذلك يكون اللجوء الى الأجنبى هو أسلم الطرق لشراء الدماغ وعدم إثارة الأزمات.

اختيار الأجنبى يأتى فى أحيان كثيرة دون مقاييس تخضع للعلم ومدى قدرة المدرب الجديد على النجاح والتأقلم على أفكاره أو خزعبلاته التدريبة مثلما يفعل البرتغالى جوميز مع الزمالك الذى يمثل صداعا كبيرا للجماهير البيضاء ، فبعد أن ظن الكثيرون أن الفوز على الأهلى سيجعل الدنيا «لونها بمبى» فى ميت عقبة حول جوميز الفرحة لإنكسارات كثيرة بالخسارة أمام سموحة ومن قبلها الفشل فى الفوز على دريمز المتواضع بالقاهرة لولا أنه عاد لرشده فى لقاء كوماسى ليتأهل الى نهائى الكونفدرالية وسط مخاوف كبيرة من إرهاصاته وتشكيلاته البهلاونية الغريبة وقراءته للملعب غير الموجودة ليعانى الأبيض أبوخطين حمر من قصور فى ثبات التشكيل بجانب عدم تصحيح الأخطاء الدفاعية ليصبح الطريق لمرمى الزمالك مفتوحا على مصراعيه أمام أى مهاجم وفى النهاية بالطبع يكون الفارس الأبيض وجماهيره هما الخاسرين وتدفع الإدارة الثمن .

كل جماهير مصر تساند الأهلى والزمالك فى البطولة الأفريقية للأندية الأبطال والكونفدرالية وأمام الفريق الأبيض مباراة هامة غدا أمام نهضة بركان على ملعبه بالمغرب ونتيجة اللقاء ستحدد بشكل كبير هوية البطل ومن سيرفع كأس البطولة التى تكتسب أهمية كبيرة لدى جماهير القلعة البيضاء خاصة أن الفرحة الإفريقية غائبة عن ميت عقبة منذ الفوز باللقب الأول لهذه البطولة 2019 على نفس الفريق ثم كأس السوبر الأفريقى على الترجى التونسى فبراير 2020 ، وعلى الجيل الحالى أن يقاتل للفوز على بطل المغرب فى مجموع المباراتين حتى تعود الفرحة للجماهير الوفية ومن أجل مجلس الإدارة الذى يحاول أن يصنع شيئا.

الزمالك يستطيع أن يفوز بالكونفدرالية المهم أن يذاكر جوميز المنافس جيدا وإلا ستكون العواقب وخيمة وجسيمة خاصة أن نهضة بركان سبق وفاز باللقب مرتين من قبل ويقوده التونسى معين الشعبانى المدرب الذى يعرف طريق التتويج بالبطولات القارية .

كل التوفيق لنجوم الأهلى والزمالك فى المهمة الرسمية القادمة وننتظر منهم الفرحة والسعادة لكل المصريين باللقبين دورى الأبطال والكونفدرالية حتى نراهم مجددا فى كأس السوبر الأفريقى .. قولوا يارب .

جهد مشكور للدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة وأجهزة الدولة المصرية عودة الجماهير للمدرجات .. كان مطلبا شعبيا وبدون الجماهير لا توجد حلاوة أو طعم للساحرة المستديرة ومنتخبنا يحتاج لدعم الجماهير فى مرحلة نتوق جميعا أن تنتهى على خير وتعود أمجاد الفراعنة بحصد اللقب الإفريقى للأمم والتأهل لمونديال أمريكا وكندا والمكسيك.

عودة الجماهير تعنى عودة النظام والانضباط والتأكيد على أن مصر ستظل دوما بلد الأمن والأمان والسلام وأننا قادرون على استضافة أعتى البطولات الدولية .. برافو .

إمام عاشور أفضل لاعب فى مصر حاليا من الآخر .. موهبة وحرفنة وإبداع ولكن عليه أن يبتعد عن السوشيال ميديا والشو الإعلامى لكى يحافظ على نفسه من القيل والقال والأهم أن يبعد عنه العين .

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة