أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية
أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية


الأمين العام للجامعة العربية: التهجيرمرفوض عربيًا ودوليًا

الأخبار

الخميس، 16 مايو 2024 - 07:14 م

أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أن القمة تعقد فى ظروف استثنائية، فالعدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى فى غزة بكل ما ينطوى عليه من وحشية وتجرد من الضمير، يمثل حدثاً تاريخياً فارقاً.

وقال خلال كلمته فى الجلسة الافتتاحية لقمة المنامة: «لن تنسى الشعوب العربية ذلك العنف الأعمى الذى أظهره الاحتلال الإسرائيلي، وهو يستهدف النساء والأطفال، ويطارد المهجرين والمشردين من ملاذ إلى آخر بالقنابل والرصاص، وقد صار العالم كله مدركاً لحقيقة باتت ساطعة وهى أن الاحتلال والسلام لا يجتمعان، فالاحتلال لا يمكنه الاستدامة سوى بممارسة التطهير العرقى وبالإمعان فى فرض واقعه الغاشم بقوة السلاح، أما طريق السلام والاستقرار فى هذا الإقليم فيقتضى منهجاً مختلفاً، يقتضى تخلى الاحتلال الإسرائيلى عن أوهام الاحتفاظ بالأرض والسيطرة على البشر، ويقتضى الإنهاء الفورى للاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية على حدود ٤ يونيو عام ١٩٦٧، لكن ما رأيناه من الاحتلال عبر الشهور الماضية يُشير إلى أن الأوهام ما زالت تحكم التفكير، وأن تصورات القوة والهيمنة العرقية ما زالت تسيطر على السياسات، وللأسف قدمت بعض الدول الغربية غطاء سياسياً، بالذات مع بداية العدوان، لكى تُمارس إسرائيل هذا الإجرام فى قطاع غزة، واليوم يقف حتى أقرب أصدقائها عاجزاً عن لجمها».

كما أكد «أبو الغيط» على أن النكبة التاريخية لم تمحُ الفلسطينيين من الوجود، ولم تخرجهم من الجغرافيا ولم تشطبهم من التاريخ، فأبناء أبنائهم هم من يمارسون هذا الصمود الأسطورى اليوم على الأرض فى قطاع غزة وكافة ربوع فلسطين.. وشدد على أن التهجير القسرى مرفوض عربياً ودولياً، ومرفوض أخلاقياً وإنسانياً وقانونياً، مرفوض ولن يمر..

وأضاف: «أن أحداً لا يريد العودة إلى اليوم السابق على السابع من أكتوبر، وما يرتكبه الاحتلال من فظائع وشناعات فى غزة لن يُعيد إليه الأمن، نحن نريد الانتقال إلى المستقبل وليس العودة إلى ماضٍ مأسوى أوصلنا إلى هذه النقطة، ولا مستقبل آمناً فى المنطقة سوى بمسار موثوق، لا رجعة عنه، لإقامة الدولة الفلسطينية.. إننا نطالب المجتمع الدولي، بمن فيه أصدقاء إسرائيل، بل بالأخص أصدقاء إسرائيل، بإقامة مؤتمر دولى للسلام يُجسد رؤية الدولتين التى تحظى بالإجماع العالمي، وبالعمل على مساعدة الطرفين، ومرافقتهما لتحقيق هذه الرؤية فى أجل زمنى قريب، إنقاذاً لمستقبل الشعوب الذين يستحقون السلام والأمن، فى فلسطين والعالم العربي، وفى إسرائيل أيضاً».

وأشار الأمين العام للجامعة العربية خلال كلمته، إلى أن أزمات المنطقة ما زالت مفتوحة والكثير من الجراح لم تلتئم، فالجرح فى السودان غائر وخطير ، لأنه يهدد بقاء الدولة ووحدة مؤسساتها الوطنية، ويهدد حياة الملايين من الناس، داعياً الجميع إلى إسكات البنادق فوراً صوناً لحرمة الدم السودانى الغالى ولوحدة الوطن المهدد بالانقسام.. وأضاف: «وفى اليمن وليبيا وسوريا أزمات أنهكت الدول والشعوب، أزمات مجمدة تنتظر حلولاً وتسويات تستعيد الأوضاع الطبيعية التى تتطلع إليها الشعوب فى هذه الدول، وكذلك جيرانهم ممن طالهم أذى هذه الأزمات وتبعاتها الخطيرة»، متابعاً: «إننى أدعو وأعمل بلا كلل للاستمرار ومواصلة الجهد من أجل إيجاد حلول عربية للأزمات العربية».

وأوضح أن «العالم يمر بحالة غير مسبوقة من الاستقطاب المنذر بالخطر والخسارة للجميع، وينأى العالم العربى بنفسه عن أن يكون طرفاً فى استقطاب نرى بوضوح مآلاته السلبية على العالم، ونستمر من خلال الجامعة العربية فى إدارة علاقات متوازنة بين المجموعة العربية وكافة الشركاء والمجموعات الدولية - من الشرق والغرب - علاقات تتأسس على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة، ولا تحمل انحيازاً لطرف ضد طرف أو اصطفافاً فى صراعات يخرج الجميع منها خاسراً». 

وأضاف: «وبالمثل، تسعى الدول العربية فى علاقاتها مع جيرانها فى الإقليم إلى علاقات بناءة من حسن الجوار تتأسس على مبدأ عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، فهدف الشعوب العربية هو التنمية ومواجهة المشكلات القائمة، والكثير من الدول العربية يتبنى خططاً طموحة تهدف إلى وضع المنطقة العربية فى مكانها اللائق على الساحة العالمية»، مشدداً على أن العمل الجماعى هو السبيل إلى تحقيق رخاء الجميع، «فلن يخرج العرب من عثراتهم إلا بالتضامن مع بعضهم، ولن ينهضوا إلا معاً».

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

مشاركة