الضحية
الضحية


سائق ميكروباص يدهس طفل خلال زفة فرح

أخبار الحوادث

الجمعة، 17 مايو 2024 - 02:40 ص

بورسعيد‭: ‬أيمن‭ ‬عبد‭ ‬الهادي‭ ‬

خيم الحزن علي محافظة بورسعيد وتحولت مواقع التواصل الإجتماعي لـ دفتر عزاء وذلك بعدما تحول فرح إلى مأتم نتيجة وفاة طالب بالصف الثاني الإعدادي، أثناء مشاركته في حفل زفاف إبنة عمه، وفي السطور التالية نروي تفاصيل الحادث المفجع.

البداية كانت بلاغا بوصول طالب يدعى سعيد السيد السعيد، يبلغ من العمر 14 عاما لمستشفى السلام التابع لهيئة الرعاية الصحية ومنظومة التأمين الصحي الشامل متوفى، نتيجة حادث وقع في شارع طرح البحر أثناء حفل زفاف، بعد سقوطه من دراجة بخارية، ولم يكن أحد في هذا الوقت يعرف حقيقة الواقعة.

وصل الصغير مستشفي السلام علي يد سيدة ملابسها غارقة بالدماء تبين أنها أمه زينب، وكانت الأم في حالة انهيار شديد، وظلت تروي تفاصيل الواقعة قبل أن يتم تحرير محضر رسمي بالواقعة، وينطق لسانها بكلمات مؤثرة، قالت الأم بأسى: دمك علي هدومي يا حبيبي، أنا شيلتك يا سعيد من تحت العربية، أنت مت يا سعيد؟، أنا كنت بلبسك هدومك الجديدة بجهزك لأخرتك يا عمري، لتسقط السيدة أرضًا من بشاعة اللحظات التي عاشتها.

في هذا الوقت كان والد الصغير قد تلقى اتصالات من زوجته تقول له: تعالى يا سيد على مستشفي السلام إبنك مات، يقول الأب: هرعت إلي المستشفى لأجد نجلي غارقا في دمائة متوفى وكان أصعب موقف في حياتي، فقد مات صديقي وحبيبي قبل أن يكون ابني الوحيد، ولم أكن أعرف ما حدث، ظللت اردد "انا لله وانا اليه راجعون"، واحتسب نجلي عند الله.

استعاد الأب تماسكه قليلا ليري سيدتين لا يعرفهما تبكيان تمسك كل منهما ببطاقتهما تدليان بما شاهدتاه، تؤكدان أن الحادث ليس قدريا وأن هناك متسبب في الوفاة، ليستمع الأب لصرخات زوجته وهي تقول: دهسته ازاي يا ظالم ربنا ينتقم منك حسبي الله ونعم الوكيل، ليشعر الأب أن هناك متسببا في وفاة صغيره.

البلاغ

تلقت الأجهزة الأمنية بـ محافظة بورسعيد بلاغا بالحادث، وكلفت فريقا من إدارة البحث الجنائي للوقوف علي الأسباب، اصطحب فريق البحث الجنائي الأب وشهود العيان لديوان عام قسم شرطة المناخ لتحرير محضر بالواقعة، قبل أن تستكمل جهات التحقيق الإجراءات.

شهدت السيدة أسماء أمام مأمور الضبط وجهات التحقيق، أنها تصادف وجودها بالمكان في وقت الحادث، وأثناء مرور زفة فرح بها 4 سيارات ودراجتين ناريتين، كان الصغير سعيد السيد السعيد صاحب الـ 14 عاما يركب دراجة نارية خلف زملائه وأقاربه، وجاءت سيارة ميكروباص كانت تقوم بحركات استعراضية تصدمه من الخلف وعندما سقط أرضا قام بدهسه تحت عجلات السيارة مما تسبب في وفاته.

وشهدت السيدة أشجان؛ أنها تصادف وجودها في مكان عمل زوجها في مسرح الحادث، وشاهدت الصغير فرحا يمسك بلعبة نارية بيده، وصدمه ودهسه سائق السيارة الميكروباص، وكشفت أن سائق السيارة حاول الهروب وترك الصغير ينزف الدماء، وكشفت أن سيدات تصادف وجودهن تحفظن علي مفتاح السيارة، ولم يتركوا المتسبب حتى سلموه للأجهزة الأمنية.

وعقب سماع الأب لشهادة من شاهدوا الواقعة، أتهم السائق زياد بالتسبب في وفاة نجله، وانتقل فريق البحث لسماع شهادة الأم والتي قالت خلالها: أن نجلها كان خلف زملائه على الدراجة النارية في فرح بنت عمه، وفوجئت بسقوطه نتيجة ان صدمته السيارة الميكروباص، وعندما هرعت اليه وحملته من أسفل عجلات السيارة وجدت عظامه مهشمة ورأسه مفتوحة ومخه خارجها، كما سقطت أذنه في يديها، وعلقت: كأنك فاتح خرطوم دم وعرفت أن إبني مات لما اتنفض مرتين كانت بتخرج روحه.

تحقيقات النيابة

ظلت النيابة العامة تحقق في المحضر لمدة تجاوزت الـ 18 ساعة كاملة، استمعت خلالها لأقوال الأب والأم والشهود وعاينت مكان الحادث وناظرت الجثة بالمشرحة، وذلك قبل أن تصرح بالدفن، وتقوم باستكمال التحقيقات في الواقعة وعمل تحليل مخدرات للسائق، حتى تنتهي من قرار احالتها للمحكمة المختصة.

شارك عدد كبير من أهالي محافظة بورسعيد في مراسم تشييع الجنازة والتي سقطت الأمطار خلالها في فصل الصيف، وسادت حالة من الحزن الشديد خلال المراسم، وودعت الأم نجلها بصورة مؤلمة حيث امسكت بالنعش ولمست الجثمان، مطالبة الجميع: "ارجوكم سيبوه شويه قبل ما تدفنوه خلوني احضنه بس اللمسة الأخيرة"، وذلك وسط انهيار شديد لشقيقته الصغيرة حنين ووالده الذي سقط خلال الجنازة وحمله المشيعون.

وقالت والدة المجني عليه لـ «أخبار الحوادث»: إنها رأت نجلها أمام عينها عندما دهسته السيارة خلال زفة فرح ابنة عمه، هرعت مسرعة من أجل نقله للمستشفى لكنه فارق الحياة على الفور، وواصلت: "ابني اتحدف قدامي بعد ما العربية خطبته وأنا اللي جريت عليه عشان أشيله.. ابني روحه طلعت على إيديا وفراقه صعب عليا".

وأوضح والد المجني عليه؛ أن نجله كان يحضر زفة فرح ابنة عمه في محافظة بورسعيد، وكان يستقل دراجة نارية رفقة بعض أقاربه، إلا أن الميكروباص اصطدم بهم فسقط نجله على الأرض ودهسه السائق، واستكمل: "سواق الميكروباص كان بيعمل حركات بالعربية فخبط الموتوسيكل وداس ابني بعد ما وقع من عليه.. ابني نص وشه راح وودنه اتقطعت واتفصلت عن جسمه وعضم صدره كله متكسر.. ابني مات في ثانية ومش عاوز غير حقه".

وأشار إلى أنه لن يتنازل أبدًا عن حق نجله الذي راح ضحية إهمال سائق الميكروباص الذي دهسه بسبب قيامه بحركات استعراضية، مختتمًا: "هعيش طول عمري أنا وأمه بنتحسر عليه ومش هنعرف نعوضه، لكن واثق ان القضاء سوف يعيد له حقه بالقصاص العادل". 

اقرأ أيضا : مصرع تلميذين بالغربية أثناء استحمامهما في ترعة ببسيون

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

مشاركة